23 ديسمبر، 2024 6:06 م

لكن حمزة لا بواكي له!؟

لكن حمزة لا بواكي له!؟

تحضي الأقليات داخل الشعوب دوما بوضع خاص يختلف عن باقي مكونات الشعب.

بعض تلك الأقليات تكون حاكمة ومسيطرة على البلد, ربما بسبب حاكم طاغية ينتمي لها, او امتلاكها قوة اقتصادية أو مالية, تتيح لها التحكم باقتصاد البلد.

بعضها الأخر يكون مسحوقا, ومضطهدا, ولا يتاح له التمتع بأي من الحقوق الإنسانية المقبولة, وتصل حد المنع من التكلم بلغته الخاصة, أو حماية تراثه التاريخي أو الشعبي.

هناك أقليات نجحت في أن تتكيف ضمن المجتمع الوطني لبلدها, وتعيش في حماية القانون الذي يفترض أن يكفل للجميع حقوقهم, مع احتفاظها بخصوصيتها المعنوية والتاريخية.

لان الدين المسيحي هو دين معظم الدول الكبرى, رغم ادعائها فصل الدين عن الدولة.. ولان معظم دول الشرق الأوسط هي دول مضطربة, وتعاني من تخلف ديمقراطي في أنظمة حكمها..إلا ما ندر, ووجود تمثيل رسمي لدولة المسيحيين, وهي دولة الفاتيكان, فقد حضي المسيحيون في بلدان المشرق العربي والشرق الأوسط, باهتمام تلك الدولة الكبرى ورعايتها.

بعض هذه الرعاية كاذبة ولأغراض سياسية انتخابية تخص تلك الدول, وبعضها يرجع لضغوط شعبية مرتبط بخلفيات دينية, وبعضها حقيقي مرتبط بأسباب انسانية بحته.

كان المسيحيون في العراق دوما, خارج النزاعات التي تحصل, كونهم أصحاب مال وتجارة, ومسالمون, ويندر تعاطيهم السياسة, إلا بشكل فردي.

رغم قيام التنظيمات المتشددة, بأفعال تفوق وصف الوحشية, مع الأكثرية الشيعية في العراق, فقد كان الإعلام العالمي خجولا في التعاطي معها, فيما كان الإعلام الإقليمي والعربي, بعيدا عن الحقيقة ومغالطا ومتجنيا, فصور أن رقبة الضحية هي المعتدية على سيف الجلاد؟!.

بعد سقوط نينوى بيد تنظيم داعش الإرهابي, وقيام هؤلاء بتخيير المسيحيين بين الجزية أو الطرد أو الموت بحد السيف, قامت قيامة الإعلام العالمي, وتبعه الإقليمي بخطى حثيثة..بشكل يثير الاستغراب, وكأن هذا الإعلام كان في سبات, فلم يشاهد ما حصل مع الغالبية الشيعية, بل وحتى مع المعتدلين من السنة, ممن رفض بيعة الخليفة, ثم صحى فجأة ليكتشف إجرام هذا التنظيم؟!.

يروى عن النبي الأكرم, عليه وعلى اله أفضل الصلوات وأتم التسليم, وبعد انتهاء معركة احد, والتي استشهد فيها سبعون من صحابة النبي, واستشهد فيها حمزة عم النبي وأسده, ومثل بجثته, وحينما كان يسمع من بيوت الشهداء, مجالس رثائهم وبكائهم عليهم, كان يقول”لكن حمزة لا بواكي له”..

ما حصل مع المسيحيين من خيارات أهونها مر عليهم, جريمة بحق الإنسانية, ولا تمت للإسلام المحمدي بصلة.

لكن ما حصل من جرائم مع الشيعة ومن فضائع..ولم يكن فيها من خيار..لا يوصف.