خرجت من مستشفى مرجان التعليمي في بابل حانقا ومنزعجا من سوء الخدمات الصحية المقدمة للمرضى وقذارة اروقتها والروائح الكريهة المنبعثة من اماكن مجهولة خرجت وكأني بي ابحث عن من اشفي غليلي وغضبي فيه .. كانت الساعة 3.00 بعد الظهر وتحت مجسر الثورة توقفنا امتثالا للاشارة المرورية واذا بطفل يتراوح عمره بين 10 الى 12 عام يبيع علب المناديل الورقية اخذت جانب الطريق بالقرب من عمود الاشارة المرورية ومن ثم ترجلت من السيارة وتوجهت الى الصبي اسأله وبعصبية واضحة لماذا تبيع علب المناديل الورقية اذهب الى بيتك هل تستجدون بهذه الطريقة تلعثم الطفل ورد علي بخوف وقال انا يتيم اخذتني العزة بالاثم وصرخت بوجهه ثانية قال عمو لي ثلاث اخوة اصغر مني هنا هدأت قليلا وقلت وامك قال لحقت بأبي ونعيش مع جدي وجدتي في بيت عمي قلت لاحول ولا قوة الا بالله قلت ابوك توفي نتيجة المرض قال عمو استشهد في صلاح الدين حشد شعبي قبل ان تفتح بوابات عيوني لتنهمر ما تبقى من الدموع قلت الم يقدموا لكم مساعدات مالية عينية راتب شهري او زاركم احد المسؤولين قال الصبي و وتحركت كل ملامح وجهه بأشكال هندسية معبرة عن الالم والحزن والحنق لم ارى هكذا في حياتي جاوبته دموعي بصمت خجول لله درك ورحم الله والديك عدت الى السيارة ووصلت بيتي مثقلا بهم هذا الصبي ..
اذا كانت بيننا لغة الارقام فيصلا وحكما فهناك الملايين من المنسيين ابائهم استرخصوا دمائهم ليهان ابنائهم عتبي ليس موجها الى حكومة الفساد والسراق بل الى المرجعية المقدسة التي بين ايديها مليارات الدولارات من الخمس وواردات اضرحة الائمة الاطهار ميزانية تعادل ميزانية العراق ل 50 سنة .. كان امامنا علي بن ابي طالب عليه السلام كفيلا للايتام وراعيا من زاده يناصفهم ومن بيت المال لهم راتب شهري .. ايتها المكاتب المنسوبة الى المرجعيات وقد جلستم على الخزائن التي تحت الارض وفوقها ارحموا من غي الارض يرحمكم من في السماء واقتدوا بأمتنا الاطهار ولاتنسوا انتم من دعوتموهم الى الجهاد واوفوا بالعهد ام تنتظروا دولة النهب والسلب ومسؤليها الفاشلين ان يمنوا على ايتامنا بفتات موائدهم .