الإجراءات الاحترازية والعمليات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة وبناءا على معلومات استخباراتية متراكمة وردود الأفعال المتباينة بين متشنجة ورافضة ومؤيدة قد طغت على مجمل أحداث الساحة السياسية العراقية وولدت أزمات كثيرة وصلت حد الإعلان بإقامة الأقاليم دون دراسة او وعي أو إدراك لحجم المأساة التي يمكن أن تسببها تلك المؤامرات ا لتي لو حدثت لا قدر الله لإعادتنا إلى نقطة الصفر واللاعودة فالبعث ألصدامي ومن ورائه من دول الدعم الحاقدة على مسيرة العراق الديمقراطية الناهضة وشعبه وحكومته المنتخبة لم تبخل يوما بتقديم كل ما يمكنه تعكير صفو الحياة العراقية وزيادة معاناته وماسيه بل بالعكس ازدادت مكرا وخديعة وتأمرا عليه لإجهاض مسيرته الفتية الواعدة لتكون أنموذجا للعالم العربي الجديد لان بناء دولة بكذا مقاييس لا ينسجم مع توجهات دول تربعت قياداتها على سدة الحكم الأبدية وتوارثتها أجيالا بعد اجيال.
لم تدخر تلك الدول وسيلة أو جهدا ودعما لإجهاض وإسقاط العملية السياسية في العراق بل تشكلت خلايا المؤامرات والدسائس منذ لحظة سقوط الطاغية الصنم والذي كانوا يمنون الأنفس بسقوطه المروع والمذل وبدؤوا يرددون اسطوانة الاحتلال المشروخة ناسين أو متناسين أنهم تحت نير الاحتلال منذ أن وجدوا وباقين تحت خيمته الى ما شاء الله والشعب ويعلمون علم اليقين إن لدينا حكومة منتخبة وان الاحتلال إلى زوال وان قرارنا السياسي مستقل وليستقبلوا هم ومن حذا حذوهم من الأراذل والحاقدين قطعان الاحتلال المنسحبة من وطننا واستمروا بإرسال مجاميع الشراذم والقتلة والمأجورين باسم الجهاد لينشروا مفخخا تهم وأفكارهم الظلامية وهاهم ألان أرسلوا ما تبقى من خونة ومنبوذين من بقايا البعث الكافر وفكره المنبوذ جماهيريا ودستوريا والحاقدين حد النخاع لقتل وإحراق وتدمير ما يمكن تدميره من المنجزات وان كانت صغيرة وبسيطة ولكنها أصيلة ونابعة من ضمير الشعب وطموحاته قياسا إلى حجم التحديات والمؤامرات التي تواجهنا يوميا.
أنها وقفة جادة وحازمة للحكومة العراقية لاجتثاث ما تبقى من فكر عفن وحاقد وظلامي شريطة أن لا يستغل لصالح جهة ما أو لتصفية حسابات قديمة وان يفرز الأشرار من المتورطين ولكي لا ينتفض البعض وهم في غفلة عما جرى ويجري في دهاليز المخابرات العربية الحاقدة من مؤامرات ودعم ويعلن الآخر بإقامة الأقاليم التي كانوا بالأمس القريب من اشد المناوئين لإقرارها وتعلن نفسها إقليما اقتصاديا وإداريا مستقلا لكي تصبح دون علم منها في لاحق الأحداث حاضنة جديدة ومأوى وملاذا أمنا للبعث المقبور.
المطلوب من الجميع أن يدركوا حجم المؤامرة وحجم التحديات وان يتكاتفوا لا أن يتراشقوا بذئ الكلام وان يفهموا أن من يدعوا لأحياء فكر البعث ألظلامي الدامي لا مكان له في ارض الرافدين عراق المحبة والخير والسلام لان طريقنا نحو البناء والأعمار والسلام شائك وملغوم وان هناك من بتربصنا من الحاقدين من بعض حكومات العرب التي سيصلها الربيع الجديد ليطيح بها وبمن على شاكلتها وان وعد الله حق والنصر للفقراء والمحرومين إن شاء الله .