10 أبريل، 2024 2:34 ص
Search
Close this search box.

لكي لا ننسى مجزرة نهر قويق .. نهر الشهداء.. يوم فاض النهر بدم الاحرار الابرياء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل ثمانية أعوام استيقظت حلب على رائحة الجثث ..مجزرة نهر الشهداء.. يوم فاض النهر بدم الابرياء الاحرار من النساء والاطفال والشيوخ المدينيين العزل..!
استيقظ سكان منطقة بستان القصر في صباح شتوي غير عادي في يوم 29/1/2013 على مرورا اشلاء مربطة اليدين والأرجل حاملة معها بصمة فرع المخابرات الجوية بصمة آثار التعذيب الاقسى على مستوى العالم ,وذلك اليوم كانت أصوات القصف والقنابل تملأ الفضاء في مدينة حلب السورية الثائرة. اندفع عدد من الأطفال إلى أهالهم في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، يخبرونهم أن نهر قويق قد حمل عشرات الجثث لأطفال ونساء وشيوخ، وقد تناثرت الجثث على جوانب النهر في منطقة بستان القصر.
خرج الناس لرؤية مشهد من أقسى مشاهد الثورة السورية حيث كانت القوات التابعة للأسد قد قامت بتنفيذ إعدامات بعشرات المدنيين ورميهم في أعلى النهر لتصل إلى مناطق الثوار طافية على مياهه المختلطة بدمائهم، وكانت أجساد عشرات الشهداء كرسالة ترهيبية لأهلهم أننا سنستمر بقتل أبناءكم حتى ترجعوا عن تأييد الثورة ولإشاعة الرعب في قلوب السوريين الثائرين الطامحين إلى الحرية. علامات التعذيب على أجسادهم بعضهم قد فجرت رؤوسها بطلقات البنادق، وهم مربوطي الأيدي ومعصوبي العيون، وبعضهم ما زال يلبس ملابسه الكاملة وحذاءه ويضع خاتم الزواج في يده، وكثير منهم ما تزال الدماء تنزف من رأسه، مما يدل أنه قد تم اقتياده من حواجز القوات التابعة للأسد وإعدامه ميدانيا ورميه في النهر القويق نهر الشهداء… تم توثيق حالات تعذيب وحشي على بعض الجثث التي وصلت مع النهر وغالبا ما تم ذلك في المعتقلات، كما وثق المعهد آثار اغتصاب وتعذيب قبل القتل على أجساد خمس نساء من الضحايا.في أولى أيام ظهور المجزرة عثر الناشطون والمدنييون على “تسعين” جثة إلا أن عمليات البحث استمرت لأكثر من اسبوعين، نتيجة تواصل ظهور الجثث المتنفخة والتي كانت تظهر عليها آثار تعذيب عنيفة.
ولم تتوقف عمليات البحث على منطقة بستان القصر وجسر الحج التي يسيطر عليها الثوار والتي وصل عدد الجثث التي تم اخراجها “مئتين وعشرين جثة”، كما استمرت لتصل إلى قرى في ريف حلب الجنوبي التي عثر فيه ناشطون على أكثر من “أربعين” جثة في غضون أيام قليلة.
استمرت المجزرة وتدفق الجثث 45 يوما من يوم 29/1/2013 ووصلت آخر الجثث في يوم 14/3/2013 ، وكان قد ظهر خلال هذه الأيام الرهيبة 220 ضحية معدومين بشكل غير إنساني، وتم إلقائهم بعدها في نهر قويق ليحملهم إلى أهلهم في مناطق الثوار. تجدر الإشارة إلى أن النظام وبعد سيطرته على كامل الأحياء الشرقية بحلب عمد إلى نبش مقابر الضحايا الذين سقطوا جراء القصف خلال السنوات الماضية ونقل ما تبقى من جثثهم إلى مقابر جماعية إلى مكان مجهول خارج المدينة .
إن من حق المئات من عائلات ضحايا مجزرة قويق -كما حال ملايين السوريين المكلومين بجرائم نظام الأسد وحلفائه والمطالبة والسعي لإحقاق العدالة بعزل المجرم بشار الأسد وأركان نظامه ومحاكمتهم على ما ارتكبوه من جرائم حرب هي الأفظع في التاريخ الحديث، كما من حق السوريين أن يشهدوا نهاية عذاباتهم ويبدؤوا بناء وطنهم الذي استحال خراباً تحت أنظار العالم وبمباركته. ولأن أهداف الثورة السورية لا تتحقق إلا بانتصار قيمها العليا بالحرية وحفظ كرامة السوريين وبلادهم، يجدد ثوار سوريا عزمهم على المضي في ثورتهم لإزاحة هذا النظام المجرم، وإنهاء الاحتلالات المتعددة لأراضيهم، وسوق المجرمين وداعميهم إلى محاكمات تكرس مبدأ المحاسبة، باعتبارها المدخل الضروري لإحقاق العدالة وتجريم المرتكبين، وفتح أبواب المستقبل أمام السوريين للمسامحة وبناء العيش المشترك على أسس المواطنة والمساواة والعدل.
حلب لن تنسى أولادها وحلب دفعت الثمن كاملا للحرية…مثلها مثل كل الشعب السوري الحر…ولذلك لا يمكن أن يتزعزع يقيننا للحظة أن النصر والعدل والقصاص قادم لا محالة..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب