14/تموز/2021
وقفت بعيدا كأنني الخيال اتابع بنظري نشاط المجاميع المحتشدة المجتهدة في اداء مختلف المهام .
كانوا مجاميع تضم اشخاصا في اعمار مختلفة وفي ازياء مختلفة وكانوا ايضا من اماكن مختلفة .
ما الذي جمعهم ….؟
سألت نفسي وانا اتابع انهماكهم …اتابعهم بنظر ثاقب ثم لاحت مني التفاتة الى اللافتة المعلقة في النافذة الكبيرة المواجهة له وراحت اقرأ…
( الاستاذ( ) ابن الوطن البار وخادم شعبه …الشجاع الذي لا يألوا جهدا لتحقيق العدل)
ثم وفي السطر الاخير انتخبوا مرشحكم الشجاع ابن الوطن البار وخادم شعبه
وفي الجانب الاعلى من اللافتة صورة كبيرة للأستاذ المشار اليه كادت تبتلع اللافتة .
رحت اتابع الصورة واستعيد في ذهني تلك القسمات وقبل ان اتمكن من التعرف الى تلك الشخصية لفت نظري تلك المجاميع المحتشدة والتي راحت تتابع فعالياتها المحمومة بين قائل او محشد او متكلم بالشعر وكأن الذي يتحدثون اليه واحد زمانه وعظيم ايامه ولم تكتفي تلك المجاميع بذلك ولكن تحلقت حول الشاعر الذي راح يمطر الاستاذ بترانيمه وتهاويله والناس يهزجون متفاعلين مؤكدين اخلاصهم للأستاذ.
هتفت لنفسي …(هذا الاستاذ لابد له من الفوز)اذا كانت له مثل هذه الشعبية وهذه المجاميع…؟
ومن جديد عدت اتفرس في الصورة الكبيرة وانا اتساءل اين …ومتى…؟
هاتين العينين وهذا الوجه لا يبدو غريبا …اين …متى…؟
هنا تقدم الاستاذ وراح يلقي كلمته التي تضمنت وعودا وعهودا ومواثيق وامنيات
بدى كمن يرسم لوحة رائعة بيده فهو فنان قادر متمكن من ريشته التي ابدعت ايقونة الحياة الوردية التي تخلو من الفقر والفاقة والمرض والجهل واي ضر او ضرر واي الم او معاناة وهو فنان في اختيار الامنيات وصياغتها وفق تحقيق الهدف المنشود وكانت المجاميع المحتشدة والمجتهدة مازالت تتابع النشاط حتى انهى الاستاذ كلمته وتوالت على طاولته اوراق الذين قدموا له طلباتهم الذين املوا انه سيحققها لهم لاشك ولا ريب.
….
حين مضى الاستاذ يتبعه الموكب الخاص لحمايته انفرط عقد المجتمعين وتفرقوا في الطرقات ذات الشمال وذات اليمين وحين اقتربت من مكان وقوفي خطوات رجلين ممن شاركا الجمع المحتشد قبل حين تراجع احدهم متفرسا في وجهي هاتفا …ها …اية صدفة رائعة ان نلتقي من جديد…………..
بدوري تفرست فيه مليا وهتفت مستنكرا ….!
انت هنا …انت… من المؤيدين للأستاذ( ) واضافت متسائلا … الم تكن قبل يومين سابقين ممن قدموا تأييدهم (للدكتور) …؟
تردد لحظات ثم رسم على شفتيه ابتسامة صفراء وهو يهتف وما الضير في ذلك ولما لاحظ نفوري واعتراضي زاد ابتساما كأنه حرباء كريهة (ما الضير في ذلك …انهم يبيعونا الوعود …ما الضير ان نبيعهم العهود) .
لم اجادله ولم ارد عليه ..لكني ادرت وجهي واوسعت الخطى باتجاه آخر مبتعدا عنه وانا اضع يدي على قلبي اذ كانت تلك الكلمات خنجر مسموم اخترق قلبي واشعرني فضيع الالم.
كنت اهتف …(لك الله يا وطني)