17 نوفمبر، 2024 9:41 م
Search
Close this search box.

للخيانة جذور …

للخيانة جذور …

كنت ولا زلت متيّقنا من الدور الخياني الذي يضطلع به آل برزان وآل النجيفي بالنسبة لكردستان خاصة والعراق عامة , وهذا الدور هو استمرار لدور كل من الملا مصطفى البارزاني ومحد النجيفي في زعزعة الأمن والاستقرار في العراق وإلحاق جزء منه لتركيا العثمانية , فالملا مصطفى البارزاني الذي جندّته المخابرات الدولية لزعزعة الأمن والاستقرار في العراق ومنطقة الشرق الأوسط عامة , لاستنزاف موارد وطاقات الشعب العراقي من خلال الحروب وقيادة حركات التمرّد على الأنظمة المختلفة التي توالت على حكم العراق , لم يكن زعيما وطنيا وتاريخيا للشعب الكردي , بقدر ما كان أداة جندّتها المخابرات الروسية والأمريكية والإسرائيلية لتحقيق أهدافها , ولا زلت واثقا ومتيّقنا أنّ مسعود ونيجرفان ومسرور وباقي عصابة آل برزان الجاثمة على صدور أبناء شعبنا الكردي هم خنجر مسموم في خاصرة الجسد العراقي , ولهذا فليس غريبا على نيجرفان برزاني الذي رضع الخيانة من المهد , أن يطلب من بريطانيا دعم مقترحه بتشكيل هيئة مشتركة بين بغداد وأربيل والتحالف الدولي لإدارة مرحلة ما بعد تحرير الموصل وأطرافها , من أجل الحفاظ على أمن وحقوق جميع المكوّنات في المنطقة وإجراء حوار حول مستقبل نينوى .
ولو أمعنا النظر جيدا في دعوة نيجرفان لتشكيل هيئة مشتركة لإدارة مرحلة ما بعد تحرير الموصل , لوجدنا أنّ هذه الدعوة ما هي إلا مؤامرة قذرة رسمت ملامحها في كل من أربيل وأنقرة , يراد منها سلخ محافظة نينوى من السيادة الوطنية ووضعها تحت إدارة التحالف الدولي , أي تحت إدارة أمريكا وبريطانيا وتركيا والسعودية , وبما أنّ تركيا هي الأقرب للموصل ولها وجود عسكري في المنطقة , فهذا يعني تسليم إدارة محافظة نينوى إلى تركيا , والتفاهم معها حول مناطق سهل نينوى التي يدّعي نيجرفان وعمه بعائديتها لكردستان , ودعوة نيجرفان هذه لا تختلف من حيث الجوهر مع ما يسعى له اثيل النجيفي وأخيه بدور لتركيا في القرار الوطني العراقي , وأكاد أن أجزم أنّ مؤامرة دولية خطيرة أداتها مسعود بارزاني وأثيل النجيفي وأخيه , هدفها تمزيق وحدة العراق وتقسيمه , ودليلنا على انخراط مسعود وأثيل في هذه المؤامرة هي دعوتهم لتركيا بإدخال قواتها إلى العراق بحجة تدريب البيشمركة ومرتزقة اثيل الذي يطلق عليهم بالحشد الوطني , من دون موافقة الحكومة العراقية والتشاور معها حول هذا الوجود العسكري التركي , ولولا هذا الوجود العسكري قرب الموصل لما تطاول أردوغان على سيادة العراق بهذا الشكل , فخيانة آل برزان وآل النجيفي للوطن العراقي ليست جديدة ولها جذور تأريخية .

أحدث المقالات