بينما يتراكضُ أهلنا من ابناء ( الأنبار ) وهم يحملونَ فوق رؤوسهم عتاد البقاء وما تبقى من تاريخ طويل كعذابنا في الحقائب .. ونزوح كبير لم يشهد له تاريخ ( الأنبار ) القديم ولا الجديد أغرقتها خيالات الكذابين الصامدين أو ما يعرف أو يسمى قادة الحراك ( المناضلين ) وقادة المحافظات الست المنتفضة وقادة القوى الوطنية والبعض من ما يسمى شيوخ وثوار ومجالس العسكرية في الأنبار ( للدين – العشيرة ) وقادة جيش ساحات العزة والكرامة والساسة المقاولين التجار ورجال الاعمال .. القابعين (الآن ) في الفنادق والمنتجعات .. المُعطرين بسجال النفاق وسحت الرياء .. بينما يتسابقُ أهلُ ( الأنبار) نحو التراب وهم يلتفتون خوفاً من رصاص حائر يبحثُ عن رأسٍ أو قلب يتدفأ به .. بينما تتشقق الأرجل .. وتنهمك العقول بحثاً عن مأوى .. عن مأمن .. عن ماء نظيف .. عن فراش تطرز بالدعاء ..يخرجُ اوغاد ومسلحون للتصدي للعجائز لأنهن يحملنَ أخطر سلاح وللرضع لأنهم يُخبئونَ قناني حليب أبيض وللحوامل وهنَّ ينقلنَ مسافرين بلا جواز .. وللمرضى ولموتنا المعلن وغير المعلن ونحنُ أهل ( الأنبار) الكلُّ يتصدى لنا .. حتى التراب .. قليلاً من الحياء ومزيداً من الخجل نقولها للواقفين على الطرقات والسيطرات ومداخل المحافظات ومراكزها ووزارات الدولة ودوائرها جميعاً .. عليكم بالتنحي جانباً واركضوا جميعاً وتسابقوا لمساعدة أهل ( الأنبار ) فأهل ( الأنبار ) سماءٌ من طيب .. وأرضٌ تغذت بالكرامة .. طوقوهم بالأمل وإمسحوا العذاب عنهم لا أن يتصدى لهم بضع جنود و ( مسلحون ) يتهامسون ويؤشرون بعضهم للبعض الآخر وكأنَّ هؤلاء من كوكبٍ آخر .. نقولها ولسنا آسفين أنَّ كثيراً من الأمور توضحت وتبين من هو الأخ ومن هو ابن العم ومن هو الوفي الذي واسانا في هذه المحنة وهذا البلاء .. وصدقوني والتاريخ كله يشهد أنَّ الأمر لن يدوم ولن يطول لكننا عرفنا من هم أحباؤنا ومن هم أبناؤنا ومن بكى لبكائنا لا أن تشمّت بدموعنا .. من هم الّذين لم يناموا الليل بحثاً عن مأوى لأبناء ( الأنبار ) ومن هم أغلقوا أبوابهم منعاً للشيوخ والطفال والعجائز كي يستريحوا من هذا الطريق القاتل .. نقولها أبداً .. الحمد لله .. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. والحمد الذي عرّفنا في هذه المحنة من هم دعاة الصدق ومتتبعو الفضيلة .. ومن هم أعداء الحق وأعداء الإنسانية .. وهنا لا بد لنا أن ندركه وهو عميق ومتجذر و مصيري و ستراتيجي عقدي كوني يحاول مسك عقدة صلة وقصبة هي مفصل وصمام للزمن وحركة التاريخ – قد يسخر البعض أو يظنها أحجية ولكن – سيدي الفكر الاقتصاد الإنسان – نحن في وهج الرسالة فكر وميراث صلاح .. نحن في أغنى بقعة في العالم وقلب الأرض وملتقاه ..إنساننا هو أرقى كائن وعقل بشري في الوجود وعلى عاتقه يقع حمل الأمانة … وهناك كلام كثير , من ذلك كله نستنبط ويتردد في الشارع أحيانا أن العراق لا بد و أن يتعرض لهذا .. شئنا أم أبينا من حيث الاحتلال والدمار و السرقة والنهب وسحق روح الكرامة وشعور الكبرياء … ما بصدد أهل الانبار و أخواتها – هم من تصدى و أبى الاحتلال و كأنه فخ و منطقة قتل استدرجوا له , لذلك كتب عليهم تناهش الجهات الأربع العالم كله .. و ما نراه من مداهنة لإيران وتقوية جانبها والسماح لها بالعبث في كل مكان إلا إطلاق يد مقابل كثرة مكبلة مقيدة – على حسابات جمة إلا خلق توازن لغرض احتراب الفكرة المزعومة الواحد وتفانيها و لي عنقها و نهب خيراتها وجعلها تابعة .. أما الجهاد المقاومة الصحوات الشيوخ المقاولون تجار الموت كلهم بيادق صماء يحركون عن بعد كبرادة الحديد والمغناطيس .. قد يكونون جزءا من التداعيات و تكملة رتوش ديكور المسرح .. ربما كرسوا آلامنا وسحقنا وجذروا ضياعاتنا لكنها قائمة بهم أو بدونهم .. يا سيدي نحن جزء من ضحايا سيناريو وخارطة العالم الفكر الجديد .. لكنا عقدنا الأمل بالله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..!