كان للبحوث العلمية والتجارب التي قام بها الاطباء الاثر البالغ في علاج الكثير من الامراض المزمنة التي اصابت البشرية والحقت بهم مقتلا .. وبفضل هذه البحوث وما اسفرت عنه من نتائج لم يعد هناك فشل في ايجاد العلاجات لامراض واوبئة كانت بالامس مستعصية مثل علاجات امراض السل والسرطان وداء السكري وفي ضوء هذه البحوث توصل الاطباء والجراحين الى مراحل متقدمة في تبديل الاعضاء التالفة من الجسم مثل تبديل قرنية العين او اجزاء تالفة من القلب والاوعية الدموية وكان الحدث الابرز في البحوث الحديثة زرع رأس انسان بدل رأس انسان اخر فقد تناقلت القنوات الفضائية مؤخرا الحدث الذي سيكون طفرة في مجال تطور جراحة نقل اعضاء الجسم ..
فقد ذكر جراح ايطالي بعد اكمال بحوثه وتجاربه عن توصله الى طريقة جراحية غاية في التعقيد حيث ستمكنه هذه الطريقة من زرع رأس صحيح كامل الاهلية على جسم تالف ” معوق ” وقال الجراح الايطالي الذي سيقوم باجراء العملية ان عام 2017 سيشهد قيامه مع فريق طبي من زرع رأس مواطن روسي يعاني من تلف الجسم ” معوق ” بعد فصلها عن جسده على جسم شخص ” يعاني من تلف الرأس ” مجنون ” وقال ان سعر العملية الجراحية سكلف احد عشر مليون دولار .
وان نجحت هذه العملية الجراحية ستكون ايذانا بالشروع لتغيير رؤوس شخصيات عديدة متهمة بقضايا فساد او فشل في ادارة المؤسسات اي تبديل رؤوس شخصيات او وجوه باتت مكروهه تحمل صفات ذميمة بسبب طائفيتها او عدم قدرتها على اداء الواجب المكلفه به لجهلها واميتها في ادارة المؤسسة الموكله له .. وحتما ستكون هذه العمليات فرصة للسياسيين العراقيين لتغيير المعالم القبيحة المرتسمة على وجوههم من خلال تبديل رؤوسهم برؤوس اكثر مقبولية في المجتمع وجوه تحمل صفات النزاهة والمسؤولية في اداء الواجب .. وفي حال نجاح الجراح في تنفيذ تجربته ستنتهي مشاكلنا مع السياسيين الطائفيين المتقاعسين والسراق من اللذين عليهم علامات استفهام وسيعم البلاد الامان والثقة بالمسؤولين حاملي الرؤوس الجديدة عندها لن يخرج الشعب في تظاهرات او احتجاجات لتغيير الفاسدين ومحاسبتهم .. وهي في كل الاحوال فرصة لتغيير رؤوس المفسدين المتمسكين بالكراس وأكل المحاشي ..
عندها سنرفع اكفنا الى السماء نبتهل الى الباري عز وجل بالشكر بعد ان سخر لنا العلم طريقا لانقاذ البلاد والعباد من الرؤوس المتحجرة بعد ايجاد البدائل لتغييرها وابدالها برؤوس تكون اكثر تحضرا رؤوس تمتلك القدرة على التجديد وتطوير البلاد .. وحتما سيكون اختيار الرؤوس الجديدة صعبا وحتما سترتفع اسعارها وفق مبدأ العرض والطلب .. فالعسكري المسؤول الذي يتقلد منصب اكبر من حجمه سيحاول ان يبحث عن رأس لقائد عسكري بمستوى عقلية وفكر القائد الالماني رومل او القائد البريطاني مونت كومري ولا يبحث عن عسكري يحمل مواصفات عقل ” الجنرال ستوري المطيرجي ” والمسؤول الذي يعمل في في القطاع الزراعي سيبحث عن رأس بمستوى العقلية والخبرة والدراية التي يمتلكها مسؤول يمتلك الخبرة والدراية في المجال الزراعي .. وعملية البحث عن هذه الرؤوس عملية ليست سهلة بل هي عملية مضنية تتطلب جهود كبيرة كونها عملية تدخل في اطار التطوير وليس التنظير و في كل الاحوال ليست العملية عملية البحث عن رأس ” خس ” لان وضع رأس ” الخس ” بدلا من الرأس سيعرض المسؤول للاحراج امام زملائه خاصة اذا كان الرأس ” ابو الطوبة ” كما يسميه سكان بغداد والذي غالبا مايستعمل في عمل الزلاطة .. وفي كل الاحوال ستكون عملية البحث صعبة تدخل فيها اعتبارات خارجة عن ذوق السياسي لان رجاحة العقل وجمال الوجه لايتفقان الا فيما ندر لكن تبقى المشكلة الاكثر صعوبة هي في اختيار حجم الرأس ووزنه ومقارنته بحجم الجسم وهنا ستكمن المشكلة لكن يبقى الامل قائما في تجاوزها من خلال فتح اسواق متخصصة لبيع الرؤوس ووضع لائحة بالسير الشخصية ” سيفي ” عن كل رأس على ان تكون هذه السير تحمل مواصفات قوة الشخصية والابداع في مجال التخصص والقدرة على تطوير العمل المكلف به وخدمة المواطن واهم هذه المواصفات النزهة وعدم التجاوز على المال العام .. عندها سيستبشر العراقيون خيرا كثيرا وسيتحول العراق من بلد متخلف تسوده الفوضى اللى بلد متقدم مستقر آمن وقد يتطور الامر مستقبلا ويصبح من الدول المصدرة للرؤوس المسلفنة والجاهزة للزرع للمحتاجين من السياسيين الذين اصابت ادمغتهم لوثة عقلية واعماهم هوى السلطة والتسلط .. عندها سينتهي عصر الجنون وينتقل البلد الى عصر الابداع والفنون .. ويبقى المواطن بانتظار ما ستسفر عنه تجارب الجراح الايطالي والتي حتما ستكون البداية للشروع بعملية اصلاح شاملة للرؤوس بعد ان ضاقت بها النفوس .