23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

أغلب المتخرجين من الجامعة بائسون اليوم. يجتاح قلوبهم حزن كبير. أزمة بطالة حادة في بلد الديمقراطية. أصبحت واحدا منهم بعد حصولي على شهادة ماجستير. بعد سنوات من الدراسة أجدني أجلس في المقهى كل آخر النهار. تعبت من البحث عن وظيفة لأجل توفير ثمن لقمة العيش. أكثر ما يؤلمني هو الفوضى التي نعيشها في بلد عرف ثورة مجيدة تكللت بالنصر. طار هذا النصر فجأة كريشة في مهب الريح. أيعقل؟! أصبح رشوة.. بيروقراطية.. محسوبية.. وو.. يقتلني اليأس لأني مجبر على التعايش مع هذا الحال. حزين جدا لأن الجميع يرضى بهذا النقص. صرت نسخة من أفراد ضعفاء لا يعرفون سوى “الله غالب”.. لا أحد يشعر بوجع الشباب. لا عجب أن نعيش أزمة زواج. ولعل السبب الرئيسي الذي يفسر ذلك هو عدم الحصول على وظيفة ملائمة للارتباط وتكوين أسرة صغيرة.

نسمع الجميع يردد “نحن في انتظار الفرصة”.. فإلى متى يا ترى؟! لربما على حافة الأربعين ستكون هناك ولادة جديدة لمن سيجد تلك الفرصة قبل أن تعصف به رياح الكهولة ليجد نفسه وحيدا يجلس على حافة رصيف يحلم بالاستقرار وتأسيس عائلة..

أصبحت حياتنا ممتلئة بالإستفهامات الخرساء نتمنى أن تكون محض وهم ولكن.. هي حقائق مرة نتيجة حالة اجتماعية حرجة. لا شيء يجعلنا أغبياء وضعفاء كالسكوت، وفي نفس الوقت لا شيء يمنحنا الأمل كالإصرار على الخروج من قوقعة الصبر.

صراحة لا أستغرب كيف يتواصل الشباب الجامعي العاطل عن العمل عبر فيسبوك في لحظات الوجع ليتحدث عن أمانيه وأحلامه وحقوقه وواجباته تجاه بلده.. يكتب بأنامله الصامدة ما يجول في خاطره دون تحفظ أو خجل.. يكتب بصراحة تامة منتظرا مجرد التفاتة.. هو اليوم اختار ملجأ بعيدا عن زحمة المقاهي والشوارع.. يكتب استفهامات مقلقة ومذاقها الألم. للأسف صار يحتل جزء أكبر من يومياته.. ويشغل تفكيره كله. بدوري أحاول جاهدا أن أتجاهل مذاق هذا الألم الذي أشعر به كذلك. أكذب على نفسي لأتحاشى حقيقة صورة العاطل الجزائري. أقصى أحلامي هي مواصلة البحث عن وظيفة تمتد لمطالعة الجرائد اليومية لن أجني منها سوى الانتظار مع بصيص أمل ومزيدا من الصبر.

لقمة عيش
أغلب المتخرجين من الجامعة بائسون اليوم. يجتاح قلوبهم حزن كبير. أزمة بطالة حادة في بلد الديمقراطية. أصبحت واحدا منهم بعد حصولي على شهادة ماجستير. بعد سنوات من الدراسة أجدني أجلس في المقهى كل آخر النهار. تعبت من البحث عن وظيفة لأجل توفير ثمن لقمة العيش. أكثر ما يؤلمني هو الفوضى التي نعيشها في بلد عرف ثورة مجيدة تكللت بالنصر. طار هذا النصر فجأة كريشة في مهب الريح. أيعقل؟! أصبح رشوة.. بيروقراطية.. محسوبية.. وو.. يقتلني اليأس لأني مجبر على التعايش مع هذا الحال. حزين جدا لأن الجميع يرضى بهذا النقص. صرت نسخة من أفراد ضعفاء لا يعرفون سوى “الله غالب”.. لا أحد يشعر بوجع الشباب. لا عجب أن نعيش أزمة زواج. ولعل السبب الرئيسي الذي يفسر ذلك هو عدم الحصول على وظيفة ملائمة للارتباط وتكوين أسرة صغيرة.

نسمع الجميع يردد “نحن في انتظار الفرصة”.. فإلى متى يا ترى؟! لربما على حافة الأربعين ستكون هناك ولادة جديدة لمن سيجد تلك الفرصة قبل أن تعصف به رياح الكهولة ليجد نفسه وحيدا يجلس على حافة رصيف يحلم بالاستقرار وتأسيس عائلة..

أصبحت حياتنا ممتلئة بالإستفهامات الخرساء نتمنى أن تكون محض وهم ولكن.. هي حقائق مرة نتيجة حالة اجتماعية حرجة. لا شيء يجعلنا أغبياء وضعفاء كالسكوت، وفي نفس الوقت لا شيء يمنحنا الأمل كالإصرار على الخروج من قوقعة الصبر.

صراحة لا أستغرب كيف يتواصل الشباب الجامعي العاطل عن العمل عبر فيسبوك في لحظات الوجع ليتحدث عن أمانيه وأحلامه وحقوقه وواجباته تجاه بلده.. يكتب بأنامله الصامدة ما يجول في خاطره دون تحفظ أو خجل.. يكتب بصراحة تامة منتظرا مجرد التفاتة.. هو اليوم اختار ملجأ بعيدا عن زحمة المقاهي والشوارع.. يكتب استفهامات مقلقة ومذاقها الألم. للأسف صار يحتل جزء أكبر من يومياته.. ويشغل تفكيره كله. بدوري أحاول جاهدا أن أتجاهل مذاق هذا الألم الذي أشعر به كذلك. أكذب على نفسي لأتحاشى حقيقة صورة العاطل الجزائري. أقصى أحلامي هي مواصلة البحث عن وظيفة تمتد لمطالعة الجرائد اليومية لن أجني منها سوى الانتظار مع بصيص أمل ومزيدا من الصبر.