افاد مصدر رفيع في وزارة الثقافة ، بأن المنحة التشجيعية للصحفيين هذا ( العام ) غير متوفرة ولا يتم صرفها , وقال المصدر أن وزير المالية هوشيار زيباري ابلغ وزير الثقافة فرياد راوندوزي بأنه لا توجد تخصيصات مالية لهذا العام بشأن صرف المنحة التشجيعية للصحفيين ، مضيفاً أن الوزير أبدى موافقته بشكل كامل بسبب التقشف الحكومي الذي يحصل للبلد , واضاف أن وزير الثقافة عقد اجتماع طارئ مع المدراء العامين في الوزراء وأبلغهم بهذا القرار، لكنه لقي رفضاً كبير من اغلبهم كون هذه المنحة تعد تشجيعية لشريحة مثقفة تخدم البلد , ومنذ أن خطت ( الصحافة العراقية ) خطوتها الأولى في الخامس عشر من شهر حزيران عام ( 1869 ) تألق الصحفيون في العراق في تقديم عقيدة إعلامية قل نظيرها منذ أن حبت في هذا المعترك المضني والمسيرة الطويلة كلفت الصحفيين العراقيين ألاف الشهداء والتضحيات الجسام التي مهدت الطريق للأجيال اللاحقــة وخاصة ما قدمته ارتال وأفواج الشهداء الماجدين من الصحفيين والإعلاميين العراقيين الذين نقلوا إلى العالم وبكل دقـــة وصدق ما تعرض له العراق من همجية الاحتلال .. وممن تحالف مع القوات الأمريكية والتكالب على ثروات بلدي العراق وقتل واعتقال وتشريد عدد من الصحفيين العراقيين ومن غير المنطقي أن يرى المرء العملية الصحفية والإعلامية في العراق بـأنها عملية سهلة ويمكن أدارتها بأبسط السبل واقصرها واختزالها ببرنامج وكتابة خبر أو مقالة ، بل هي عملية معقــــدة لها أهداف ووظائف ولغة خاصة تستطيع الوصول إلي قلوب المتلقين قبل آذانهم أو مسامعهم وعيونهم لهذا عرفت الدول المتقدمة قبل غيرها أن مستقبل العالم يقوم على الأعلام العلمي والمعلومات ، على عكس الادعاء الذي يسوقه البعض من أن الاعلام موهبة وقدرات نحوية وصرفية والمعرفة الكافية بقواعد المقارنة بين الأعلام العلمي القائم على القدرة على بناء العراق الجديد وغير المبني على اثارة النعرات الطائفية بين مكونات الشعب العراقي الاصيل ، وعلاقة الاعلام بالتنمية واستحداث مناطق إعلامية حرة تحتوي على مراكز إعلامية للإعلام المسموع والمرئي والمقروء وإعلام الصحافة الالكتروني ، وتأسيساً لما تقدم فالمتابع والمهتم بالشؤون السياسية والإعلامية وخلال الأحداث التي مرت بنا وعشناها طيلة العقود القليلة الماضية يدرك أهمية وحجم الدور الإعلامي في مجمل ما يدور في عراقنا الجديد ، فهــو كبير جداً مقارنة بالمعركة السياسية والعسكرية وفي عالم اليوم يسهم الأعلام بنسبة 70 % من حيث ضخ المعلومات للمتلقي وجمعها وتغيير قناعات الرأي العام بشأن المعارك المتعــددة الأوجه ، وفي عراقنا الجديد ليس بالضرورة أن تكون أنت الخير أو الشر ولكن لابد من تبني قضية أخلاقية لتســـــــــويقها للعالم كمفهوم المظلومية مثلاً لان الخطاب الإعلامي الذي ينطلق من مشروعية أخلاقية فأنه يجد طريقاً إلى ضمير العالم حتى أن كانت الأجندة التي تتستر وراءه غير أخلاقية ، فالإعلام يمكن أن يفعل الكثير فهو قادر على صناعة العدو وقلب الصورة حتى لو كان الجمهور نفسه الذي تعاملت معه سابقاً ووجهت له رسائل إعلامية مغايرة لما كان يوجه له والإعلام إذا أحسن استخدامه فهو رصيد للدولة وجمهورها وليس خصماً أخلاقيا وموضوعياً والنأي عن الفبركة والضبابية في صناعة قضيتك والابتعاد عن تعدد المواقف إزاء الأزمات لأنها تربك الخطاب الإعلامي والصحفي ، وفي نهاية هذا المقال أوجه رسالتي الصحفية إلى الدكتور
( العبادي ) الى الوقوف بجدية بدرج منحة
( المليون ) الى الصحافيين والاعلاميين والفنانين هذا العام .. وأتمنى أن يكون للصحفي والاعلامي حقوق في بلد استشهد فيه الكثير من الزمــــــــلاء .. ودمتم