23 ديسمبر، 2024 7:07 ص

للقائلين الشيوعية كفر والحاد

للقائلين الشيوعية كفر والحاد

من منا لا يتذكر حقبة الحرب الباردة وكيف احتدم الصراع السياسي والفكري والاقتصادي بين الاتحاد السوفيتي واميركا والدول الغربية والدول المسماة انذاك الدول الرجعية وكم منا يتذكر عندما يقارن بين الموقفين حيث في ذروة نهوض اميركا وحلفاؤها ومحاولة بسط نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي والفكري على العديد من دول العالم ابتداء من دول اميركا اللاتينية الى افريقيا ثم اسيا وكيف كانت الاصطفافات داخل دول هذه المنظومات ومع استمرار هذه الصراعات تبلورت معطيات وقضايا افرزت تيارات وقوى تتصارع من اجل وجودها وبعبارة اخرى صراعات القوى الرجعية والقوى التقدمية (الاشتراكية او الشيوعية ) ومن خلال المد الشيوعي في تلك الفترة كان الخطاب الثوري والوطني التحرري يسير الحياة في ظل دعم الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية حيث وقفت هذه الدول داعمة للوجود العربي بالذات التحرري ابتداء من مناصرة مصر في فترة العدوان الثلاثي 1952 ثم حرب 1967 ثم حرب 1973 وموقفها مع الدول التي ارادت تحرر اقتصادها من خلال عمليات التأميم وكما في مصر والعراق والجزائر وغيرها وفي مقابل ذلك كانت همة اميركا تقوم على التحالف مع الدول الرجعية وخلق احزاب عميلة ورجعية وفاشية بصبغات قومية وطائفية دعمتها بكل ما تستطيع مقابل دعم محدود من قبل السوفييت مع الاشارة الى تذبذب بعض مواقفه وسياسة الترهيب والترغيب وهذا بطبيعة الحال خلق اجواء افرزت انتصار التيارات السائرة في ركاب اميركا وغيرها بعد ان بذلت القوى العميلة للغرب فعلتها من حيث عمالتها للغرب وفتح المجال الاقتصادي والاستثماري للغرب الامريكي مع ممارستها شتى انواع القمع والبطش وابتكار اساليب وحشية ضد الحركات التقدمية اضافة الى اغداقها المبالغ الكبيرة من ملايين الدولارات لتأسيس احزاب دينية لا هم لها سوى المناداة بسقوط الاتحاد السوفييتي ومحاربة كل من يحمل فكر اشتراكيا تقدميا مستخدمة اساليب تعسفيه كما اشرنا وازاء هذا الجبروت لاحظنا قمع كافة هذه الحركات ومنعها من مزاولة اي نشاط بل ممارسة شتى اساليب الموت والقمع والدمار والتشريد في ظل فتاوى الشيوعية كفروالحاد وكما حصل في مصر والسودان وسوريا وليبيا والعراق ودول الخليج مما فسح المجال لامريكا واسرائيل واستحواذ هما على النشاط السياسي والتنظيمي لكل من يقف الموقف المضاد للشيوعية.

ومن خلال عمل ذلك تتجلى لنا خسة هذه القوى التي لولا مواقفها السيئة ومناصرتها للغرب ودعمه بشتى الطرق ما استطاعت اميركا واسرائيل ان تفتت الامة العربية والاسلامية وتجعلها في اردى مواقف على مر التاريخ العربي والاسلامي.

والسؤال هل ان هذه القوى الرجعية والعميلة صنعت نفسها بنفسها ام انها نزلت من الفضاء الخارجي (دون استثناء لاي منهم) والجواب حيث ان الصناعة الاميركية والصهيونية التي صنعت واتقنت الصناعة وعندما حانت الظروف قامت بتسويق كميات كبيرة من بضاعتها الفاسدة في ارجاء العالم العربي للحفاظ على الوجود الصهيوني كاكبر قاعدة للامبريالية الامريكية في حين ارتدوا العملاء النظارات السوداء والجمو عقولهم الفجة بنطاق السكوت والتفرج كونهم جزء من مؤامرة تاريخية بدأت مع بزوغ حركات التحرر الوطني في البلاد العريية واصطفوا لاجل النيل منها بشعارات معاداة الشيوعية وها هي الثمرة الكبيرة التي قطفها الصهاينة حيث ونتيجة وحدة القرار استطاعت (قوى القاعدة وداعش والقوى المستترة من وراءها) ان تمزق حتى النسيج الاجتماعي لوحدة العرب تحت مسميات اعادة الخلافة الاسلامية او اقامة حكومات اسلامية وها هو عراقنا الاغر يتعرض لهجمة متخلفة ومدمرة تريد للعراق التمزق والتشرذم وهذا ثمن دفعه شعبنا الابي تحت عمالة هذه الاحزاب التي صنعت لنا واقع مظلم ولكن الحقيقة تبقى والشعب كاشف ومانع الايام حبلى بكشف هذه السيناريوهات منذ ما بعد 1958 وها هي القوى القومية والرجعية

والدينية تدفع ثمن عدائها للتيارات الوطنية سواء في الموصل وكركوك وحتى محافظات الجنوب المتأسلمة اذ وقفت ضد كل قوى ديمقراطية مدنية متحررة وهكذا فأن للباطل جولة وللحق جولة وحتماً سيعي شعبنا من هي القوى الوطنية صاحبة التاريخ والنضال والتضحيات والتي وحدها تعيد للعراق مجده الان او غداً.وعلى ضوء تجربة السنوات الاخيرة يتبين كم هي المقارنةبين القوى الت حكمت العراق وماذا قدمت وهذا يقع على عاتق الشعب الذ يعليه فتح بصيرته ورفض هذه القوى الظلاميه وبناء الدولة المدنيه.