لكي نعود مجتمع واحد علينا ان نكون مجتمع متحضر و لكي نكون مجتمع متحضر علينا ان نكون مجتمع مدني حقيقي كفكر و كمنهج و كتصرف يومي ولكي نصبح بحق هذا المجتمع علينا ان نحدد شكل المدنية التي نتفق عليها لا التي يريدها كل منا على هواه ، علينا ان نحدد خطوط واضحة المعالم لهذه المدنية يراها العلماني و يطمأن لها و يراها الاسلامي و يطمأن لها فليس من التحضر بشيء ان لا نستطيع ايجاد رؤية مشتركة لموضوع فيه اراء متنوعة و متخالفة فكيف يكون التحضر اذا لم نتمكن من الحوار و التواصل ، و كل منا يريد ان يقصي الاخر بسبب ردود افعال هي انعكاس للأداء السابق و الحالي لجميع اصحاب التوجهات المختلفة ،
نستطيع ومن خلال تحرك مجتمعي نخبوي يأخذ على عاتقه ايجاد المساحات المشتركة لهذا الصراع الفكري ان نتصالح مع بعضنا بعد ان نتصالح مع انفسنا ، مستعينين بتجارب المجتمعات القريبة منا و تشبه تنوعنا الديني و القومي و الفكري ، بخلاف ذلك سيبقى كل طرف يرى عراقاً مختلفاً عن الاخر و يذهب كل منا لعراق يريده وحده ، ثم نفقد جميعاً عراقنا هذا لا سامح الله .اذن على الجميع ان يفهم ان المدنية هي اسلوب تعايش و ليس طريقة للسواد و الانتشار و فرض قناعاته ومن يصر على فرض مفاهيمه اسلامية كانت ام علمانية على المجتمع فأنه يعيدنا الى نقطة الصراع الايدولوجي و من يريد ذلك فأنا استحضر له من ذاكرتنا الحديثة الصراعات التي عاشها العراقيون منذ بداية القرن الماضي حيث انتشرت الافكار القومية و الماركسية و البعثية و الدينية بتشرذمها و كم من دماءاً سالت بها .
لذا ليس من المعقول ان نتخلص سويةً من صراع و تجاذب طائفي لنغوص معاً بصراع ايدولوجي اخر ،المدنية الحقة هي ان نوقف كل الصراعات لنضع نظام حياتي نبعد منه كل املاءات و من ثم حجر حجر ستجدون الشباب يبنون بلدهم سوية اسلاميهم و علمانيهم و هذا حلمنا جميعاً.حمى الله العراق