23 ديسمبر، 2024 5:38 م

لو عدنا الى ذاكرة التأريخ وراجعنا مجموعة الحركات الشعبية التي قام بها شعبنا المسكين خلال فترة الأربع سنوات الماضية , من مظاهرات و اعتصامات وحملات جمع تواقيع وحملات إعلامية وتحشيديه من أجل رفع احدى المصائب والمظلوميات التي وقعت على شعبنا لوجدنا بأن الحال على نفسه وأنها لم ولن تجدي نفعاً أبداً مع حكومة وبرلمان استخدما كل السبل والحيل من أجل الدفاع عن مصالح الأحزاب والشخصيات المنضوية تحت هاتين المؤسستين , بل وقد وصل الأمر الى رفع السلاح وأستخدام الاساليب الوحشية وتوجيه الأتهامات ضد كل من يطالب برأيه , لذا لابد لنا من الأتعاظ وأخذ العبر والدروس من هذا الماضي المؤلم وأيجاد حلول وتغيير طرق المطالبة والتعبير الشعبي السلمي , مع الأخذ بالأعتبار بأن العملية السياسية هي مجرد وليدة حديثة العهد واللاعبين فيها هم ليسوا سوى هواة سياسة جاءت بهم الصدفة الى مواقع القرار , مما يفسر بشكل منطقي مجموعة التخبطات و المخالفات والأمور الغير معهودة المتخذة من قبل مكونات هذه العملية , فذهب ضحيتها آلاف الضحايا والأبرياء , ولكن مازلنا نردد للحرية ثمن , ولكي لا يزداد ثمن حريتنا لابد من وقفة حقيقية وجادة من أجل تغيير واقعنا المظلم والحالك باللون الاحمر , كوننا لم نعد نفارق مشاهد الدم والقتل والخراب يومياً وبدون توقف ,
فمن هنا لابد أن ندعو اخوتنا الناشطين في مجال عمل منظمات المجتمع المدني و العمل الشعبي والتطوعي الى ترك الأساليب القديمة في التعبير عن الرأي من خلال أتخاذ موقف حازم وجريء من الأحزاب الحاكمة و تسخير جهودهم في تثقيف الناس و توجيههم الى ضرورة المشاركة في التغيير من خلال صناديق الأنتخابات و خصوصاً بعد أن أصبح يوم الأنتخاب والتغيير قريب جداً , فلم يتبق لليوم المنشود سوى شهرين فقط , ستين يوماً كافيات تماماً لو أحسنا استغلالها لأيضاح الأمور للناس البسطاء والمغرر بهم والمندفعين بدون وعي  , فبدلاً من أن نخرج لنطالب بتغيير قانون واحد , فلنفكر في تغيير من جاء بهذا القانون أصلاً وننتخب أناساً يشرعوا لنا قوانيناً تتلائم مع أرادة شعبنا المضطهد منذ سنين , لا يكفي أن نقول أو نسمع رأينا بدون فعل او تغيير , لابد أن نغير ليس لأجلنا نحن الذين ذقنا مرارة الحياة وأضعنا سنين  عمرنا تحت مطرقة الجلادين بل لأجل اولادنا الذين لابد أن نفكر في أن نضحي ولو بأرواحنا  لأجل ضمان مستقبلهم وتأمين أحلامهم الصغيرة والفقيرة في بلد يستحق أن يكون الأول في العالم لما فيه من خيرات وثروات أصبحت عبئاً على ساكنيه ,

للحرية ثمن والثمن هنا أن نقول رأينا بصراحة بأننا لن نعيد انتخابكم ولن تحكمنا المشاريع التي شبعنا في ضل حكمها موتاً وقهراً ومرضاً و فقراً وجوع ..