17 نوفمبر، 2024 6:43 م
Search
Close this search box.

للدماء ثمن …

للدماء ثمن …

دماؤنا ليست رخيصة , وشبابنا الذين يتساقطون في ساحات الجهاد ليسوا فائضين عن الحاجة , ومن يعتقد أننا لا نحب الحياة واهم , فأرواح شبابنا عزيزة وغالية , وفراق الأبطال أعزّ وأغلى , لكنّها الشهادة في سبيل الوطن , فالشهادة بالنسبة لنا حياة , والموت في سبيل الوطن كرامة لا ينالها إلا الأحرار , أمّا الذين تآمروا وأدخلوا داعش إلى بلدنا لتدّمر وتفتك وتنتهك الأعراض فليس له مكان في عراق ما بعد داعش , ونقسم بدماء الشهيد جاسم شبر الطاهرة , أنّ من تلّطخت أياديهم القذرة بدماء أبناء شعبنا ومن تعاون وسهلّ دخول داعش إلى بلدنا , لن يكون جزء من أي تسوية من الممكن أن تعيد انتاج تلك الوجوه الكالحة التي رقصت على آلامنا وجراحاتنا , فلا تسوية مع المطلوبين للقضاء العراقي بتهم الإرهاب , ولا تسوية مع قادة منّصات الفتنة الطائفية , ولا تسوية مع من سهلّ دخول داعش إلى المحافظات الغربية , ولا تسوية مع من ساهم بزرع الكراهية ضدّ الجيش العراقي .
فللدماء ثمن .. ودماء شهدائنا لأقدس وأشرف حتى من الكعبة , ومن يرخص الداء والأرواح في ساحات القتال والشهادة , ليس كمن تآمر وارتضى أن يكون خنجرا مسموما في خاصرة وطنه وشعبه , وحشد المجاهدين الأبطال ليس كحرس الجبناء المختبئين خلف القوّات التركية الغازية , ومن يرفض دخول الحشد إلى الموصل وتلعفر , فليقدّم للموصل وتلعفر شهيدا واحد من أبنائه أو من أسرته كما فعلت أغلب عوائل العراق , وليخجل من نفسه , فمن يلبس البدلات العسكرية المرّقطة يفترض أن يكون في مقدّمة القوّات المقتحمة , كما كان الشهيد جاسم شبر , فالبطولة الحقيقية في ساحات القتال وليست في إقامة المؤتمرات الصحفية في باحات فنادق أربيل وعمان وإطلاق التصريحات الطائفية المسمومة , فهل هذا جزاء الدماء الزكية الطاهرة التي سالت من أجل انقاذ شرف الموصليات من أوباش داعش ؟ , إن كان ثمة تسوية تعيد السلام والأمن إلى ربوع هذا الوطن , فهذا التسوية تبدأ حين يندم طلاب باسم حبيب المدرس المسيحي في قرية قرقوش من فعلتهم في حرق بيت أستاذهم الذي علمهم خمسة عشر عاما .

أحدث المقالات