17 نوفمبر، 2024 7:32 م
Search
Close this search box.

لكلّ حل معضلة؟!!

لكلّ حل معضلة؟!!

مجتمعاتنا العربية تطغى عليها نمطية سلوكية فاعلة متكررة دوّارة كالدوّامة المقفلة الدائبة , خلاصتها , أن لكل حلٍّ معضلة , ولكل سؤالٍ أسئلة.
فلا حلول ولا أجوبة!!
أسئلتنا تنفر من الأجوبة وتجنح للأسئلة , ومشاكلنا تأبى الحلول وتستلظف التحول إلى معضلة , وهذا ليس بسببها , وإنما بسبب مواقفنا وآليات تفكيرنا وصناديقنا العاطفية , وظلماتنا النفسية التي نعمه فيها مع توافد الأجيال , وما نهض منا القادر الشجاع المنادي بضرورة التفاعل مع الحياة بمفرداتها الناهضة في ربوع أيامنا.

مجتمعاتنا عُقِرت لأجيالٍ , وعجزت عن ولادة الإنسان المُلهم والمُحفز لجوهر طاقاتها , والماهر في قيادة دفة مسيرتها الحضارية , في عصر تفتحت فيه المجتمعات وأثمرت أغصانها , وتنامت مروجها , وعمّ فيها الرخاء والتقدم والرقاء.

مجتمعات بدأت بعد مجتمعاتنا بعقودٍ عديدة فسبقتنا بعقودٍ عديدة , والعيب ليس في الإنسان العربي , وإنما بالأنظمة التي عجّزته وأقعدته وحوّلته إلى شيئ تقبض عليه , وتقرر مصيره وفقا لمصالحها الشخصية والحزبية والفئوية والعائلية والطائفية , وغيرها من أساليب السجن والإنصفاد والضياع.

فإنساننا لا يختلف عن أبناء الدنيا التي تقدمت وتطورت , إلا بأنه يخضع للقهر والحرمان والمنع من النظر فيما يراه الحاكم المنان , الذي جرّده من المسؤولية وجعله يعتمد عليه في كل شيئ , فأوقعه في أسر الحاجات , وخنقه بقائمة الممنوعات والموضوعات , التي تؤسس لمتواليات الضياع والخسران والهوان.

فأصبح الإنسان لا يفكر بالحلول , لأن الأنظمة السياسية تستثمر بالمشاكل وتعضّلها , وتتخذها وسيلة أساسية للحكم والتحكم بالناس , فعلى سبيل المثال , ما تمكن نظام عربي من حل أزمة السكن , وإنما يتفاعل معها بإصدار القوانين والضوابط التي تعقدها , وتزيد من معاناة المواطن.

وكذلك ما تمكن نظام سياسي عربي من حل مشكلة النقل , والماء والكهرباء , لأن حلولها تتعارض مع مصالحه السلطوية , وتعضيلها يحققها , وهل وجدتم دولة عربية واحدة قادرة على إطعام نفسها , وتهتم بأراضيها الزراعية ولديها مشاريع إروائية وزراعية ذات إنتاجية وطنية تحقق الأمن الغذائي؟!!

ولكي نساوي الدول الأخرى , يجب أن نغيّر ما فينا وما حولنا , كآليات تفكيرنا العقيمة , ونفوسنا العليلة , وعاهتنا السلوكية المريرة , فعلينا أن نتعلم المسؤولية والجد والإجتهاد والإيمان بالنفس والقدرات الذاتية , والعمل الجاد لبناء دولنا من القرية إلى أكبر مدينة فيها , وأن نتعلم حب الجمال العمراني والبيئي , للوصول إلى بناء المشتركات الوطنية الصارمة , التي لا يمكن لأي مواطن أن يتخطاها أو يستهين بها , ومن الواجب أن يكون الفساد خيانة سلوكية يعاقب عليها القانون والمجتمع بصرامة وثبات.

فهل نؤمن بالعمل ونسعى للإنجاز المتميز والمُتقَن في جميع ما نقوم به ونسعى إليه؟!!

أحدث المقالات