22 ديسمبر، 2024 10:56 م

لقطات من تراث وتاريخ العراق القريب(3)

لقطات من تراث وتاريخ العراق القريب(3)

-صالات السينما :كانت في بغداد في السبعينيات عدد كبير من صالات السينما منها المخصصة للعوائل لانها تعرض افلام عربية كبابل والنصر في شارع السعدون ,ومنها مخصصة للافلام الاجنبية والاكشن والكاوبوي كاطلس والسندباد وأحدها كانت تقدم افلام هندية لا اذكر اي منهما وهما في بداية شارع السعدون من جهة ساحة التحرير ,وهناك دار سينما غرناطة في ساحة التحرير في موقع باعة ملابس البالات حاليا وكانت صالة راقية جدا وحديثة وتقدم افلام جيدة , وسينما الخيام في موقعها الحالي في شارع الخيام وكانت ايضا صالة راقية وتقدم افلام جيدة .اما الصالات القديمة كالحمراء والرشيد في شارع الرشيد وسينما بغداد قرب العلاوي فتقدم افلام قديمة ومعادة ويمكنك الدخول وتكرار مشاهدة الفلم دون تجديد التذكرة وغالبا روادها من الشباب والمراهقين ولا تقصدها العوائل.كما كانت هناك دور سينما في الاحياء السكنية كسينما البياع والكرنك في البياع وسينما بغداد الجديدة وغيرها .
-التلفزيون : حتى اوائل النصف الاول من السبعينيات كان البث التلفزيزني لا يزال بالاسود والابيض ,لا استطيع تحديد تاريخ بدأ البث بالالوان بالضبط ولكنني اعتقد انه في عام 1972 او بعدها بقليل .كان تلفزيون بغداد يبث على قناتين قناة 9 وقناة 7 كما كانت تسمى انذاك , القناة الرئيسية هي قناة 9 وتبث البرامج الرئيسية حيث يبدأ البث بافتتاح التلفزيون بالسلام والشعار الجمهوري الساعة السادسة مساء عدا الجمعة من الساعة التاسعة صباحا ثم القرآن الكريم لمدة عشرة دقائق ثم افلام كارتون لمدة نصف ساعة ثم تبدأ البرامج الاخرى واهمها نشرة الاخبار الساعة الثامنة مساءا ويتغيرالموعد ساعة بين الشتاء والصيف, وفي الساعة العاشرة مساءا يقدم موجز للانباء قصير ثم السهرة التي تكون يوم الخميس والاثنين فيلم عربي وغالبا الخميس فيلم جديد والاثنين فيلم قديم ويوم الاربعاء والاحد فيلم اجنبي ويوم السبت مسلسل اجنبي ومن اشهر المسلسلات التي عرضت ستارترك والمنتقمون ويوم الثلاثاء مسلسلة عربية او سهرة عراقية والجمعة مسرحية عربية كما تقدم مسرحية عربية عصر الجمعة ,يقدم برنامج (العلم للجميع) وهو برنامج مشهور يهتم بالعلوم استمر عرضه من الستينيات حتى الثمانينيات من قبل المرحوم كامل الدباغ يوم الاربعاء الساعة التاسعة مساءا وبرنامج (الرياضة في اسبوع) يوم الثلاثاء وهوبرنامج استمر عرضه حتى التسعينيات من قبل الاستاذ مؤيد البدري ندعوا له بالصحة والعافية وطول العمر وبرنامج عدسة الفن يوم الخميس قبل فلم السهرة.اما قناة 7 فكان اهم ما يميزها نشرة الاخبار باللغة الانكليزية والمنوعات الاجنبية .
-ملابس النساء :كانت البنات والنساء في مدينة بغداد قد بدأن يذهبن للمدارس بكثافة والعوائل حريصة على تعليم بناتهن وحتى الوصول الى الجامعة وكانت البنات قد بدأن يلبسن احدث الازياء ويتابعن الموديلات وكان الميني جوب والمايكرو جوب كزي نسائي قد غزا المدينة كحال المدن العربية الهامة الاخرى.لم يكن البنطرون شائعا كزي نسائي وكانت الدولة تحاول منع الملابس النسائية الصارخة هذه على اساس انها غير محتشمة واشيع ان مفارز من الشرطة تقوم بصبغ سيقان النساء اللاتي يلبسن الميني جوب للحد من هذه الظاهرة ولكني شخصيا لم ارى ذلك.كانت الالوان الزاهية لملابس البنات تسر الناظرين ولم تكن هناك بنات محجبات كما هو الزي الشائع الآن اي لا يوجد غطاء للرأس بل هناك نساء يلبسن العباية خصوصا في المناطق الشعبية او من كبيرات السن.اما المناطق الراقية او الدوائر الحكومية فتتزيى النساء فيها باجمل الملابس والالوان والموديلات.
-ملابس الرجال:كان الرجال وخصوصا من الشباب قد بدأوا كما في النساء يلبسون على الموديل وانتشر في السبعينيات بنطرون الجارلس وهو بنطرون يكون واسعا من الاسفل وضيقا من الاعلى وانتشرت في بداية السبعينيات بناطيل ملونة مصنوعة من قماش الديولين صارخة الالوان كالبنفسجي والبرتقالي والاخضر والاصفر وقمصان ملونة او مشجرة تترك مفتوحة ازرار الصدر لتظهر شعر الصدر مع حزام عريض في مقدمته حلقة معدنية كبيرة.وبالنسبة للحلاقة فانتشرت حلاقة الخنافس (وهي فرقة موسيقية غربية مشهورة تسمى البيتلز او الخنافس) تتميز قصة الشعر بطول الزلفين وطول الشعر بحيث يغطي الاذنين وشاع استخدام السشوار بسبب ذلك لتعديل الشعر الطويل .
-الغناء :ادى انفتاح المجتمع الى تعلق الشباب بالاغاني الشائعة والفنانين المصريين وكان عبدالحليم حافظ اشهرهم وفريد الاطرش ونجاة وفائزة احمد ووردة وشادية وكان لا يزال المزاج العام مع القصيدة المغناة وكانت الموسيقى الشرقية التقليدية هي الحاكمة والمسيطرة على الشارع وفي اواسط السبعينات وبعد موت عبدالحليم حافظ بدأ ظهور موجات جديدة من الاغاني التي تميل الى الايقاع السريع والابتعاد عن القصيدة وبدأ مزاج الجمهور يتغير باتجاه الاغاني القصيرة فظهرت (فرقة ابوعوف او الفور ام) التي تغني الاغاني العربية على ايقاع غربي ,وكان قد ظهر مسجل الكاسيت وانتشر استخدامه كثيرا وانتشرت محلات التسجيلات التي تبيع الكاسيت بمختلف الاغاني العربية والعراقية.كانت الاصوات العراقية الشبابية في تلك الفترة هي ياس خضر وحسين نعمة وفاضل عواد هي الاشهر ثم ظهرت بعدها اصوات اخرى كسعدون جابر وحميد مصور. (يتبع)