لا قيمةَ للعمل السياسي إذا كان بعيداً عن القيم الأخلاقية وآفاقها الإنسانية. فهدفُ الساسة الوطنيين المخلصين هو النهوض بالبلاد وخدمة العباد، ومقارعة أعداء الشعب والوطن والحفاظ على السيادة الوطنية والاستقلال وضمان الكرامة وتوفير السلامة لكل المواطنين ، وهذه الأهداف الطاهرة لا يجوز أن تلوث بممارسة قذرة وسلوك مشين , ونستطيع أنْ نتبين الجانب الأخلاقي عند هذه الجهة السياسية او تلك ، وعند هذا السياسي او ذلك، من خلال التمسك والالتزام بأهداب الأخلاق وما تقتضيه من طهر ونظافة واستقامة وأولُ علامات التردي الأخلاقي تبدأ بالنظر الى المنافسين وكأنهم أعداء ألداء و لابد أن تتم إزاحتهم والتخلص منهم .إنّ هذا الشعور يدلنا على أن هناك سعيا لاقتناص المكاسب والامتيازات الشخصية والفئوية، وإلا فإن المنافسين هم الشركاء الحقيقيون ممن لم تتلطخ ايديهم بالمال العام وهم الذين يجب التواصل معهم لتحقيق الأهداف المشتركة لا التآمر عليهم ومحاربتهم والنيل منهم بشتى الوسائل والحيــل, وهنا تبرز قضية “التسقيط السياسي” التي يبرع بنسج خيوطها المفلسون أخلاقياً ، للتخلص ممن يعتبرونه عقبة أمام تقدمهم واستحواذهم على السلطة, كما إنهم يعيبون على بعض الرموز اللامعة النجاح، لأنهم غارقون في بحار الفشل ولا خيار امامهم الا عبر بعض الوسائل الرخيصة حيث تم استيجار العديد من الأقلام والمواقع الالكترونية من قبل طرف معلوم، وتم توظيفها في ميدان بث السموم والاشاعات، لتسقيط المنافسين بعيداً عن حسابات العقل والدين والاخلاق السياسية ولكن( الزَبَد يذهب جُفاءً ولن يحيق المكر السيء إلا بأهله) .
ان التاريخ ليشهد بأنه لم يسبق للسياسة ان ابتعدت عن الأخلاق بالدرجة التي نعيشها في الوقت المعاصر حيث اختلفت المفاهيم وتداخلت الاختصاصات وانتشرت الفوضى السياسية وتهتكت منظومة الثوابت والقيم وتصدعت الديمقراطية فأصبح الفوز للأقوى والصراع لأجل البقاء واستخدمت الألفاظ والمصطلحات والعبارات الخادشة للحياء المليئة بالسب والقذف والوعيد والتهديد والعنف والمشاحنات والابتزاز عبر التهديد بملفات فساد او غيرها من الملفات الاخرى .فأصبح السياسي المستقل الذي لا ينتمي لمنظومة الفساد بكل اشكاله هو الضحية على الرغم من علمه واخلاصه وعمله وأخلاقه وكفاءته وولائه.لقد أصبح من يلتزم بالأخلاق في العمل السياسي يتم تسقيطه.أما محترفي الفساد همهم الرئيسي هو الفوز والنجاح في التكتيكات والتحالفات وتضارب المواقف والتشتت في الولاءات والتذلل لتحقيق غايات وأجندات معينة لا يحكمهم معيار الأخلاق والعلاقات الانسانية والمصلحة العامة.فاذا كان ذلك مبدأ محترفي الفساد فمصير العلاقة بين السياسة والأخلاق على النقيض تماماٍ، عندها تتحلل القيم الأخلاقية والانسانية تدريجياً فلا مبادئ ولا ثقة ولا احترام.ان ما نخافه اليوم وسيواجهنا في المستقبل «الأزمة الأخلاقية» من اللذين يدعون بالديموقراطية ولا يمارسونها ولا يسعون لتثبيتها.
ان اخلاق السياسي الناجح والحريص على شعبه ومؤسساته تتجلى في شخصية الدكتور اياد علاوي حينما يكرر عبارة (والله ما ادري) يطلقها حينما توجه اليه اسئلة يراد منها تسقيط بعض من في العملية السياسية من خلال اسئلة تتعلق بالفساد او الاخفاقات ,في حين انه ليس المسؤول عن الاجابة كونه ليس جزءا من السلطة التنفيذية والتي يجب ان تسال هي وليس شخص الدكتور اياد علاوي الذي يرى انه لايجوز التدخل في عمل مؤسسات الدولة او القائمين على الامور التنفيذية والقضائية ,فهذا ليس واجبه ان يخرج على الشاشات ويشتم او يتهم بعض السياسيين بهدف الابتزاز كما يفعل اغلب الساسة الان. وانما اعطى فيما يخص الفساد الحل الجذري عبر استقدام شركات تختص بالتدقيق المالي الجنائي و حينها ستكشف من المتسبب بهدر المال العام. وقد كتب رسائل لجميع القادة السياسيين والسيد رئيس الوزراء بهذا الصدد ولكن الاخير لم يستجب لهذه الدعوة.
عندما يسال الدكتور اياد علاوي عن سبب انهيار الجيش العراقي وسيطرة داعش الارهابي عن اربع محافظات عراقية ويراد من هذا السؤال توجية الاتهام لبعض السياسيين بالاسم او بعض القادة العسكريين وكان يجيب( والله ماادري) لانه ليس الشخص المسؤول عن اجراء التحقيقات او محاسبة المقصرين لكونه ليس جزءا من السلطة التنفيذية او مكتب القائد العام ,لكنه كان دائما يعطي حلول ويحذر من سيطرة هذا التنظيم المجرم , وابرزها ان الحلول العسكرية لطرد داعش الارهابي ليس وحدها كفيلة بالقضاء علية مال ترافقه حلول سياسية ومصالحة حقيقية وانهاء حالة الاقصاء والتهميش والترويع لاهالي هذ المناطق , وطالب ايضا بتشكيل لجان تحقيقية لمعرفة اسباب انهيار الجيش ومحاسبة المقصرين من قبل الجهات المعنية .
عندما يسال الدكتور اياد علاوي عن دور تركيا وايران والسعودية وبقية دول الجوار وتدخلهم بالشان العراقي فيجيب بعبارة (والله ماادري) لكونه ايضا ليس جزءا من السلطة التنفيذية وكان دائما يعطي الحلول ومنها على الحكومة ان تضع استراتيجية واضحة للسياسة الخارجية , وعدم الكيل بمكيالين بان تغض النظر عن دولة وتسيق الاتهامات للدولة الاخرى , ومنع دول الجوار من التدخل بالشان العراقي واحترام سيادته, وكذلك دعا لعقد مؤتمر اقليمي ودولي لمناقشة جميع الملفات فيما يخص الشان العراقي كما فعل عندما كان رئيس للوزراء بانعقاد قمة شرم الشيخ بحضور دولي واقليمي واممي.
وهناك الكثير من الامثلة لكن الغريب بالامر ان هذه الابواق الماجورة التي تتطاول على الشخصيات الوطنية النزيهة نسيت ان تقول ان الدكتور اياد علاوي لم يقول كلمة والله ماادري عند سؤاله عن فترة حكمة عندما كان رئيسا للوزراء, ولم يخفي شيئا عن هذه الفترة حتى عندما احال وزيرين للتحقيق بتهم فساد والتي شهدت فترة حكمه بانجازات عظيمة منها :
أول من استلم رئاسة الوزراء بعد دمار البنية التحتية وانهيار الدولة العراقية هو اياد علاوي ,اول من شكل وزارة دفاع وداخلية مهنية بعيده عن التحزب هو اياد علاوي , واول من وضع ستراتيجية اقتصادية للبلد من خلال تعيين سنان الشبيبي محافظا للبنك المركزي ,اول من انهى ملف الاجتثاث الذي جاء به بريمر وحوله لملف قضائي اول من شكل وزارة من التقنوقراط ولم تشهد حكومته اي مضهر من مضاهر المحاصصة,وهو اول من سلح الجيش العراقي بدون اموال وصفقات مشبوهه, و اول من وضع خارطة طريق لبناء الموسسات المدنية, و اول من حارب الفساد باحالته لوزيرين للنزاهه ,و اول من امتلك السلطتين التشريعية والتنفيذية ولم يستغلهما لحزبه او لمصالح شخصية, و اول رئيس وزراء يتسلم المنصب ويستقيل من حزبه لانه يعمل للعراق ,اول من عمل موتمر لدعم العراق في شرم الشيخ ودعا فيه كل دول الجوار والمجتمع الدولي, و اول من وضع سلم رواتب منصف وعادل للموظفين مع المبالغ الاضافية التي كانت توزع على الموظفين بالمناسبات , و اول من سلم السلطة سلميا بعد طلب الكتل السياسية تاجيل الانتخابات او الدخول بالتحالف الوطني ويبقى رئيس وزراء لكنه رفض لان مشروعه مختلف, وهو اول من شكل مجلس للاعمار لاعادة البنى التحتية وفق ستراتيجة واضحة وعلى ايدي خبراء من اصحاب الخبرة و الاختصاص والنزاهة ، وهو السياسي الوحيد الذي لايؤمن بالطائفية ويسعى لبناء مؤسسات مدنية ناجزه , و هو الوحيد الذي شخص الخلل اليوم في العملية السياسية وعملية الاصلاح المزيفة وقال ليس الاصلاح بتغير وزير مقابل وزير وانما بتغير النهج الخاطئ الذي بنيت عليهه العملية السياسية , وهو رئيس الكتلة الوحيد الذي شارك اعتصام النواب وهو السياسي الوحيد الذي لايمتلك حزبه مليشيا او قناة فضائية او لجان اقتصادية تسرق من المقاولات والذ اعدائه لم يستطيع طول سنين عده اثبات ان اياد علاوي فاسد.
هذا هو اياد علاوي السياسي والقائد صاحب المشروع الوطني والدولة المدنية والذي يحضى باحترام الشعب العراقي و المجتمع الدولي وهو صاحب الاخلاق السياسية حتى مع خصومه الذين نصبوا العداء له طول السنوات السابقة , فهو رجل دولة حكيم ومحنك ويؤمن باستقلالية المؤسسات واحترامها وعدم التدخل بعملها, ولدية الحلول لكل مشكلات العراق المعقدة عبر بناء الدولة الحديثة وبناء موسساتها الناجزة.