23 ديسمبر، 2024 12:21 ص

للإنتفاضــــــةِ ربٌ يحميهـَــا

للإنتفاضــــــةِ ربٌ يحميهـَــا

يتبارىٰ بعض الكُتّاب بتدبيج مقالاتهم اليومية عمّا يُسمونهُ الفوضىٰ والتخريب والمؤامرة ويقصدون الانتفاضة الشعبية وتسبقُ أسماء هؤلاء السادة ألقابُ الفخامة والأُبهة مثل ..الدكتور ، الباحث ، المحلل الاستراتيجي ، الكاتب الأديب المغترب!ويبدأون في التنظير لما يجري أمامهم ، طبعاً ، من على شاشات التلفزيون أو اللاب توب في صالونات وثيرة لايجمعها جامع مع بيوت هؤلاء الفتية الآتينَ من شوارع الفقر والفاقة والحرمان ………
يبدأُ هؤلاء السادة برصدِ “جهالةِ “هؤلاء الشُبّان وضياع بوصلتهم السياسية وعدم درايتهم وتخبّطهم وعدم تمّكنهم من فهم بواطن الأمور وغيبوبتهم الفكرية التي ستقودهم حتماً الى المُضيّ خلف ” المخططات الصهيونية” وهُم من حيثُ لايدرون يُنفذون ” البرنامج الخبيث ” للوقيعةبيننا وبين الدولة الجارة العظيمة إيران ونظامها الذي كما صرّح أحدهم ” حما العراق وأنقذهُ حينما كان في خطر ..! ”
مهلاًأيها السادة الخبراء الاستراتيجيون…. قليلاً من الصبر والحكمة والتأدب أيضاً في حضرة هؤلاء الفتية ” الجهلة” الذين يُسفكُ دمهم كل يومٍ وترونه مسفوحاً على الطُرقات برصاص القناصة والميليشيات….قليلاً من الخجل أيها السادة إزاء وجع هؤلاء الفتية والفتيات …ألا تستمعون إليهم كيف يتكلمون وكيف يصوغون عباراتهم البسيطة والدالّة والعميقة أيضاً ، سمعتُ أحدهم وهو جريح “يحلفُ بالعبّاس ” وليس برأسِ ماركس بأنهُ سيعود لساحة التحرير وهذا وعد كما قال ، ألا تبكي وأنت تراهُ مزهواً بجراحه ، أهذا مُتآمرٌ يا…. ساده ، حتماً إن طريقتهم في التعبير ليست من قبيل تنظيراتكم البالية عن ” حثالة البروليتاريا” وغيرها لأنهم لم يقرؤا مثلكم كلاسيكيات الماركسية ولم يطلّعوا على الأدب العالمي مثلما تُحاولون الإيحاء بذلك بإيرادِ سطرٍ هنا عن هيغل وسطرٍ هناك عن جورج أورويل وحديقةِ حيواناته ، وحاولوا أيضا ان تتواضعوا قليلاً أيها السادة وابتعدوا ماأمكنكم عن التكّبر والغطرسةِ والأُستاذية فواحكم يبدأُ مقالته بـ “أجزمُ أنَ ، ومن المؤكدِ أن ..، و لايتناطحُ كبشان في ان ……”كما يحلوا لأحدهم ان يبدأ مقالاته بها ولا أدري لحد الآن ماهي علاقته بهذه الأكباش ! وكأني بكم ياسادة تملكون الحقائق وحدكم من دون خلق الله ،
أنا أظن الآن أنكم انتم المغرر بكم ، كتاباتكم تساهم بشكلٍ أو بآخر في استمرار عُفونيةهذا النظام وفساده وعُقمه وتبعيته وتُشككُ في صدق واندفاعة هؤلاء الفتية والفتيات ووطنيتهم ولا أظن بأني ابتعدُ كثيراً عن الحقيقة حين أقول صدقاً باني أشمُّ في كتاباتكم رائحةَ عُنصريةٍ فوقيةٍ سَمِجَةٍ إزاء هؤلاء ” الحُثالات” كما صرّح بعض ضُبّاط النظام وأشكالهم تبدو ، بالمناسبة ، مُطابقةٌ تماماً لصور ضباط صدّام البعثيين القتله ، وهاهو الناطق العسكري للنظام يُذكّر الجميع حتماً حتى بشكله وزّيه الزيتوني بمهرج نظام صدام محمد سعيد الصحاف ، هؤلاء “الحُثالات”الذين يريدون إسقاط نظامٍ تدافعون عنه بشراسة وتُسمّونَ خطاياه … بالأخطاء ٠
هؤلاء الفتية ياسادة قد يكونوا أخطأوا هنا أو هناك …فليكن .. تجاوزوا ، فليتجاوزوا
خرّبوا بعض ممتلكات السادة المسؤولين المحترمين في النظام فليخربوا كما أوصاهم الكبير مظفر النواب” لابُدّ لهذي الأُمةِ انْ تأخذَ درساً في التخريب ”
انهم من جيلٍ آخر لم تفهموه ولن تفهموه لأنكم مازلت أسرىٰ تصوراتكم وتحليلاتكم العتيقة التي أكل الدهرُ عليها وشرب ، لستُم أكثرَ وطنيةًمن هؤلاء الفتيةِ ولن تكونوا
هؤلاء الشجعان الذين ترتفعُ أياديهم مُرتجِفَةً بالتحية ويبكونَ كالأطفال حينما يسمعونَ نشيد الوطن …… موطني …… موطني …..