كل شيء في الحياة له درجات ومثلما خلق الله الأنسان بدرجات خلق أيضا باقي الكائنات الحية بدرجات، ومثلما لا يمكن بأي وجه من الأوجه مقارنة الأنسان الذي يعيش في السويد أو الدانمارك أو في باقي دول أوربا بالأنسان الذي يعيش في السودان أو اليمن أو العراق، فالشيء ينطبق نفسه على الكلاب!(عفوا من الكلمة) المدللة هناك والتي كتب لها حظها السعيد أن تعيش وتحيا في أوربا والعالم المتمدن حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بالكلاب الموجودة عندنا في مناطق البياع والشعلة وغيرها من مناطق بغداد! فالكلاب هناك لها جمعيات الرفق بالحيوان التي نذرت نفسها للدفاع عنها أضافة الى ما تلقاه من رعاية كريمة وأنسانية يتمثل بالفحص الطبي المستمر وبشكل دوري من قبل دوائر البيطرة الصحية تلك الرعاية التي لا تقل عن رعاية الأنسان نفسه!.ومن كثرة أهتمامهم ورعايتهم للكلاب باتوا ينظمون لها مسابقات لأختيار أجمل كلب!. والأكثرمن ذلك والأعجب هو أن الكثيرمن تلك الدول أفردت فقرات في دساتيرها تؤكد على ضرورة الرفق بالحيوان والعناية به ورعايته وحمايته من كل مكروه لأنه كائن حي خلقه الله عز وعلا، فما بالك بوضع الأنسان هناك؟!. ومن الطبيعي لاتوجد ثمة مقارنة بين الكلب المدلل الذي ينعم بدفء أحضان الممثلة( برجيت باردو) المعروفة كأشهر الناشطات في مجال حقوق الدفاع عن الحيوان والرفق به وبين كلابنا السائبة في ( النعيرية والكيارة وسوق مريدي)، على سبيل المثال والتي لا هم لها سوى النهش بالرايح والجاي لشراسة طبعها والنباح ليل نهار!. فالكلاب في أوربا صارت أشبه بمودة عصرية مكملة للكشخة والأناقة والأبهة، فترى كبار القوم وطليعتهم من السياسيين والفنانين والممثلين مفتونين بأقتناء الكلاب ويحرصون كثيرا على أصطحابها معهم في مشاويرهم وحتى في المناسبات المهمة أيضا. ولربما يتذكر البعض منظر الرئيس الأمريكي بوش الأبن وهو يداعب كلبه الذي كان على رأس مستقبليه! عند عودته من أحدى زياراته الخارجية. ولأن الكائن الحي هو أبن البيئة التي يعيش فيها سواءا كان أنسانا أم حيوانا، لذا نرى أن الكلاب في أوربا تتميز بالألفة والوداعة والسلوك السوي والصوت الهاديء! وذلك لأنها تعيش في أجواء من السكون والهدوء والنظام والنظافة وجمال الطبيعة التي تطغي عليها أجواء من الرومانسية الحالمة! مما أنعكس ذلك بشكل واضح وتلقائي على تلك الكلاب وهدوئها، على العكس تماما من كلابنا المسكينة والمسكونة بالخوف، والتي لم تذق طعم الراحة والهدوء والسكينة حالها حال أي أنسان عراقي مسكون بالخوف والرعب، والذي لم يذق طعم السعادة والراحة منذ أكثر من أربعين عاما ولازال!.فكلابنا عاشت معنا كل أزماتنا وحروبنا وحصارنا وكل تفاصيل حياتنا فتربت ونشأت وكبرت مثلنا على أصوات الصواريخ والقنابل وتعيش اليوم معنا كل ظروفنا الحياتية الصعبة وخوفنا وهلعنا من الأنفجارات والعبوات الناسفة المرعبة التي لا تفرق بين أنسان أو حيوان، لذا صارت كلابنا أكثر شراسة منا!، ووصلت الى حالة مخيفة من العدوانية حالها حال الأرهاب الذي لا يفرق بين أحد أو آخر!. فمثلما جعل الأرهاب العراقيين مشروعا دائما للموت فكلابنا جعلتنا هي الأخرى مشروعا دائما للعض والنهش والنباح على (الرايح والجاي) بدون تفريق بين أبن المنطقة أو الغريب و المستطرق!.أن أعداد الكلاب عندنا تتكاثر بشكل ملحوظ وصارت تشكل مصدرا آخر للخوف لدى العراقيين وخاصة الفتيات والصغار وكبار السن والعجزة، وكذلك ما تنقله من أمراض مختلفة لا سيما وان العراق صار موبوء بأمراض وأوبئة لم نعرفها ونسمع بها من قبل. أضف الى ذلك أنها تشكل مصدر أزعاج للناس وخاصة في سكون الليل حيث الظلام الدامس الذي يغطي وجه العاصمة الحزينة بغداد، لكثرة وأستمرار نباحها طول الليل الذي يمزق طبلات آذاننا ويقلق منامنا ويزيد من كوابيسنا المرعبة!. وهنا نسأل الحكومة الحالية والحكومات التي سبقتها، أن كانت عجزت الى حد الفشل في نشر الأمن وأستتبابه والقضاء التام على الأرهاب ومحاربة الفساد والفاسدين والقضاء عليهم، وكذلك عجزها وفشلها عن تقديم أية خدمات تذكرللعراقيين طيلة السنوات (15) التي مضت تحت حجج وأعذار واهية!. فهل من الصعوبة عليها أن تقوم بحملة لأبادة الكلاب الضالة وتخليص الناس من شرورها لا سيما وأن هذه الكلاب تم تفخيخها من قبل الأرهابيين وتفجيرها بين الناس ولأكثر من مرة!،وأيضا لوقاية العراقيين من أمراضها وأزعاجها صباحا مساء. ولكن من يدري ،لربما ستتفاجأ الحكومة ونحن معها نتفاجأ أن فكرت وأقدمت على هذه الخطوة الرهيبة، بأن الدنيا ستقوم ولم تقعد!،وأن جمعيات الرفق بالحيوان في العالم ستشن حملة أعلامية كبيرة على الحكومة العراقية لمنع أبادة الكلاب وقتلها! ، كما نسمع دائما من منظمات حقوق الأنسان العالمية التي تطالب الحكومة العراقية وتمنعها من تنفيذ عقوبة الأعدام بحق الأرهابيين والمجرمين الذين أزهقوا أرواح العراقيين! ولكننا لم نسمع يوما من هذه المنظمات العالمية المسيسة ان طالبت ونادت بحق العراقيين الذين يموتون بسبب تلك الأعمال الأرهابية، فأصبحت هذه المنظمات اللاأنسانية! خيرحصن وخير معين للمجرمين والقتلة للدفاع عنهم!. وأخيرا نقدم أعتذارنا مسبقا لكل الجمعيات العالمية التي تعني بالرفق بالحيوان وأيضا نعتذر للمثلة العالمية (برجيت باردو) من دعوتنا الأجرامية هذه لأبادة الكلاب!، وعذرنا في ذلك أن كلابنا ليست ككلابهم مثلما أنسانهم ليس كأنساننا، ومثلما للبشر حظوظ فاللكلاب حظوظ أيضا ولكن شتان بين الأثنين!.