9 أبريل، 2024 8:57 م
Search
Close this search box.

لكي لا يتكرر ما حدث في المقدادية !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يمكن لاي مواطن يؤمن بالوطن الا ان يشعر بالاسى والوجع وهو يسمع ويشاهد تردي الاوضاع الامنية في قرى المقدادية وتهجير وقتل سكانها وحرق مؤسسات حكومية ومساجد ودور سكنية وتجريف بساتين .. مشاهد مروعة تصيبنا بالخيبة والحسرة على ما اصاب وطننا منذ الاحتلال من ضعف وفوضى وعدم احترام القانون  وانتشار الارهاب وفقر وجوع وحرمان وانتهاك الحقوق .. ولان القوى الوطنية الحقيقية صاحبة التاريخ النضالي الطويل قد همش دورها ولم تعد تملك من قوة تأثير على مجريات الاحداث في ضوء هيمنة احزاب المحاصصة الطائفية والعرقية على السلطات ، فانها ( اي القوى والشخصيات الوطنية ) لم تجد غيرمحاولة تحذير المواطنين من محاولات تمزيق نسيجها الاجتماعي وحثها على التمسك بوحدتها الوطنية التي حققت من خلالها الانتصارات على اعداء العراق على مر التاريخ .. غير ان الجهل وحملات التضليل والشحن الطائفي كانت ومع الاسف هي الاقوى واستغلت الاحزاب الطائفية بمختلف تنوعاتها وتسمياتها واتجاهاتها موضوع تفجير قبة الامامين العسكريين لنعيش واقعاً مرأً وارتكبت جميع الاطراف جرائم بحق الابرياء من المواطنين ..وانتشرت مجاميع الارهاب من قاعدة وميليشيات طائفية تعمل خارج القانون دفعنا ثمنها كمواطنين غالياً  خاصة بعد سيطرة عصابات داعش الارهابية على اربع محافظات..لنشهد بعدها نوعاً من الاستقرار الامني نسبياً ،غير انه استقرار هش وضعيف ويتعرض بين فترة الى الخرق المهدد للسلم الاهلي .. وما حدث قبل ايام في المقدادية وقراها الامنة المتأخية والمتعايشة في ما بينها ، شاهد حي على ضعف الواقع الامني لاسباب متعددة ابرزها استمرار ثقافة الشحن الطائفي لدى الاحزاب والكتل السياسية وضياع هيبة الحكومة وبالتالي ضعف تطبيق القانون و التي انعكست سلباً على اداء القوات المسلحة التي تجد نفسها شبه عاجزة عن اداء دورها في استتباب الامن وفرض النظام ومنع السلاح المنفلت .. ومهما قيل ويقال عن اسباب في المقدادية ومهما كانت صفة الاطراف الارهابية التي تقف ورائها كفعل ورد فعل ، فانه بصراحة يدق ناقوس الخطر ويدعو التيارات والاحزاب والشخصيات الوطنية لممارسة دور فاعل لانقاذ العراق من احزاب المحاصصة الاسلاموية الفاسدة من خلال توحيد صفوفها وتغليب الحس الوطني بين ابناء الوطن الواحد بعيداً عن الا صوات النشاز الطائفية التي تبث سمومها في الفضائيات وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها .. ولكي لا يتكرر ما حدث في المقدادية في مناطق اخرى من العراق يجب فضح الاحزاب الطائفية ودورها في اختلاق الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين فترة واخرى ، لابقاء المواطن يعيش دوامات الخوف والرعب والقلق ووضع حد لتدخلاتها في القوات المسلحة التي تحتاج هي الاخرى الى اعادة بناء على وفق اسس الوطنية وان يكون ولاءها الاول والاخير للعراق وشعبه بمختلف اديانه ومذاهبه وعرقه .. ونعيد القول مرة تلو اخرى وبصوت عال و لكي لايتكرر ما حدث في المقدادية  يجب العمل على تسريع التغيير الجذري في هيكلية العملية السياسية التي ولدت ميتة بفعل المحاصصة لكي تكون حقاً معبرة عن تطلعات المواطنين وملبية لحاجاتهم .. فلا امن حقيقي ولا امان باستمرار هيمنة الاحزاب الاسلاموية واذرعها العسكرية التي تجد نفسها فوق القانون .. وباختصار شديد نقول نريد وطن نريد وطن .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب