12 أبريل، 2024 4:53 م
Search
Close this search box.

للأصالة والوفاء عنوان .. جمعية المترجمين تستذكر عناد غزوان

Facebook
Twitter
LinkedIn

في خطوة جميلة ورائعة تنم عن الاعتراف بدورهم الريادي والابداعي في العلم والمعرفة ، استذكرت جمعية المترجمين العراقيين الراحل الاكاديمي والناقد والمترجم عناد غزوان اسماعيل رئيس اتحاد الادباء العراقيين السابق رحمه الله بمناسبة ذكرى رحيله  14 هذه الالتفاتة تحسب لجمعية المترجمين ، تخللت الاصبوحة الجميلة احتفالية انيقة عرض فيها فلم وثائقي عن انجازات الجمعية ، وأزحه الستار عن تمثال للراحل طيب الذكر عناد غزوان من قبل رئيس الجمعية العراقية لدعم الثقافة مفيد الجزائري ، بعمل الفنان يوسف العقابي ثم القاء عدة كلمات مقتضبة عن سيرة وحياة غزوان وعملة ومنجزه بين التدريس والترجمة والنقد وترأسه العديد من الجمعيات والجان ونيل شرف العضوية للجمعيات العلمية في المؤسسات العربية والدولية بعد المساهمة في تأسيسها أعماله الخالِدة التي سوقها بأكثر من لُغة وبأكثر من أسلوب . وتحدث اصدقاء الراحل رحمه الله رواد تدريسيين ، مؤرخين ومترجمين ممن واكبوا مسيرته عن غزارة العطاء ، ذكروا مسيرته و نهجه الوطني وكيف كان يروم تأسيس بعض الكليات الاهلية التي تعنى بالأدب والترجمة وبقية التخصصات العلمية ولكن الحكومة في تلك الحقبة وضعت العراقيل والعقبات امامه ولم ترى تلك الصروح العلمية وافكاره النيرة النور، وبينوا في حديثهم معارضته الشديدة لأجهزة النظام القمعي وعدم انتمائه للحزب الحاكم ووقف ضد تأييدهم و افكارهم في الخفاء والعلن وواجه تعسفهم بكل اباء وكبرياء، وكان يمتاز بالكياسة واللباقة ورباطة الجأش . الدكتور قاسم الاسدي رئيس جمعية المترجمين العراقيين الذي ادار الاحتفالية قال عن  الراحل الاستاذ الدكتور عناد غزوان اسماعيل الذي رأس هذه الجمعية للفترة ما بين (1989-1998)، قدم الكثير للعلم والمعرفة سلسلة كبيرة من منجزه أطاريح بشتى المجالات الادبية والعلمية وفي مجال الترجمة والتأليف والنشر، يتقن اكثر من لغة وذكر كيف كان الراحل دؤوب في عمله وشارك بتأسيس الجمعية ونال شرف العضوية في المحافل الدولية للجمعية على الرغم من التزمن وقد دخول القوات العراقية الى الكويت ، واشار الى العلاقة الابوية بين طلبة الراحل وحبهم للمحاضرات العلمية بشكل لا يصدق ، وذكر كيف لا وطيب الذكر كان صاحب النكتة الجميلة ويمتاز بأسلوب السهل الممتنع والتشويق للمحاضرات وقد اشرف وناقش عشرات الرسائل العلمية لطلبة الماجستير والدكتورة لجامعة بغداد ، خرج اجيال وشعراء وادباء وأساتذة يدنون له اليوم بنكران الذات والوفاء ورد الجميل ، عدد منهم تسلموا عدة مناصب حكومية بعد التغيير ومنهم من دون اسمه على القاعات والمدارس والساحات ونحتوا له التماثيل ويستحق “ابا المعتز” تلك المنجزات. فيما القاء أساتذة رواد من اصدقاء الراحل قصائد شعرية مجدت ذكره الخالد وموقفه النبيل والاصيل تجاه القضايا الوطنية والانسانية والعلمية التي تخص البلاد.  

ختام الاحتفالية اجتمعت الآراء على أنُ هذا الكبير كان من العمالقة الذين ابدعوا في الترجمة والنقد والتدريس والتأليف ، و اطلع الحضور من فنانين ،ادباء ،تدريسيين ، مترجمين ، واعلاميين على معرض صغير ضم مقتنيات الفقيد المحتفى به من طابعة ، صور تذكارية والبعض من كتبه و مؤلفاته ، و قدمت جمعية المترجمين لوح الابداع وشهادة تقديرية الى الفقيد المحتفى به تسلمها ولده البار معتز عناد غزوان وحرمه ، الذي بدوره قدم الشكر والتقدير للجمعية لقيامها بهذه المبادرة الجميلة واثناء الدكتور معتز عناد على الحضور جميعا والتقطت الصور التذكارية داخل قاعة الجمعية للسيدات والسادة الضيوف .  السيرة الذاتية للعلامة عناد غزوان الذي ولد في مدينة الديوانية عام 1934 قبل الابتدائية درس عند الشيخ فضل وحفظ بعض اجزاء القران، درس الابتدائية في ثانوية الديوانية وهي المدرسة الوحيدة في الديوانية انذاك، دخل دار المعلمين العالي في بغداد وكانت الدار في وقتها مركزاً ثقافياً معروفاً تخرج منه كثير من شعراء العراق والادباء مثل السياب ونازك الملائكة ولمياء عباس عماره وسعد يوسف والدكتور صلاح نيازي والقاصات السيدة امل الخطيب والسيدة سميرة المانع حيث تخرج من المعهد العالي عام 1956. وخدم ضابط احتياط برتبة ملازم، ثم انتدب للتدريس في ثانوية الديوانية ومن ثم رشح للبعثة العلمية الى بريطانيا لإكمال دراسته هناك في جامعة ريدنك ومن ثم في جامعة درم شمال انكلترا حيث درس الشعر الجاهلي والنقد القديم برسالته الموسومة (القصيدة العربية اصلها وخصائصها وتطورها الى نهاية العصر الاموي) بعد نيله درجة الدكتوراه عاد الى وطنه عام 1963 وعين في جامعة بغداد كلية التربية ومن ثم اصبح معاون للعميد عام 1967 -1968 ومن ثم عمل في كلية الاداب في قسم اللغة العربية. تولى عمادة كلية أصول الدين عام 1973. ورئاسة قسم اللغة العربية بكلية الآداب بين عامي 1990-1993. وتخرجت على يده أجيال من الأساتذة والباحثين. انتخب رئيساً لجمعية المترجمين العراقيين للأعوام 1988 الى 1998 وانتخب رئيساً للمجلس الاعلى للجمعيات العلمية منذ عام 1991-1993. بعد سقوط النظام البعثي انتخب رئيساً لاتحاد الادباء والكتاب في العراق. لدية العديد من الكتب والمؤلفات منها: مكانة القصيدة العربية بين النقاد والرواة العرب 1967. والشعر والفكر المعاصر، بغداد عام 1974. القصيدة العربية اصلها وخصائصها وتطورها الى نهاية العصر الاموي باللغة الانكليزية عام 1978. التحليل النقدي والجمالي للأدب عام 1985، افاق في النقد والادب عام 1990. مستقبل الشعر وقضايا نقدية عام 1994. قراءات نقدية في الادب العربي عام 1998. نقد الشعر في العراق بين التاثرية والمنهجية عام 1999. اصداء عام 2000. مدخل الى الشعر الجاهلي عام 2000. ترجم الكثير من الكتب منها نقاد الادب عام 1978 خمسة مداخل الى النقد الادبي عام 1979. الاحساس بالنهاية: دراسات في نظرية القصة عام 1980. المعجمية العربية: نشأتها ومكانتها في تاريخ المعجميات العام عام 2004 اضافة الى العديد من الكتب الاخرى . سرقه المَوت بعد معاناة مع المرض واهمال حكومي ، ولكنه لم يتمكن مِن تاريخه ومنجزه ليبقى خالد بين ثنايا وقلوب الاجيال تاركا ارثا غزيرا بين الجامعات والجمعيات سوف يستذكره رواده ومحبيه على مدى الزمان .

[email protected]

 

 

 

 

 

 

   

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب