22 ديسمبر، 2024 11:12 م

للثوار سردٌ خارج التسلسل

للثوار سردٌ خارج التسلسل

للثوار سردٌ خارج التسلسل

كل ما يكتب لا يواكب حراك الثوار فهو المتجدد والكل تتبع…

الحسين خرج ضد الظلم، وها نحن نعيد الكَرَّةُ… العراق كله كربلاء.

غزوة القناصين تستهل مشوارها منذ مطلع أكتوبر؛ ميزة القناص تكمن في تخصصه بإرسال الرصاصة لاحتمالين الجبين او القلب، ومنها، فلم قصير ضجت به الدنيا؛ لصبي نجفي لم يبلغ الحلم بعد؛ بيديه راية خضراء يزف بها السلام للناس؛ أودع أحد القناصين رصاصة في قلبه الترف؛ رقد الصبي مبكرا في مقبرة السلام.

أم تقلب صبيها الشهيد لحظة فراقه الحياة من أثر إصابة بعبوة مسيل للدموع” خارق حارق” جسده، ليّنٌ، طري؛ تطويه بين يديها كما وهي” تقمطه”.

أمرأه بصرية مرابطة بساحة التحرير في “جرغدها” يميناً وشمالا غرزت علمين للعراق.

عمق سومر مع غبشة الصبح يتحول الى سِياح سومري فطوراً للأحرار؛ كل الدنيا لا تعرف قيمة السِياح السومري في الصباح؛ بدءً من دول الطوق ولكم العد، فهو عراقي المزاج والطعم والامتياز.

سيدة بغدادية وفي لحظة انفعال فارقة، تزيح غطاء شعرها وتتقدم المشيعين حاملة نعش زوجها الشهيد صائحةً بما تبقى من اشتداد لأوتار حنجرتها، وا عراقاه، لقد نهبوك الغزاة.

عادل المنتفجي وقبل ان يولي الادبار، أعدَّ لمذبحة سادية الخواص في الناصرية أودت برقم لازال يكبر تباعاً؛ مائة شهيد، اضعاف من الجرحى… المجزرة ناحَ عليها العراق كنواح گلگامش على أنكيدو.

الناصرية قلب عشائر المنتفج، تقلب دلال القهوة…

بنت الناصرية تجز ضفيرتها طلباً لثأر اخيها وصحبه الشهداء.

شباب مدرسة داخل حسن ينشدون ” بندرية” يأبنون فيها شهدائهم؛ يزدحم فيها شجن آوروك وهم يرددون” يعراگ، یعراگ”.

عند أقصى الجنوب؛ المتظاهرون طبقة فقراء البصرة بأغلبيتهم البائنة أدمنوا على استنشاق دخان حرائق الغاز المشتعل والنفط والمنهوب… في ذات الوقت ومن أقصى الشمال؛ طبقة الحكام الكرد المترفة يبتزون بغداد على حصة غنيمتهم من النفط البصري في ميزانية العام القادم!

الشعب يرد عليهم” حرامية كردستان جزء لا يتجزأ من حرامية العراق.

أب نجفي يهزج لنعش ولده الشهيد أمام المشيعين “أنشد والغير یگلك هاي الموته تشيل الراس”

أب يناجي أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب في وسط الضريح حيث أبنه المسجى في الوداع الاخير قبيل موارته الثرى … ها قد خرجنا ضد الظلم “نموت عشرة نموت ميه أني قافل عل القضية”

شاب نجفي تسمل عيناه تحت التعذيب [أحسبه، كان يستغيث السماء؛ اسملوا واحدة والثانية لي… واحدة تكفيني]

شاب كربلائي متظاهر تصيبه رصاصة مباشرة، تخترق محجر عينه وتسقر في اخدود لتجويف في رأسه؛ الطب محتار بعلاجها هلعاً من وخم النتيجة… حين يشتد به الألم يعصب رأسه بالعلم العراقي.

العالم يطلقون البالونات البيضاء والزاهية الألوان ابتهاجاً وسلاما… الكربلائيون أطلقوا الآلاف من البالونات السوداء حزناً على أبناء وطنهم في كربلاء، النجف، الناصرية، بغداد، و … في رسالة تبليغ الى السماء.

الاغتيالات عادت بكواتمها، الاعتقالات لا عدَّ لها… لكن أعداد المتظاهرين تزداد مضاعفة؛ في انعطافه تحدي جمعي كامن أفصح عن ذاته العراقية؛ أرَخَ لحقبة زمنية نادرة الخصال، ستكتب عنها الأقلام قصص وحكايات أشبه بالأساطير لكنها واقعية، موثقة هذه المرة.

برهم صالح بعد مجزرة السنك والخلاني؛ خرجَ علينا مبتسما، ليخبر الشعب، عصابة خارج القانون هي من قتلت الشباب المتظاهرين، الملفت حتى، لم يكلف نفسه بإبدال ربطة عنقه اللامعة بسوداء!

مدونة مشروعة…

لماذا جمهورية العراق. ولماذا السطوة الذكورية؟

نريد العودة للاسم الذي أنعش ذاكرتنا، الجمهورية العراقية، الانثى رؤوم كما برحية العراق.

ماذا لو كان البديل القادم رئيسة الجمهورية العراقية… ساحات التحرير ترشح لنا سيدة… سحقاً للذكورية البائسة والتي أدمتنا بحروب متواصلة.

تاريخ الشعوب المثقفة والمهذبة يدق على رؤوسنا الصلدة… المرأة حريصة في التنفيذ، جريئة القرار وطنية أكثر من الرجل، افسحوا لها المجال… في العراق ألف سيدة مثل السيدة ميركل.

للعراق ربٌ يحميه وشبابٌ يفديه.

الخلود لشهداء العراق

العافية لجرحى العراق

نريد وطن