23 ديسمبر، 2024 9:26 ص

لكم داعشكم ولنا مليشياتنا

لكم داعشكم ولنا مليشياتنا

كل شئ كان محسوب ومتوّقع , فحملة استهداف فصائل الحشد الشعبي ووصفها بالمليشيات قد بدأ منذ اليوم الأول الذي نودي به للجهاد في سبيل الله ووقف الإرهاب والقتل الداعشي والدفاع عن الوطن والمقدّسات والأعراض , وحملة الاستهداف هذه وإطلاق الاتهامات المفبركة والباطلة ضدّ فصائل الحشد الشعبي , لم تأتي من فراغ أو جاءت جزافا , بل كانت ضمن سياسة ممنهجة ومدروسة تستهدف خلط الأوراق والتخفيف من بشاعة جرائم تنظيم داعش الإجرامي , ومحاولة إظهار فصائل الحشد الشعبي التي تقاتل الإرهاب الداعشي بأنّها مليشيات إجرامية لا تقل إجراما عن جرائم وفضائع داعش , ولهذا فليس من الغرابة أن يتحوّل مؤتمر أربيل إلى محفل لمناصرة تنظيم داعش باعتباره القوّة التي تحمي أهل السنّة في العراق من بطش المليشيات الشيعية , ولا غرابة أيضا أن يقف المجرم رافع العيساوي ليطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي لإنهاء أي تواجد للمليشيات الشيعية في المناطق السنيّة ولجم أفعالها الشنيعة وفرزها عن القوات النظامية التي تقاتل بالضد من داعش , متناسيا أنّه قبل بضعة أشهر كان يطلق على هذه القوات بالجيش الصفوي و جيش المالكي , والذي تآمر عليه هو ورهط السياسيين الدواعش في الموصل وصلاح الدين والأنبار .
إنّ محاولات خلط الأوراق وإيهام الرأي العام بأنّ المليشيات الشيعية لا تقلّ خطرا عن تنظيم داعش الإجرامي الذي يقطع الرؤوس ويسبي النساء ويهتك الأعراض ويدّمر الحضارة , منهج مدروس ومخطط له بعناية , دأبت عليه بعض القيادات الدينية والسياسية والعشائرية , فقبل مؤتمر أربيل الذي طالب فيه المجرم رافع العيساوي بسحب المليشيات الشيعية من مناطق السنّة ولجم أفعالها الشنيعة , كان مؤتمر الأزهر في القاهرة , حيث وقف المجرم الهارب رافع الرفاعي ( قارئ المقام السابق ) هو الآخر ليقول أمام المؤتمر أنّ خطر المليشيات الشيعية أكبر من داعش وأنّ إجرامهم يفوق إجرام داعش , فمنهج تشويه صورة الحشد الشعبي الذي يقاتل الإرهاب ويقدّم قوافل الشهداء من أجل تحرير مدن السنّة من بطش داعش وإجرامها وهتكها للأعراض , بعد أن انخرط ثمانون بالمئة من أبناء العشائر السنيّة في هذا التنظيم الإجرامي , منهج تبنّته قيادات دينية وسياسية وعشائرية , وتصرّح به ليلا ونهارا للرأي العام , من دون أن تجد من يلجمها أو من يعترض عليها , حتى تمادت بهذا الشكل الخطير الذي تتوّج في مؤتمر أربيل الذي عقد تحت دعم حكومة إقليم كردستان , إن الحكمة والمنطق السليم يدعونا جميعا للتفكير بشكل جدّي وسحب ( مليشياتنا ) إلى مناطقنا لندافع بها عن مدننا ومقدستاتنا وأضرحة أئمتنا الأطهار , فهي أولى بدماء أبنائها و تضحياتهم , ولنترك داعشهم لهم يتصافون معها , ومليشياتنا لنا نتصافى معها , فمليشياتنا لا تقطع الرؤوس وتسبي النساء وتنكحها ولا تدّمر الحضارة والتراث .