هل تريد أن يصبح العراق سوريا ثانية بمعنى سياسي أدق سرينة العراق ؟ وجعل مدنهِ حلب أخرى وحمص أخرى ؟ أما كفى قتلا واغتيالات وتهجير وتفخيخ لمدة أحدى عشر عاما من الديمقراطية الدموية المزعومة ؟ هل أن أهل العراق قرابين وخرافا تسلخ منهم جلودا ولحوما تحت مسمى العملية السياسية الفاشلة من دستورها إلى برلمانها وصولا إلى حكومتها وأجهزتها الأمنية الورقية والتي ليس لها أي معرفه بأصول وقواعد الأمن سوى بزاتهم المزكرشة ورتبهم العريضة ، دولة أضحت فيها المليشيات تقود الأجهزة الأمنية وتضع لها خططها الأمنية وقادة المليشيات من أصحاب السوابق والجرائم أميون يعتلون سدة القيادة العسكرية ويحملون أعلى رتبها .
حكومتك لم نسمع يوما أن وزرائها قدموا للعراق مشاريع إستراتيجية مشابهة لتلك التي نسمع عنها حتى في البلدان الفقيرة ، ولا نقول البلدان المتقدمة والمتطورة ، بل بلدان العالم الثالث ، أين المتروات والأنفاق الضخمة والأبنية العملاقة والمجمعات السكنية الكبيرة التي ترقى إلى مستوى المدن الحديثة التي تنشئها جيراننا ، فنحن عندما نتكلم بتلك المواضيع كأننا نحلم! نعم والله نحن نحلم! لماذا نتكلم عن تلك الأشياء المستحيلة ونحن بلد لم نجد حلا لمشكلة الكهرباء والماء والوقود وعشرات المعضلات والمشاكل الاقتصادية المترعة بها قلوب أبناء هذا الوطن المغلوب على أمره ، فبعد أن كان العراق من الدول التي قضت تقريبا على الأمية في العقود الماضية عاد هذا السرطان ليستفحل من جديد على يد وزراء التربية العباقرة في زمن العولمة والذين لا يعرفون حتى معنى الأسلوب الجديد الذي يتبعه العالم في التربية والتعليم ، نعم ويا للأسف وزرائك في العراق أميون…
متى يستيقظ السيد رئيس الوزراء من نجاحاته الفاشلة الواحدة تلو الأخرى فيتوهم أن الذين قتلهم في الحويجة كانوا إرهابيين وتم قتلهم بدم بارد على يد أجهزته الأمنية التي تبينت فيما بعد أنها (فزاعة) كأنه قد قتل خرافا ليس لديهم أولاد وأهل وعشيرة وموطن ودين ورب يقتص منه إذا أنَ موعده {وإن لك موعدا لن تخلفه} ، وقال عن المتظاهرين في المحافظات الستة أنهم فقاعة ، ثم كبرت هذه الفقاعة حتى أغرقته ومن حوله وفندت مزاعمه ، حتى إذا جاء موعد الانتخابات سلك النهج الطائفي مستغلا إحدى المناسبات الدينية (لا يعرف انه متجها إلى حتمه) في احدى مدن الجنوب ليعلن أن هؤلاء المتظاهرين قد جاء أجلهم ووصفهم بأتباع يزيد وصور لأبناء المحافظات الجنوبية أن هذه المعركة ومن خلال تلك المناسبة يجب أن تكون حرب أل البيت (عليهم السلام) وجيش يزيد، فحشد جيشه وميليشياته لاقتحام ساحات المتظاهرين لفض الاعتصامات واعتقال من سماهم بالإرهابيين ، وفجأة ومن السماء نزلت داعش ودخلت مدن الرمادي والفلوجة والموصل وتكريت وكركوك وديالى والمناطق الاخرى فاين كانوا قبل ذلك ، وتناسى انه وقبل فترة ليست بالقليلة خرج علينا زعيم داعش على قنوات التلفاز وأعلن أن داعش التي انشقت عن تنظيم القاعدة هي صناعة إيرانية لأنهم كانوا بالأساس يتلقون أوامر من زعيم التنظيم بعدم التعرض لإيران بسبب المصالح المشتركة بين التنظيم والعاصمة طهران التي تقدم لهم الدعم المطلق ، واتضح أيضا أن أبو مصعب الزرقاوي وقادة أخرون من تنظيم القاعدة كانوا يتلقون العلاج في إيران لدى تعرضهم لجروح وإصابات بليغة!! والدليل الأخر على لعبة طهران أن داعش تقاتل جنبا إلى جنب مع النظام السوري الداعشي هذا النظام الذي تدعمه حكومة المالكي بحجة حماية الأضرحة والمقدسات كان قبل فترة نظاما بعثيا معاديا للعراق وكان يرسل له المفخخات والجماعات الإرهابية المتطرفة فتحول بقدرة قادر إلى حليف مهم للعراق !! فكيف دخلت داعش إلى العراق إذا كانت خطرا عليكم وجيشك وقادة عملياتك يسيطرون على الحدود العراقية السورية!!! كل ذلك من اجل تخويل نفسك حق قصف الأبرياء في مدنهم الآمنة بالبراميل المتفجرة والمدفعية ونسف سقوف البيوت على رؤوسهم لتشريدهم في العراء بحجة محاربة أبناء يزيد وزيادة الشحن الطائفي لكسب الانتخابات الحقيرة بأصوات المتعاطفين مع هذه الحرب ، لم هذا التوقيت بالذات وإغراق ابوغريب بالمياه والمناطق الأخرى لحرمانهم من الإدلاء بأصواتهم خوفا من كسب منافسيك أصواتا يشهرونها بوجهك ، كل تلك الجعجعة والبلبلة من اجل كرسيك الغالي ذلك الكرسي الملطخ بدماء أبناء الأرامل واليتامى والمغدورين والمعتقلين والفقراء من أبناء العراق.
كثيرا ما نسمع عن زعماء الدول الديمقراطية أنهم من رؤساء وزراء ووزراء ومسؤولين يقدمون على الانتحار أو الاستقالة لحفظ ماء الوجه لدى تعرضهم لفضائح أو تهما بالفساد أو الرشوة أو اتهامات بالتقصير في واجباتهم واداء عملهم ، إلا سيادتك ووزرائك والمسؤولين في حكومتك العبقرية بالعكس يظهرون علينا وكأنهم ملائكة ولا يخطئون وإنهم إن تعرضوا لشيء من ذلك القبيل يبررون دائما بالقول ان تلك هي اسقاطات سياسية!!! وان الفشل الحاصل هو نتيجة الأجندات الخارجية وتدخل الدول الأخرى … بل وبالعكس تتستر عليهم وتحاول تصفية من يثير تلك القضايا ضدهم وتقوم بإعداد ملفات ملفقة بالتهم والفساد لمن لا تستسيغه ولا يجاريك في شيء ، بل ويصل الأمر إلى أن تتهمه بالإرهاب بموجب المادة 4 إرهاب سيئة الصيت التي أرهبت وقمعت بها كل الأبرياء لتزج بهم في سجونك التي صارت قلاعا للشرفاء من العراقيين ، بينما يتسول القتلة وخبراء الكواتم والمليشيات بسياراتهم الخاصة والفارهة يبحثون لهم عن ضحايا جدد يسفكون دمائهم الطاهرة ، ومن المنجزات العبقرية في ظل قيادتكم الحكيمة قانون المسائلة والعدالة الذي تستخدمه أنت وزبانيتك في الترغيب والترهيب لمن لا يعجبك من المرشحين في الانتخابات ، ناهيك عن قانون التقاعد الذي ضمنت به فقرة الخدمة الجهادية وتقاعد أعضاء مجلس النواب والرئاسات الثلاث للنزهة التي قاموا بها طوال أربعة سنوات، حيث حاولت تدارك الامر مؤخرا بالايماء الى قضائك الغير نزيه والغير العادل والمتحيز مع سبق الاصرار بالغاء المادتين 37 و38 من قانون التقاعد لمغازلة الشارع العراقي المسكين وتداعب مشاعره على انغام الوطنية بعد فوات الاوان، وعشرات القصص الخرافية المبتكرة في ظل حكمكم البائس.
يكفي دولة الرئيس، العراق ليس ملكا لسلاطينه هذا البلد الذي يمتد عمره لالاف السنين بقي موحدا على مر العصور اسمه العراق ، تاتي انت وبطانتك ومن خلفك لتقسمه في ثمان سنوات من أجل من ؟ من اجلك!! من أنت؟! هل قارنت نفسك بقادة العراق العظماء من حمورابي وسنحاريب ونبوخذنصر وصولا الى ابو جعفر المنصور وهارون الرشيد وحتى زعماء العراق الدكتاتوريين في العصر الحديث لم يفرطوا بوحدة ارض وشعب العراق وكانوا على دكتاتوريتهم يحملون حب العراق والعراقيين، ارجوك كفاك غيا ارحل انت وزبانيتك وخذوا معكم الاموال التي سرقتموها من جيوب العراقيين واشتروا لكم جزرا وقصورا واتركوا العراق للعراقيين حفاظا على وحدته ووحدة شعبه بكل مكوناته العريقة ، واني لك ناصح أمين…