19 ديسمبر، 2024 1:49 ص

نزل الشر على الأرض مع معصية أدم، ومنذ ذلك الوقت والناس حزبان، حزب الله، وحزب الشيطان؛ حزب النور، وحزب الظلمة؛ حزب الخير، وحزب الشر، لكن هذا لا يعني ان حزب الله كلهم اتباع الله، وكذلك حزب الشيطان، فقد يكون الشيطان لم ينل منهم فعلا.

الانسان كما هي الأرض، عندما تشرق الشمس في نصفها، يحل الظلام في النصف الآخر، وهكذا الانسان، عندما تقترب منه الملائكة، تهرب الشياطين، إذ تتنامى قوى الخير والشر حسب البيئة المحيطة والعوامل المساعدة.

والانسان له جانب مثالي، قد يسمو حد الملائكية، وجانب مرعب قد ينحدر حتى دون الحيوانية، معقد حد البساطة، وبسيط حد التفاهة، تتقافز في رأسه ملايين الافكار في الدقيقة الواحدة، واحتمالية ان ينقلب على عقبه واردة جدا.

كائن لا يمكن لقاعدة وﻻ قانون ان يرصد افعاله، يحمل من التناقضات الصارخة، للحد الذي مكنه ان يخط عبارة”لا اله الا الله” على خرقة سوداء!

كيف يمكن ان نجمع بين لفظ الجلالة، ولون الحقد؟ انه فكر مظلم ذلك ما يحرك تلك الكائنات، التي تدنت حتى عن درجة الحيوانية في التعامل والسلوك، اذ من المعلوم ان الحيوانات تملك من الغرائز الفطرية، ما يجعلها ترتقي الى مستوى الاعتبارات الاخلاقية التي تحكم عالمها.

اذ انها تمتنع عن افتراس او اذية بني جنسها، ولا يمكنها ان تأكل على شبع، اما الاسد فينأى بنفسه عن اكل الميتة!

انها سلوكيات حيوانية جديرة بالاحترام حقآ، عندما نرى بعض البشر، قد تدنى في مرتبة دون الحيوانية في سلم التطور.

حين يعطل العقل يصبح الانسان كالبهيمة يقودها غيره، وقد ينحدر الى مادون البهيمية عندما يقتل اخيه الانسان.

ان ما يواجهه العراق اليوم هو، فكر بهيمي وحاشى للبهائم منه، فكر وحشي، ولكن حتى الوحوش تترفع عن فعله، فكر عجزت اللغة ان تجد له صفة كما عجز المنطق ان يجد له تفسيرا، فكر يريد ان يطفئ نور الحضارة، والتقدم والاستقرار بالقتل والتفجير والفتنة الطائفية.

لكن يأبى الله ان يطفأ نور العقل واليقين، لان اليقين اعلى درجات الايمان بالله والقدر، وهو نفس اليقين الذي يدفعنا للخروج يوميا، مع علمنا اننا قد لا نعود مجددا، الا ان ايماننا بالقدر، وحبنا للحياة، اقوى من ان نخشى الفكر الظلامي، فالمعركة مستمرة وقائمة منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة، فلتفاحة آدم بقية ،ولاننا بشر ولا ندعي العصمة او الملائكية، فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

أحدث المقالات

أحدث المقالات