حب
بيني وبين منائر مجدكِ ,
سربٌ من القرون, مضت
وظلالُ الأهلة,
طورآ تتبعني
وطورآ أتبعها
بآذانٍ يفوح ,
فيهتزّ شيخ أضلاعي
وهو معتلْ
في حلمٍ
يزيل طلاء الشيب
وقيد الهمْ .
………….
…………
فأصلي متأرجحآ
بين ظل قرطبي ,
وعمود قصرٍ
قرشيّ الدمْ,
تشبُّ نقوشه , ضوءا
يلمُّ وجهي
وهو في كبدِ
ليحتفي
السرور ,
من فوقي ,
بجناح طيرٍ
شقيق الشمس , بُلبلِ
يصافحني
على قبابٍ
كهضاب نخلٍ جمْ,
برحيق التين والزيتون
ذائع الشذى ,
بابلي ,
ويخضّب كفه كفي
فأغفوا
بعينٍ تبكي
بكاء الهوابل
على جبين مجدٍ
تغضّن حظه ,
وأضحى
من صروف الدهر , أرثآ
يخرق قناعه
المْ ,
لمملكة ,
تعجلها المُجون ,
بيد ليل معتسف .
…………
………..
وتأوهت ,
اعجاز نخلٍ
بنواحي قرطبة
وبكت من السديم
طليطلة ,
وبلغ ظلامه الغدْ ,
وجدّ السجال ,
وأشتدْ .
……….
………
وعينٌ
أجتنبت بيأسٍ
سراج صبحٍ يضيء
ساعات الأفول
لعروبة أنهدَّ
طوقها
وتوقفَ دبيب
نطقها
بأبريق .. وكأس
من الخمر
وسيف مسهّد,
جاهل الحزمْ .
…………..
………….
ولم تهدأ
حوافر الزمان
فأحرق الراية ,
وقتل الأمة ,
وبث الموت
ورمّد بين الأمم ,
قلمْ .
…….
……
فلا ناجٍ
حتى يترك الذمة
وغير الموت ..
لا مخرجْ !
حبيبة
يا نخلة اهلي ,
ماخشيت إن كتمت حبا
لجامع في قرطبة
أو أسفت بالجهر عن
حب لغرناطة
فما زال رأسي يحكمني
وقلبي مأوى وميض
أندلسيٍّ
يشق بفضله الدجى ,
كالسيف
بمناقب
السالفين
الأوائل !
بلاء
ياغيلة
نعب الغراب
على غزالة
تحوذها الشمس
ويحدوها القمر
ياحاجبة النور
بالرماد والغبار
ولم تمح الأثر
كيف انتزعت الصوت
من المجد
وأعميت البصر ؟!
اي شر اتيت به
صلدآ ..
حجر ..
اي شيمة
كرَعَت نارا
وتقيأت غدرْ ؟!
وصل
أحببنا
وكانت لنا حبيبة ,
وصواهل خيل
مسرّجة بعِنَان
ولجام
في ثنايا …
بلاد غريبة
و جنة عجيبة
وابتلينا بشرٍ
يابس القلب
عاتيآ
من غوائل الزمان
وكمنت لنا
امة قلقة ,
مستريبة
وكنا لا نشتهي العذر
بحلو اللسان ,
وخير العذر
أصدقه ,
واعقب الشر
نفخا
لم ينقضي
بنار العقوق
من لحى رجال
وخبث إمرأة
بأثداء ذئبة
فأوجَعنا
في الصبح حال
وفي الليل حال
ولولا في المنام
حلم ,
يجفوا ويعود
اخاطبه فيقود
شكواي
الى مُلكٍ
ممرعٍ بالورد ,
ممدود
كبير ,
أفضي اليه
وأسجد
في كل بستان
بلا همٍّ
بوجه تقادم
من بعد الوصال ..
لما صحوت , مبتسما
كل يوم
بعطرٍ
يفوح من ..
هذا السرير !