23 ديسمبر، 2024 12:30 ص

لك الله یاشعب العراق ؟

لك الله یاشعب العراق ؟

امتنعت المحكمة الاتحادية عن ابداء رايها بالاستفتاء الذي اجراه السيد مسعود برزاني للانفصال عن العراق رغم الشكاوي المقدمة لديها من قبل العديد من الجهات العراقية ورغم مطالبة الراي العام العراقي لهذه المحكمة ان تقول كلمتها الفصل باعتبارها المسؤولة عن تطبيق الدستور .
والملفت التبرير الذي قدمته من خلال الزعم بانها لم تستمع الى راي ادارة اقليم كردستان العراق وكانها تدير شكوى قضائية شخصية بين مشتكي ومشتكى عليه دون ان تعي بان القضية وطنية ومصيرية وقانونية , مما فاجأ الراي العام العراقي من جهة وصدم المتابعين للشان العراقي الذين سخروا من هذه التبريرات ومن هذه المقولات التي لاتعني سوى شئ واحد وهو تسطيح العقل العراقي والضحك على الذقون , هذا من جهة , ومن جهة اخرى يجب ان نفهم ان هذه المؤسسات الكبيرة العريضة التي تتغاضى اموالا طائلة على حساب لقمة المواطن العراقي لاعمل لها سوى خدمة المصالح السياسية لجهات داخلية وخارجية , والا فان المحكمة الاتحادية هي مسؤولة عن حماية الدستور والدفاع عن مواده وبنوده, والدستور واضح في تبيان العلاقة بين الاقليم والمركز حيث لايسمح باي حالة انفصال تحت اي عنوان كان , فكيف اذا كان الاستفتاء انفصاليا بل وضد مصلحة البلد وضد رغبة مكونات العراق وضد مستقبل اجياله كما ان الاستفتاء فتح ابواب الحرب الداخلية وغذى حالة عداء وكراهية بين المواطنيين لتاتي المحكمة الموقرة وبعد صمت طويل لتدلي بدلوها وكانها في عالم اخر وكما يقولون صمت دهرا ونطق كفرا .
انا لاادري كيف تتعاطى مؤسسسات بلد كالعراق مع قضايا مصيرية فالرئيس العراقي غائب عن تحديد الرؤية المطلوبة لمواجهة حركة انفصاليا احتلالية توسعية في البلاد , ووزارة الخارجية غائبة عن الوعي ولانسمع لها حراكا من اجل مواجهة المخاطر التي تتهدد العراق لدرجة انها تخاذلت في قضية الاعتداء على سفارات العراق بالخارج واحراق العلم العراقي والدوس عليه من قبل الجماعات المرتبطة بالحركة الانفصالية في العراق , كما ان بعض السفراء والقناصل في الخارج شاركوا في استفتاء الانفصال علنا وتحت كاميرات الاعلام دون ان تتحرك الوزارة لفصلهم ومعاقبتهم , كما ان سفارات العراق في الخارج تحولت الى بؤر فساد ومسلخ لجلد العراقيين في الخارج دون ان يكون لها دور في ربط المغتربين ببلدهم بل هي ادوات تنفير وتقزيز للعراقيين واداة نهب وسلب لهم على عكس سفارات العالم التي تكون في خدمة رعاياها بدل ان يكون الرعايا في خدمتها حتى ان بعض السفارات لايتكلم العاملون بها لغة الوطن العربية بل يتكلمون اما لغة البلد الموجودة فيه او اللغة الكردية ..
اذن بالمحصلة يمكن القول ان الوضع العراقي استثنائي في كل شئ , فهناك تناقضات مصطنعة ومتراكمة داخل البيت الحكومي وداخل الوضع السياسي , وهناك غياب للهوية بسبب هذه الممارسات التي اثقلت كاهل المواطن المطلوب منه ان يكون حطب نار لمشاكل السياسيين واحلامهم المخملية دون ان يقدموا للوضع العراقي معالجات بمستوى التحديات وبمستوى عطاء هذا الشعب المخدر تحت معادلات وحسابات ليس له فيها ناقة او جمل , لذلك اقول كان الله معك ايها الشعب الطيب الذي لم يعرفك العارفون ولم يفهمك الحالمون ولم يهتم بك السياسيون لانك مصدر الحياة ونبع الوجود .