كان اول انقلاب تواجهه الديموقراطية الناهدة في العراق هو التعريف المغلوط عمدا من قبل المحكمة الاتحادية للكتلة الاكبر الفائزة بالانتخابات واذا كان هناك من رجل اول افشل هذا الانقلاب هو بالقطع المطلق السيد عمار الحكيم وقد تحمل ماتحمل والى جانبه الحكيم الجنوبي الاريب (العم) عادل عبد المهدي.
التعريف المسموم اعتمد مجددا مع الانتخابات المحلية الاخيرة وقد اكون جاهلا بالقانون الدستوري وبالسياسة لكن يقودني الحدس الى الشعور بان الديموقراطية في العراق تواجه انقلابا مضادا بسبب بقعة الزيت السوداء تلك على الثوب الجديد ولوجود مصادر تهديد حقيقية ياتي في ذيل قائمتها الارهاب او الانقلاب العسكري.
تعريف الكتلة الاكبر بانها ( الكتلة اللاحقة) وليس الكتلة ( السابقة) سيجعل الديموقراطية اشبه بالبنوك التي يدخلها اللصوص على انفراد ويتجمعوا لاحقا بصورة خاطفة ولنتذكر هنا ان النازية ولدت من ترتيب ( الكتلة الاكبر اللاحقة)،المعنى ان الديموقراطية تعجز عن حماية نفسها اذا كانت السلطة تذهب لاناس يدخلون على طريقة دخول ابناء يعقوب لمصر الابواب متفرقة والهدف واحد.
لاتسمح الولايات المتحدة الاميركية باي نوع من الشيوعية على اراضيها ، في مدينتنا فاز مرشح الحزب الشيوعي ساعده انه سيد اي هاشمي من عائلة دينية معروفة بهذه الطريقة الذكية تم اعادة عكس معنى مقولة الدين افيون الشعوب.
الاحزاب الدينية قدمت مرشحين بلا لحى والشيوعيون قدموا مرشحا بلحية والخوف سيظل ساكنا في النفوس من تاريخ الشيوعية التي قد تعيد انتاج نفسها ب ( الشيوعية الاسلامية).
النجف اقدم من بغدادتاسيسا وارسخ وحيث بغداد فيها حكم الفلوس فان في النجف حكم النفوس، بغداد لحكم الابدان والنجف لحكم الارواح والابدان كليهما، العمامة مقابل ربطة العنق، الدين مقابل الدنيا، عالم الدين مقابل عامل السياسة.
قد لايكونبامكان كافة رجال الدين تنظيم صف من شخصين يقفان الواحد خلف الاخر لكن بامكان رجل دين واحد قلب انظمة حكم متعددة.
النجف بامكانها اسقاط انظمة الحكم في بغداد والكويت والسعودية وسورية ولبنان والتاثير على مجرى الحكم في تركيا وايران وبامكانها اقلاق كل حكومات العالم ، نتحدث هنا عن قوة التاثير وليس طريقة التفكير.
مالم تتوصل بغداد والنجف الى اتفاقية مكتوبة تنظم العلاقة بين الدولة والحوزة
او الدولة والدين فان خطر الانقلاب المضاد ستظل اسهمه مرتفعة.
تشعر النجف انها استخدمت كغطاء وليس ارضية لتاسيس النظام الحالي وان الاسلام غير ممثلا في السلطة بما يناسب دور المرجعية وان العامل السياسي قد تجاوز حدوده في معاصاة العالم الديني.
تشعر الحوزة العلمية وهي اقدم مدرسة دينية في العالم ان تقاليدها مهددة وان مصادرها المالية تجفف وهذا ربما يجعلها تفقد ميزتها بالاستقلال المالي عن الدولة وبالتالي حماية نفسها من تقلبات السياسة واهواء الحكام.
خوف مثل هذا ان تسيطر الاحزاب على الحوزة موجود ولابد ان تقدم الدولة ضمانات لعلماء الدين بحفظ كامل استقلالهم الذي عرفته القرون والذي حدث العكس حينما صدر تصريح من سياسي يقول فيه ان المرجعية منظمة مجتمع مدني ثم قام بعض الكتاب بالتفريع على هذا القول وهم يعلمون الفرق بين منظمة المجتمع المدني وبين ناظمة المجتمع الديني.
برايي الشخصي ان انقلابا حدث انقلبت فيه النجف على بغداد وتركتها تتخبط.
شلون؟
اعلن بطرق متعددة ان المرجعية اقفلت بابها بوجه السياسيين، وبمناسبات متعددة اعلن ان المرجعية اخذت فاصلتها عن السياسة وانها لاتريد التدخل باي شان سياسي.
نعرف ان عنوان ( معتمد المرجعية) جديد وملتبس ولم يتم التاكد من معناه.
معتمد واحد للمرجعية استطاع تبريد البلاد انتخابيا الى درجة 30 مئوية في بغداد و 20 الى 25 مئوية في الجنوب.
عبر هجمات متلاحقة ومركزة على النظام السياسي وليس على سياسيين بالاسم والعنوان ارسل معتمد المرجعية رسالة واضحة بان الحوزة العلمية والمرجعية ليسا منظمة مجتمع مدني بل هما سلطة عليا فوق سلطات التشريع والتنفيذ والقضاء والصحافة.
قد يكون عنوان ( معتمد المرجعية) ملتبسا وان خطب الجمعة تلك التي فهم الناس من خلالها بان المرجعية اخذت فاصلتها عن النظام هي بالحقيقة راي شخصي غير منتبه لتاثير مضمونه ويتواضع في تقدير خطورته.
الذي افهمه ان هناك صراع مكتوم بين الدولة والحوزة وبين الحكومة والمرجعية سببها الوقف الشيعي الذي يبتلع تنظيميا المصادر المالية للحوزة ويخشى يوما ان يكون منظمة حكومية وليس منظمة دولة مستقلة.
لنتصور نظام ديموقراطي لاتشارك فيه الناس بالانتخابات وهذه المشاركة يمكن ان تصفر او تبلغ المئة مئوية بحرف واحد من المرجعية واتمنى ان هناك رجال دولة يفهمون (لا) على انه حرف وكلمة معا.
لاتريد المرجعية ان تظهر للناس بمظهر السدنة الذين يتولون اخراج زيارة رئيس النظام السابق الى المراقد المقدسة.
الحوزة هي الحوزة والمرجعية هي المرجعية فاذا اساءت الدولة او الحكومة فهم هذه المعاني ستكون في خبر كان بحرف لا.