22 ديسمبر، 2024 9:04 م

للعدل والإنصاف, فيدراليات لكل المكونات

للعدل والإنصاف, فيدراليات لكل المكونات

الآشوريون والكلدان والسريان والتركمان والفيليه واليزيديون والشبك والصابئه مكونات عراقيه اصيله لها الحق في العراق كما هو الحق للمكونات الكبيره كالعرب بشقيهم الشيعه والسنه والكرد كذلك.
فليس من الإنصاف والعدل ان اُقرت الفيدراليه في العراق لتكون النتيجه تحكُم ظالم من قبل المكونات الكبيره بحق المكونات الصغيره لتلغي هويتها الخاصه سواء كانت دينيه ام مذهبيه ام عرقيه..
ففي كردستان مثلا نجد الأحزاب الكرديه التي اختلقت تاريخا ماانزل الله به من سلطان في ان الاراضي التي تسيطر عليها اليوم كلها جيرتها بإسم كردستان اي بلاد الكرد في كلمه تشير الى معنىً عنصريا يهيمن على اقوام لاعلاقة لهم بالكرد من بعيد او قريب لإجبارهم بإضفاء صبغه كرديه عليهم لاتخصهم في شيئ..
فمن المفارقات الساذجه ان الاحزاب الكرديه تريد الإنفصال عن العراق بسبب اختلاف الكرد عن العرب وبقية القوميات في هذا البلد, بينما لاترى اي خطأ في ان يعيش غير الكردي مع الكردي في دوله كرديه مفترضه.. وهذا ماكتبت عنه اكثر من مقال قبل سنوات طويله..
فالتركمان والآشوريون والسريان والكلدان والشبك والفيليه واليزيديون والصابئه لهم هوياتهم الخاصه والتي يجب احترامها بالشكل الكامل واحترام اراداتهم في رفضهم هيمنة اي مكون عليهم بالقوه رغما عنهم..
فليس من الإنصاف ان نتقبل طروحات الأحزاب الكرديه التي تطالب بضم كل الأراضي غير الكرديه مثل تلعفر وسنجارالى الإقليم لمجرد انها جسرا يربط الإقليم ببضعة اراضي متفرقه في سوريا يقطنها بعض الكرد لتحقيق رسم خارطه على الورق اسمها كردستان الكبرى..
 
والامر نفسه مع العرب شيعة وسنه.. فليس من المعقول ان يطالب الشيعه والسنه بفيدراليه خاصه بهم ان يحكموا قبضتهم وهيمنتهم هم ايضا على بقية المكونات… فالفيدراليات مهما اريد اضفاء صبغة المناطقيه عليها الا انها مصبوغه بصبغة القوميه والمذهبيه شئنا ام ابينا..
ففيدراليه كردستان واضح من اسمها انها فيدراليه عرقيه, ناهيك عن الحكم هناك والذي اختزل الحكومه والسلطات كلها بالكرد الا مارحم ربي..
والحال بالطبع سيكون نفسه مع الفيدراليه الشيعيه والسنيه واللتان سوف تكونا مذهبيتان بالطبع الا اذا تم اعتبار الفيدراليه قوميه عربيه اسوة بالفيدراليه القوميه في اقليم كردستان, والحال هو نفسه ان كانت مذهبيه او دينيه او قوميه..
لذا فإن للآشوريين مثلا الحق في فيدراليه يحكمون فيها انفسهم في سهل نينوى وبعض مناطق دهوك واربيل على حد سواء..
واليزيديون لهم الحق في فيدراليه في شيخان وسنجار والمناطق اليزيديه الاخرى.
اما التركمان فلهم الحق في ادارة مناطقهم في تلعفر وطوزخورماتو وبعض المناطق في كركوك وصلاح الدين.
اما الشبك فمناطقهم معروفه في محافظة نينوى ولابد من يتخلصوا من هيمنة المكونات الكبيره عليهم..
والفيليه مناطقهم معروفه ايضا في شرق العراق في محافظتي ديالى وواسط ومن الممكن جدا بعد العذابات التي تلقوها في زمن البعث وبعد الإهمال المتعمد اليوم من قبل حكومة بغداد والحكومه المحليه في اربيل ان يكون لهم فيدراليه ويتولوا امرهم بنفسهم.
بل الأمر يجب ان يتعدى الى كل المكونات الاخرى مهما كانت صغيره في ان تتولى ادارة محافظاتها او اقضيتها او حتى قراها بنفسها سواء بالاداره الذاتيه او الفيدراليه .. فالفيدراليه ليست تقتصر على حجم عدد السكان فقط بل تتعدى ذلك الى اكبر من ذلك بكثير.
والفائده من هذه الفيدراليات او الإدارات الذاتيه في العراق هي ان يتم توزيع الثروه بشكل عادل على الجميع وان يثبت الجميع نفسه في بناء الوطن على  اسس سليمه على ان لاتكون الفيدراليات المقترحه شبيهه بفيدرالية كردستان التي في وزاراتها وهيكلية مؤسساتها اصبحت عبئا على العراق وعلى كردستان نفسها لما تتطلب الكثير من الجهود والمصاريف الكارثيه لإدامتها..
كما ان الفائده المرجوه ايضا هي التخلص من هيمنة المكونات الكبيره التي تلعب دور الاخ الكبير الا انها في الحقيقه تستغل المكونات الاصغر بشكل يجعل العلاقه بين الجميع غير اخويه على الإطلاق, مما يولد الكثير من الكراهيه والضغائن بين ابناء الشعب الواحد..
كما ان هذه الفيدراليات ان طالبت بها المكونات كلها فهي تلغي اي احلام انفصاليه او اقصائيه او استحواذيه للمكونات الكبيره وتجعل من العراق دوله اكثر تماسكا..فالأراضي التي تحلم بها المكونات الكبيره وتعتبرها جزءا من تاريخها انما هي مشغوله بالأساس بالمكونات الأصغر ديموغرافيا و جغرافيا وحتى تاريخيا..وهنا يكون العدل والإنصاف لجميع العراقيين قد تحققا ولم يعد هناك مواطنون درجه اولى لهم الحق في الحكم وجيش خاص بهم واراضي يستولون عليها بالقوه بمجرد وضع اليد مقابل مواطنون بلا درجه اصلا..
فالعراق اليوم عراق الجميع .. ومن يرفض الخير لأخيه فلا خير فيه..