23 ديسمبر، 2024 1:22 م

لكي لا يتكرر الفشل

لكي لا يتكرر الفشل

هناك مثل عند اهلنا في الجنوب يقول (بدلنا عليوي بعلاوي) .. ويضرب على هذا المثل حين يدخل احد ما في مقايضة وتكون النتيجة لا شيء ….
بعد ان عاد التوازن لنا بعد فقدان الامل … اصبحنا نفكر بحكومة المستقبل والامل الذي ولد مع  تغيير رئيس وزراء وكابينة وزارية جديدة …ولكي لا يتكرر الفشل    
فبعد 35 عاما من دولة بوليسية ونظام شمولي وثمان سنوات عجاف كان لونها الفشل اكثر من كل الالوان التي اصطبغت بها من حمامات الدم والاقتتال الطائفي والمفخخات والفساد المالي والاداري
كان الامل يراودنا بحكومة تنسينا سنوات العذاب والحرمان والحروب العبثية وتبديد الثروة على مغامرات القائد الضرورة .ثم جاءت السنوات الثمان اشد ظلاما واصبح الحلم الذي راودنا في الخلاص من الديكتاتورية كابوسا نريد ان نستيقض منه مبكرا. الكثير منا يرى نافذة الامل تفتح من جديد مع التغير لكن التغيير الذي نتمناه لا يجب ان يضيع تحت قبة البرلمان التي يجلس السادة المحظوظون ليتقاسمو الكعكعة .. فتتحول تضحيات العراقيين محاصصة ومناصب يجلس عليها شلة من المحظوظين … الوضع في بلدنا لا يتحمل التجريب
وعلى مستوى المكونات والطوائف التي اصبحت جزءا من واقعنا ان لا تكرر التجربة ..كان على القوى الشيعية الاستفادة من اخطاء النظام السابق الذي فشل في تقديم نموذج للحكم الرشيد  فلم يستطع نظام البعث السني ان يقنع الشيعة العرب والكرد بان هذا النظام يمثلهم نتيجة السياسات الخاطئة التي انتهجت في الماضي … القوى الشيعية لم  تستفد من هذه التجربة في تقديم نموذج للدولة التي تقنع الجميع بانها تمثل طموحات الموطن . اغرقت  الدولة بالكثير من الشعارات الطائفية التي كانت تستفز ابناء المناطق الغربية في الوقت نفسه لم تقدم الضمانات وتكسب ثقة الاحزاب الكردية الحالمة بالانفصال بان العراق يستطيع ان يستوعب طموحاتهم وان الماضي لن يعود مجددا ..
الحكومة الجديدة اذا اغرقت بتوزيع المناصب قبل ان تفيض في دراسة وانتاج برنامج حكومي يرتقي لطموحات المواطن سوف تكرر الفشل وتتفاقم المشكلات التي سوف تصفرها الحكومة الجديدة.
دول الاقليم سوف تترقب هذه الحكومة مثلما نترقبها نحن العراقيين فاذا استطاع السياسيون ان يقدمو مصلحة البلد على مصالح الدول المجاورة من خلال حكومة قوية متراصة ذات سياسة خارجية نحن بحاجة اليها تنقذنا من بحر الصراع الذي يغرق المنطقة من خلال التحالف مع الولايات المتحدة التي استطاعت ان تكون القوة العالميةالاكثر تأثيرا في الصراع الذي يجري في المنطقة ..
سياسةالحكومة السابقة التي اغرقت بالصراع الاقليمي هي التي اضغفت الدولة ولم تستطع ان تقنع الادارة الامريكية بان العراق بلد حليف يمكن الاعتماد عليه في ارساء اسس الاستقرار ..فموقف حكومتنا من الازمة السورية كان موقفا كارثيا بدل تحصين الجبهة الداخلية والتحالف مع الاقوياء من السنة العرب اخذ رئيس الوزراء السابق يبخث عن ممثلين ضعفاء باسلوب النظام الصدام يالسابق الذي وضع دمى كردية وعربية شيعية في هرم السلطة وهمش القوى الفاعلة ..اضفا الى الصبغة الطائفية في الموقف الدبلوماسي مع الدول المجاورة هو الذي حفز دولة مثل قطر والسعودية يفي ايجاد من يمثلها في الصراع الداخلي فلو كان موقفنا موقفا ايجابيا من التغيير في سوريا لما سمح للقوى المتطرفة في سوريا بالظهور ولا لقوى القاعدة التي تحولت الى تنظيم جديد اتطاع ان يمد قوته الى جزءواسع من بلدنا … فكان الاحرى بحكومتنا ان تمد يد المساعدة لقوى التغيير السورية وهي في تولد وقبل ان تتسع و تتلاقفا قوى الظلام لتتحول الى حرب اهلية …
الجمومة المنهية ولايتها كانت تقف في المحور (الروسي الايراني السوري) وتريد سلاحا امريكيا ن المحور المضاد (امريكا الخليج تركيا )  هل سمع منك ان المحاور المتصارعة تسلح بعضها … لا شك ان السياسة العراقية الخارجية كانت انعكاسا للصراع الداخلي الذي تحكم بسياسة الحكومة وافقده البوصلة التي تشير الى مصلحة البلد قبل مصلحة الاصدقاء . الذين يتفرجون علي حكومتنا وهي تفقد سلطتها في اجزاء واسعة منه نتيجة هذا الاصطفاف الخاطيء …
هناك نافذة من الامل علينا ان لا نفقدها بين صراع المناصب والكراسي ولكي لا نبدل عليوي بعلاوي.