10 أبريل، 2024 2:13 م
Search
Close this search box.

لقطات من تراث وتأريخ العراق القريب(2)

Facebook
Twitter
LinkedIn

ملاحظة : القصد من كتابة هذه الحلقات ليس الحنين الى الايام السابقة كما قد يتبادر الى ذهن القاريء ,ولكن الهدف الاساسي هو التوثيق ,مهمة مثقفي اي شعب توثيق كل شيء التاريخ والاحداث والتراث .كما أنه من المهم لنا كشعوب عربية وشرقية أن نزيد المحتوى الرقمي للغاتنا واللغة العربية على رأسها ,حيث لا يزال المحتوى الرقمي اي المدون على الانترنت لايتناسب مع حجمنا كأمة وعدد سكان وثقافة وتاريخ ,لذا اود ان يهتم بهذه الملاحظة جميع المثقفين العرب والعراقيين , ان دلالة ثقافة اي امة هو المحتوى الرقمي المدون لهذه الامة بلغتها .
-كتبت في الحلقة السابقة عن الأكل العراقي بوجباته الثلاث والنقل الحكومي ,وسأكمل في هذه الحلقة الحديث عن تراث ومعالم بغداد في السبعينيات من القرن الماضي.احدى الزميلات طلبت مني أن اضيف أكلة اللوبيا كما ذكرت الباقلاء بالدهن ضمن الاكلات البغدادية في الريوك واعترف بأني نسيتها ولا بد من ذكرها واشكر الزميلة على تذكيرها لي , خصوصا انني اقصد من موضوعي هذا هو توثيق معالم تراث بغداد في السبعينيات لكوني اذكرها جيدا واريد توثيقها للتاريخ والاجيال الحالية والقادمة كجزء من مهمة المثقف العراقي في حفظ تراثه وتأريخه.ان تراث اي شعب يتضمن العادات والتقاليد وظروف المعيشة والطعام والملابس والاثاث والتعليم والنقل والمهن والتعاملات واللغة واللهجة والعلاقات والمناسبات وهلم جرا.
-النقل: كان النقل الاهلي بشكل عام في بغداد السبعينيات والثمانينيات في داخل مدينة بغداد يتكون من سيارات المايكروباص وقد سميت دائما على اسم نوع السيارة السائد كالفورتات نسبة للسيارة الفورد او الكيات كما تسمى حاليا او الكوسترات نسبة للكوستر وليس كما في دول الجوار ففي سوريا ولبنان تسمى سيرفس اما في السبعينيات فقد دخلت الدولة دخولا قويا في القطاع الخاص وحاولت الحلول محله وكانت سيارات المايكروباص المستخدمة في القطاع الاهلي في السبعينيات هي الفورد والبولوني والرف والمرسيدس ثمنطعش(18) راكب والتي حلت محلها الكوستر في الثمانينيات واصبحت سيارة النقل الرئيسية والريم العشرين راكب والريم الكبير الاربعين راكب الذي يعمل غالبا على الخطوط الخارجية وكذلك الخطوط الداخلية في حالات معينة.
اما السيارات التاكسي ففي السبعينيات كانت السيارات السائدة لا تزال الامريكي وكما في الستينيات مثل الشوفر والفورد والفرنسي الرينو والبيجو والروسي الفولغا واللادا والموسكوفيج والايطالي الفيات والنصر المصري ,ولكن بدأ دخول الكراون تاكسي في السبعينيات حيث استوردتها الدولة وباعتها للسواق بالاقساط ,وقامت المرور بارغام اصحاب التاكسيات بصبغ الجاملغات الامامية والخلفية باللون البرتقالي وهي اول مرة تميز التاكسي عن الخصوصي باللون وليس فقط لون الرقم او قطعة او علامة التاكسي التي توضع فوق السيارة.كانت اخلاقيات السواق لا تزال مهنية فسائق التاكسي شخص يحترم مهنته ويعرف انه واجهة للبلد خصوصا انه في ذلك الزمن كان هناك سواح اجانب يأتون لزيارة البلد وكان سائق التاكسي هو اهم المتعاملين مع السواح الاجانب .
اما السيارات الخصوصي الشائعة في العراق فهي الامريكي كالفورد والشوفر والفرنسي كالرينو والبيجو والروسي كاللادا والموسكوفيج والفولغا والايطالي كالفيات والمصري النصر ثم دخل الياباني بماركته المعروفة التيوتا.
في النصف الثاني من السبعينيات بدأت الدولة بتنظيم قطاع النقل الحكومي والاهلي ,وتم تحديث كراج النقل في العلاوي والنهضة للنقل الخارجي كما تم فتح المنشأة العامة لنقل المسافرين بسياراتها المكيفة نيسان ذات ال44 راكب التي سميت ب(المنشأة) نسبة للدائرة وكانت لها محطات حجز وانتظار وأركاب في كراج العلاوي والنهضة وكانت دائرة شديدة التنظيم ومواعيدها دقيقة .
– المعلم: كانت البلد والناس في حماسة قوية واندفاع للتقدم للامام ,فالعوائل تريد لابنائها الدراسة والحصول على الشهادات والوظائف , و الدراسة في المدارس الحكومية صارمة والمعلم شخص مُقدر في المجتمع ويهابه الطلاب ,وقلما تجد طالبا لم يحصل على ضربة راشدي على وجهه او ضربة عصا او مسطرة على يده من معلم او مدرس ولا توجد ملاحقات عشائرية او شكاوى بهذا الخصوص, وقلما تجد معلم او مدرس وهو في الاربعينات من عمره ولم يحصل على بيت من الدولة ولديه سيارة على الاقل لادا او موسكوفيج لأنه موظف مرموق وراتبه جيد بمقاييس تلك الايام ويعيش بمستوى لائق براتبه دون الحاجة الى الدروس الخصوصية ,ولم يكن العراق يعرف معنى الدروس الخصوصية الذي شاع بعد الحصار وبعد 2003 بشكل كبير.
-متنزه الزوراء:كانت معالم التقدم تزحف بسرعة على كل معالم المدينة والناس ,فمن جملة الامور المهمة افتتاح متنزه الزوراء في السبعينيات وهو نفسه الحالي بمدينة العابه وبحيرته الصغيرة وحديقة الحيوانات وكانت تضم عددا جيدا من الحيوانات المفترسة والبرية وكان الناس في المدينة بحاجة الى متنزه لقضاء اوقات للترفيه عن نفسها ,فترى العوائل و البنات والشباب تملأ الزوراء في الخميس والجمعة وخلال السفرات المدرسية والعطل المدرسية والاعياد والمناسبات خصوصا في فترات تحسن الجو. (يتبع)

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب