9 أبريل، 2024 2:21 ص
Search
Close this search box.

لكل سلوكٍ فتوى!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الفتاوى فاعلة والقوانين عاطلة , ومَن يرى غير ذلك فعليه أن يأتي بدليل وبرهان , فالفتاوى الرغبوية فوق الدستور والقانون , ولكل معمم متبرّج بدين مَن يقلده ويمضي على خطاه , وهو من أجهل الجاهلين بالدين , لكنه يعلق قميص سذاجته وبهتان ذاته على معمم يتمنطق بدين.
ولهذا فأن النسبة العظمى من السلوكيات بمساوئها وآثامها وخطاياها , وجرائمها البشعة النكراء مسوّقة بفتاوى من معمم تغلبَت عليه رغباته , وما يعتلج في دنياه من مطمورات سوداء.
فلا يوجد سلوك مهما كان نوعه ودرجة بشاعته إلا ووراءه فتوى تشجع عليه , وتدفع إلى تكراره وإعتباره طقسا مهما يقرّب إلى الرب المتصوَّر , وفقا للأهواء والنوازع الدفينة في دنيا البشر الذي كشّر عن غابية ما فيه.
فلو سألتَ المجرم المؤدين عن جرمه لأجابك بأنه لم يقترف جريمة , وإنما إستجاب لفتوى مَن يضع على رأسه عمامة ضلال وبهتان , وقد أطلق لحيته وحسب الدين مظهرا يبرر فعل ما يشين , لأنه في عرفه هو الدين.
فالدماء تسفك بفتوى!!
والفساد يتعاظم بفتوى!!
والظلم يتأكد بفتوى!!
وما دامت العمائم تجلس على الكراسي وتتسلط , فأن سفك الدماء شعارها وقتل الأبرياء منهاجها , فهي التي تدير الدولة العميقة المتحكمة بمصير البلاد والعباد.
وإستعباد الفقراء ومصادرة حقوقهم الإنسانية من واجبات وجودها على رؤوسهم , والجد والإجتهاد في تجهيلهم وتجريدهم من إنسانيتهم , وتحويلهم إلى قطيع راتع في حضائر هيمنتهم على مصيرهم.
فلا تتحدث عن الدستور والقانون في مجتمع مقبوض عليه بالفتاوى المعادية لجوهر الدين!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب