لعبة التعيينات والكسب الحزبي
في زمن البعث لم يكن من السهولة الحصول على منصب او تعيين, او الحصول على معقد دراسي او ان يصبح العراقي استاذا جامعيا الا بعد الحصول على تزكية من الفرقة الحزبية ليتمكن من الانتماء للحزب, ثم بعد ذلك يمكنه الحصول على مقعد في الدراسات او وظيفة في دائرة ما..الهدف من ذلك ضمان ولاء الفرد للحزب ليصبح له بعد ذلك دور في الكسب المزيد من الاعضاء ورفد التنظيم الحزبي بالكفاءات
بعد عام 2003 دخلت الاحزاب الى العراق وبدأت لعبة المحاصصة, واخذ حزب الدعوة يتصدر المشهد فشرع بالسيطرة على معظم الوزارات المهمة ومنها التعليم العالي, في عهد الوزير السابق عبد ذياب العجيلي كانت هناك حركة تعيينات خجولة للأوائل وجزء يسير من حملة الشهادات, بعد ان استلم علي الاديب ملف وزارة التعليم سعى لتعيين المشرف على رسالته ستار الغانم الذي اصبح نائبا في مجلس النواب في البرلمان الحالي بدرجة رئيس جهاز الاشراف والتقويم العلمي.. وبدأ فصل اخر من فصول الخراب والحرب المعلنة على العقول العراقية بغض النظر عن هويتهم المذهبية
اغلقت التعيينات للاوائل في زمن الاديب, واصبحت الوظائف ومقاعد الدراسات لحزب الدعوة حصرا, والمراوغات تصبح بهذه الطريقة. اذهب الى القسم لتحصل على طلب حاجة .. رئيس القسم والعمادة ورئاسة الجامعة ترفض الطلب بداعي وجود تخمة في الاقسام رغم وجود الحاجة..
بعد ذلك يمل الاوائل من رحلة البحث عن التعيين ليتجهوا للدراسات العليا.. لتدخل اسمائهم بعد ذلك في قائمة المغضوب عليهم بعد المناقشة فمن المستحيل ان يحصل حملة الشهادة على درجة وظيفية في العراق منذ عام 2008 ولغاية اليوم
في تلك الاثناء يحصل المنتمين لحزب الدعوة على وظائف ومقاعد دراسية, رغم ان مستوياتهم العلمية لا تؤهلهم لذلك, لكن الحزب وحده يؤهلهم للوصول الى اعلى المراتب .. بعد ان يدخل المنتمين لحزب الدعوة الى الجامعة بصفة موظفين سرعان ما تفتح امامهم ابواب القبول في الدراسات, وبهذا اصبح جيل التدريسين والموظفين من حزب الدعوة حصرا, وبذلك يصبح نظام التعيين في حزب الدعوة يشبه كثيرا نظام التعيين في حزب البعث المنحل
في تلك الاثناء يبقى الاوائل وحملة الشهادات يدورون في حلقة مفرغة من البحث عن تعيينات.. فالأقسام تعزف على نغمة التخمة والفائض( بس حزب الدعوة اكو الهم
مقاعد شاغرة) فالأقسام والجامعات تصاب بالتخمة من الخريجين الغير منتمين لأحزاب.. اما حزب الدعوة فشهية الاقسام مفتوحة امامهم