تاريخ حافل بالدماء، وارض لا ترتوي الا بماء لونه احمر ، وشعب لا يستطيع ان يغفوا الا على ازيز الرصاص.
هذا الوصف يختصر، حالنا وشعبنا وارضنا.
نعم قد يراه البعض قساوة ومبالغة في الوصف، لكن للأسف هذا ما يخبرنا به تاريخنا وما نستشرفة من حاضرنا، وما نتوقعة لمستقبلنا.
التاريخ حدثنا عن حكومات كثيرة حكمت العراق منذ تأسيس الدولة العراقيه الحديثة في عام 1921، لغاية يومنا هذا، وجميع هذه الحكومات جاءت عن طريق الدم، وجميعها ايضا يتحدث عن الشرعية والحقوق المسلوبة للشعب، التي جاءوا من اجل اعادتها اليهم.
اما ارض العراق، لكي تعرف مقدار الدم الذي سفك من اجلها، ليس عليك الا ان تزور ارض الغري، في النجف الأشرف، وتنظر الى القبور التي فيها، لتعرف كم اخذت منا، والمشكلة انها لم تقنع بالذي اخذته.
شعبنا تعلم ان لا يتكلم الا من خلال فوهات البنادق، وحتى على ابسط الأمور، التي لا تستوجب الصوت العالي.
عادة من يستهين بالدم هم الحكام، ومن يسفك الدم هم الحكام ايضا.
لكن من يسفك دمهم دائماً العامة من الشعب.
نعم الدم رخيص عند الحكام، لكن قطعاً ليس دمهم، فدم الحاكم او احد افراد اسرتة، يعادل دماء الشعب جميعاً، وهو مستعد ان يضحي في الأرض والشعب وكل شيء في سبيل بقائه على قيد الحياة.
ربما البعض يعتقد ان الحاكم الظالم فقط، من يطلق الأحكام العرفية، او يتعامل بقساوة مع شعبة
احياناً كثيرة، عدم دراية الحاكم، واهماله تكون سبب في سفك الدم، وضياع الارض.
الله سبحانه وتعالى شدد كثيراً على حفظ حياة الأنسان، واعتبر قتل انسان واحد، يعادل قتل الناس جميع.
لذلك نجد وعبر التاريخ نهايات مذلة ومخزية للذين يستهينون بالدم ويستبيحوه، ولا نقصد هنا الحكام فحسب، انما حتى ادواتهم التي كانوا يرعبون الناس بها.
الغريب في الأمر ان جميع المستبدين تقريباً، يعرفون التاريخ ومطلعين عليه، لكن اغلبهم لا يأخذون منه عبرة، فينسوه او يتناسوه، فيستثنون انفسهم من النهايات المذلة.
لا نعلم هل كانوا يعتقدون انهم يحسنون عملاً بسفكهم الدم، ام كانوا يحييون سنة الله، كما يقولون مدعي الدين عبر التاريخ؟.
اجاباتنا لا يمكن ان تكون جازمة بهذا الأمر، فلكل طاغية مبرر يحمله داخل عقله، سوف يقوله عند لقاء رب العالمين يوم القيامة.
لكن الحقيقة التي يجب على الجميع ان يعرفها، مهما كانت المبررات للقتل، يبقى للدم حرمة.
الباري يقول ” قتل الأنسان ما اكفره”، لذلك يجب على الحاكم ان يراعي الله في شعبه، فأن لهذا الشعب حق سوف لا يضيع ولو بعد حين.