عندما رأيت السيد رئيس الوزراء وهو جالس قرب وزير خارجيته ابراهيم الجعفري والاخير يدير جلسة اجتماع التحالف الوطني . والعبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وتتطلع اليه الاعناق للخلاص من المازق الكبير الذي ادخلنا به التحالف الوطني وحزب الدعوة بالذات . واذا به يكون بأمرة السيد الجعفري وزير الخارجية الذي لا اعلم من الذي رشحه ليكون وزيرا للخارجية وقبلها رئيسا لوزراء العراق ثم رئيسا للتحالف الوطني وهو الذي لا يستطيع ان يعبر بجملة مفيدة مباشرة عما يريد ان يقول او يفاجئ الناس بالعبارات الطنانة الرنانة التي لا تعني شيئا سوى ان المتكلم بها مهووس بالعبارات والجمل غير المفيدة ليعطي الانطباع بانه مثقف وبان الواقف امامه عاجز عن فهم الاطروحات البلاغية الخلاقة التي ينطق بها وبالنتيجة اصبحت وزارة الخارجية مجرد دكان لشخص لا يستطيع القيام بعمل غير ان يكون حملدار للحجاج . اقول ان مثل هذا الشخص ويالسخرية القدر هو الذي يقود التحالف الوطني ويرأس اجتماع يحضره رئيس الوزراء . واعتقد انكم ستعذرونني اذا ما قلت لكم ان السيد حيدر العبادي رغم احترامي الكبير له لا يحمل اي كارزما ليكون قائدا فذا للعراقيين لا بالشكل ولا بالطلة على قول اللبنانيين . وكل ما اردنا منه ان يكون فقط رجل دولة مع كل التخويلات التي منحت
. من المرجعية الرشيدة الى الشعب العراقي بكل طوائفه . فهو شخص متردد لا يستطيع حتى ان يخرج من حزب الدعوة خشية ان يكون بمفرده . وحزب الدعوة اساسا غير مؤهل لمساعدته او الشد من ازره في المهمة
الكبيرة المناطة به والطموحات التي تفوق كثيرا قدراته المتواضعة مع الاسف ومع ذلك فأن لنا املا في ان يحقق هذا الجزء البسيط من الاصلاحات التي وعدنا بها والتي لم تنفذ لحد الان . كما ان هجومه الشديد على الفاسدين لم يتمخض عنه احالة اي واحد منهم الى المحاكم ليأخذ جزاؤه العادل كما ان القضاء هو الاخر ليس لديه الجرأة الكافية لتحريك الدعوى ضدهم . واذا لم يتحرك السيد العبادي لتنفيذ اصلاحاته فأن الشعب ماض في مظاهراته واحتجاجاته حتى تتحول الى ثورة شعبية تطيح بكل اولاءك الذين يمسكون بالسلطة الفعلية الان . وذلك ليس تكهنا ولا رجما بالغيب ،ولكننا نعلم بأن هذه الطغمة الحاكمة قد انكشفت الاعيبها ولم يعد باستطاعة احد منها ان يتلاعب بعواطف الجمهور او يتاجر بالدين للاستحواذ على السلطة . هذا من جهة ومن جهة ثانية فأن موازنة الدولة خاوية والجوع سيضرب بابناء الشعب حتى العظم وان امدادات واسعار النفط غير مستقرة مما سيعرض الموازنة الى مزيد من الخسائر التي لا يمكن ان يتحملها الشعب . ولذلك فان الثورة قادمة اكاد ان اراها رؤية عين . وكل ات ات . فما العمل يارئيس الوزراء فهل ستستعين بالفاسدين للقضاء على الفساد ام تستعين بالحرس القديم للحفاظ على سلطة متهرئة ام تعتمد على قدراتك الذاتية المحدودة لانقاذ ما تبقى من السلطة ام ستستقيل من حزب الدعوة وتبدأعهدا جديدا من الاصلاح الذي لا غش فيه ولا خداع . عهد جديد من حكم الشعب للشعب لا حكم الحزب الواحد والفرد الواحد .
وقد اعذر الشعب من انذر. وان غدا لناظره قريب