يعاني العقل العربي تقنيا من غياب البرمجة المنطقية له وطغيان الإنفعالات الفوضوية العدوانية عليه ، فالعرب لايدركون المعنى الحقيقي للسياسة بوصفها ترتيب شؤون الداخل ، والبحث عن المصالح في الخارج ، والرؤية الموضوعية في النظر الى الأخطار التي تتعرض لها المنطقة العربية .. تكشف بوضوح ان الخطر الكبير قادم من إيران على الشعوب العربية ، ولدينا أمثلة واقعية في الخراب الذي تسببت به إيران في : لبنان وسوريا واليمن والعراق ، ومحاولاتها التخريبية في البحرين ، وإيران مستمرة في نشر الفكر الطائفي والسعي الى تمزيق المجتمعات العربية وإضعافها من أجل الهيمنة على المنطقة وبسط نفوذها التوسعي !
في المقابل نجد إسرائيل .. قد إنسحبت من الأراضي المصرية والأردنية واللبنانية وقسم من الأراضي الفلسطينية ومستعدة للسلام الشامل ، وتتعامل مع العرب وفق قاعدة تبادل المصالح والمنافع وليس السيطرة عليهم وزعزعة الأمن والإستقرار مثلما تفعل إيران .
ومحاولة التنظيمات الإرهابية مثل : حماس والجهاد للقيام بنشاطات لإزعاج إسرائيل نيابة عن إيران ، والتشويش على مسار التطبيع ، سوف لن تجدي نفعا ، بل ان العقل السياسي الإسرائيلي المحترف في معالجة الأزمات سيجدها فرصة لتحويل الأزمة الى إستثمار للحظة و الإنقضاض على حماس والجهاد وإنقاذ غزة منهما ، وجعل الطريق سالكة لتوقيع الحل الدائم وإقامة الدولة الفلسطينية .
السياسة عالم متحرك لايفهمه العرب الذين يتعاملون مع النزاعات والخصومات من منطلق عشائري ثأري .. بينما اليوم العرب أحوج ما يكونون الى صداقة إسرائيل بإعتبارها أقوى دولة في المنطقة ، وتمتلك إمكانات هائلة يمكن الإستفادة منها ، وبما ان إسرائيل جار دائم في قلب العرب وأقرب لنا بكل شيء من إيران ، فالعقل يقضي ان نبحث عن حلول وتسويات من أجل العيش المشترك بسلام .