18 ديسمبر، 2024 8:43 م

لكل مصيبة فائدة..الاعلام

لكل مصيبة فائدة..الاعلام

المصيبة التي نحن فيها في العراق جلبت معها حرية الاعلام والصحافة ولو بقدر، وهذا لاينكراذا ماقورنت بفترة الاستبداد المطلق السابقة للديموقراطية “المبعثرة ” الحالية ..فهذه وان جلبت لنا الفساد رقم واحد في العالم ..الا انها جلبت مضطرة الاعلام الحر ..وقد يرى المتفحص ذلك بوضوح ، فقد رايت رجالا عسكريين بمنصب قادة لايتجرأون الا بمشقة على منع صحفي اوالاعتداء على عمله ، وهذا لم يكن موجودا مطلقا فيما مضى ونحن شهود ، فقد كان عريف شرطة او جندي اول يمكن ان يحبسك بأريحية وبلحظة كما يفعل اي قاضي ولو كنت نقيب الصحفيين ! ورأينا الان رجال دولة يترددون كثيرا قبل ان يتفوهوا بكلمة ضد الصحافة والاعلام ..وهذا من افضل مانحمده لهذه المرحلة السوداء من تاريخ العراق ..ولذا اجده منفذا مناسبا جدا وخصوصا للاعلاميين الجادين والصحفيين المستقلين بالتحرك بشكل فوري وصحيح لتثقيف الجمهور حول مطالبه وحقوقه وايقاف المسؤولين عن خرق القانون والتقصير الاداري (وليس لمنع الفساد حصة في هذا ، فالفساد المالي امر متفق عليه بين كل السياسيين العراقيين على الاطلاق كما صرحوا جميعا بذلك ومدعوم من امريكا وايران وآل سعود وصندوق النقد ومنظمة العفو الدولية وبتغطية الامم المتحدة) فالعراق كنز وجده لصوص اشرار.. فصار الفساد طوفان لاينجو منه الا نوح ومن معه ، ولست ارى نوحا في الصحفيين ! فهم اناس بشر مثلنا وعندهم اولاد وعوائل يعيلونها ..ولكن الفرصة مواتيه جدا لوقف كل شيء سلبي آخر، من سوء تقديم الخدمات الى تسهيل طرق المراجعات وانجاز المعاملات الى احترام الانسان وعدم حجزه في السيطرات لساعات الى مراقبة القرارات المسيئة للتعليم والصحة والثقافة والتراث والفن ..وغيره من شؤون كثيرة لها بعد وتاثير انساني كبير..الصحفي الجاد قادر على كل ذلك خدمة لبلده ومجتمعه ..وهذه فرصته ، فكما كان المستبد يقبل بكل اعتراض وكل رأي الا مايعارض كرسيه ،، فهؤلاء يقبلون -مجبرين- على سماع كل راي الا مايعارض -سرقة المال العام- اذن فلنستفاد من هذه المصيبة باستغلال جانبها المفيد ..ولله المشتكى .