23 ديسمبر، 2024 10:36 م

لكي يبقى شيوخ الانبار كبارا بعيون الجميع..

لكي يبقى شيوخ الانبار كبارا بعيون الجميع..

كتبنا كثيرا عن شيوخ الانبار، وكنا نتمنى منهم أن يبقوا وسيبقون ، بعون الله ، شموعا، وسيوفا مشرعة بإتجاه الخير، وليس الشر، ينيرون لنا دروب الظلمة، ويعدون لنا دساتير وقيما ، نستلهم من دروسها ومعانيها، مايزيد الرجال قدرا وقيمة وعلوا وهمة وإباء، وهذا هو ما يبتغيه الجميع من أهل الانبار وشيوخها الطيبين، ومضايفهم التي هي منهل كرم وعزة، تبقى تذكر فضائلها الاجيال، على انهم ، أي شيوخ الانبار، وكل شيوخ العراق الكرماء الاصيلين، منهلا للفضيلة، لايلهثون وراء هذا الحاكم أو ذاك، لانهم اكبر مكانة من كل الحكام ، وأعلى منهم شأنا وأرفع منزلة.

ويعلق عليكم أهل الانبار أن ترتقوا فوق كل المطالب والاماني والتطلعات، في وقت لاتنسون أهلكم، وظلم الزمان عليهم ، وما أصابهم من غدره وبلاويه، فلهم دالة عليكم ، في ان تعيدوا تصحيح الاقدار، بما يعلي من شأنكم جميعا، دون أن يحط من أقداركم أحد، وحاشى أن يحط أحد من قدر شيوخ الانبار ووجهائها، فهم بالنسبة لكل من يبحث عن الجواهر الثمينة والمعادن النفيسة، وجوها أخيارا كراما،  يرى فيكم كل متطلع الى الفضيلة ، كل هذه السمات وخصال الخير والامل الذي ينعقد عليكم، فلا ترتموا بأحضان هذا الحاكم أو ذاك، لان الحاكم هو من يرتمي في أحضانكم ، إكراما لمكانتكم وعلو شأنكم، ولكي تبقوا كبارا، كما كنتم، في جمع ، يسير بنسق لايفترق في الاهداف والقيم العليا، لأنكم ان اختلفتم تذهب ريحكم، ويجد فيكم من يبحث عن هنة هنا او هناك لينال منكم، ويصطف الى جانبكم في الوقت الذي يراكم تصطفون معه، ويغادركم حين يراكم وقد غادرتموه ، أو تعارضت مصالحه مع مصالح شعبكم ، وهذه سمات لاتنطبق على شيوخ الانبار، اذ ما نراه هذه الايام، ونحن بعيدون عنكم ، لكننا قريبون منكم، يحفر في نفوسنا غصة ألم، بأن هذه الباقة من الزهور ، ينبغي أن تبقى متناسقة في الوانها وزهوها، ولا تعكر صفوها، مصالح ضيقة أو بضعة منافع شخصية، أو دولارات ، لاتغني ولا تسمن ، في حين تغلي قلوب ملايين العراقيين ألما على ما حل بهم من كوارث ونكبات ومصائب، وضياع لحقوقهم ودمهم بين القبائل.

وما نسمع من اخبار ومناوشات هذه الايام، وتراشق ببعض الكلمات ، من بعض شيوخ الانبار يخدش حياءنا ويغرس سكينا في خاصرتنا، لانهم ينبغي ان يرتقوا فوق جراحات العراقيين، لا أن يهشم بعضهم بعضا، فالكل أخيار بعون الله ونريدكم اخيارا على الحق، وسيوفا مشرعة بوجه الباطل ، ومن يريد بأهلكم وشعبكم ما لايسر ، ويهون علينا ان ينزل بعض شيوخ الانبار الى مستوى السياسيين ، ولا يترفعون عن تراشق الحجارة فيما بينهم، وبينهم من يتهم أهلهم في الانبار بما لايمكن ان يقبله عاقل، او ربما حتى طفل صغير، حين يظهر من يتطاول على بني أهله وعشيرته، ويوجه اليهم سهام التجريح وكيل الاتهامات، مايخدش معدنهم الاصيل، ويسيء الى كل هذا التاريخ المشرف ، الذي يتشرف به أهل الانبار وكل وجوهها وشيوخها ورجالها الطيبين ، وهو مايثير فينا كل علامات الأسى لان ( البعض ) ، يهوي ويغرد خارج السرب، مما لايرتضيه أهل الانبار لهكذا من سموا أنفسهم أعلاما ، او هكذا يفترض أن يكونوا، ونأمل في كل من يخرج عن جمع اهله أن يعود اليهم، لانهم سنده ومن يرفعون من شأنه، وهم من يحملونه بين الضلوع، ليرتفعوا بهم وتعلى بهم هاماتهم، وليشعروا بالزهو والكبرياء، لا ان تنتكس راياتهم لاسمح الله.

وإحدى الخصال الرفيعة للرجال ذوي التاريخ العريق ، أن تبقى مضايفهم  تتقد مثلا وقيما ومنبع خير تبث الأمل والتفاؤل في النفوس ، وبإمكان أن يبقى الرجال  في المكانة التي يفترض أن تليق بهم، مهما نزلت بهم نوائب الدهر، ومهما عظمت مصائبه وبلاويه، ويبقى معدنهم أصيلا ناصعا وبريقهم خلابا ، تجلس اليه النفوس وتهتدي بنوره وشعاعه، لتنير طريقها، عندما تدلهم بالرجال الأقدار، ويبلغ اليأس الحناجر، فلا تبقى الا رحمة الله ، ومن انتخى للاقدار لكي تفعل فعلها، وهذا ما نتمناه في شيوخنا الاجلاء، كل شيوخ الانبار ، بلا إستثناء ، رفعة رؤوسنا وزهو كبريائنا، وما نسمعه عنهم، من حالات تبادل لكلمات، تحز مسامعنا ، وتسبب لنا الألم ، فهو ما لانتمناه لهم، كي يبقوا كبارا بعيوننا، وكبار بعيون ملايين العراقيين الذين ينظرون اليكم على انكم من يكون الموئل والأمل والتطلع، الى حيث الخير والفضيلة ، وستبقون كبارا بعون الله، تستزيدون قوتكم من شعبكم ، ومن فيض تاريخكم العريق ، ليبقى العراقيون جميعا يتطلعون اليكم  ، على انكم ( المنقذ ) و ( الملهم ) وتبقى مضايفكم عامرة بالكرم وبالتهليل والترحيب، لمن يقصد دياركم وبيوتكم ،وتسهمون في حل عقد الحياة، وتعاونون من يحتاج الى المعونة والنصح ، وتدلونه على الطريق الأمثل ، للخير، وتبقون انتم مشاعل للكرامة والخلق العربي الرفيع والمثل العليا، مهما ضاقت بالعراقيين الدنيا، أو ضاقت بهم سبل الحياة.