21 أبريل، 2024 8:56 ص
Search
Close this search box.

لقد ظَلمتَ انور الحمداني و البغدادية يا سيد واثق خضر الرماحي

Facebook
Twitter
LinkedIn

الاخ واثق تحية طيبة اولا … و ارجو ان يتسع صدرك لبعض النقاط حول مقالك الاخير فيما يخص الاعلامي انور الحمداني و وصفك له بانه   (  بوخه  )  … و هي كلمة فيها من القسوة و عدم الموضوعية ما فيها  … و هي لا تنسجم مع ما قدمه الحمداني من عمل متواصل و جهد شاق … كاشفا عن حقائق لم يكن العراقيون يعرفونها لولاه … و لولا برنامجه  الشهير … تسارع الاحداث في العراق و خاصة ثورة الشعب الاخيرة … ربما يجعل المرء و المتابع يطلق احكاما متسرعة تجانب الصواب و إن كان ذلك بدون قصد …   لذلك لا بد من التفكير بهدوء و روية لمعرفة اسباب هذه الظاهرة أو تلك … برنامج الحمداني  (  ستوديو التاسعة  ) يشاهده ملايين العراقيين يوميا … إن لم يكن غالبية العراقيين و المسؤولين ايضا … و هذا يعني انه برنامج ناجح بلا جدال …  و يجب المحافظة على استمراره و نجاحه … بعد ان اصبح الملاذ الوحيد  للثوار و المظلومين … و ربما هذا يفسر حرصك على ان يكون البرنامج في غاية الكمال … بحيث لا تفوته شارده او وارده مما يجري في البلد …  هل يمكنك ان تتصور حجم الخداع و الظلم  الذي كنا نرزح تحته  لولا نافذة البغدادية  ؟  و لولا ستوديو التاسعة بالذات ؟  مع وجود هذا السيل  القذر من الفضائيات المنافقة و المظللة و الإعلاميين عبدة الدولار … فكر في هذا الأمر قليلا  لو سمحت .
                 من المؤكد ان لكل سلوك أو تصرف سبب … و العبد لله كان مثلك يسأل نفسه ايضا لماذا لا يتطرق الحمداني الى النفوذ الايراني و أذنابه في العراق  كالعامري و المهندس و من لف لفهم … و الكثيرون من العراقيين مثلك و مثلي يسألون نفس هذا السؤال … و لابد من جواب لهذا السؤال … فهل الجواب ان انور الحمداني عميل ايراني ؟  الجواب كلا طبعا … و هل الجواب ان انور الحمداني خائف على حياته  ؟ كلا  مرة اخرى … لانه يعيش في القاهرة في أمان و يبث برنامجه من هناك … إذن ما السبب في سكوت  الحمداني و عدم التعليق أو الإشارة الى زيارة العامري و المهندس الى مدحت المحمود  و هو لم يتوقف عن المطالبة بازاحة  المحمود عن القضاء … السبب ، و هذا رأي شخصي طبعا ، هو الخشية من انتقام ميليشيات العامري و المهندس الايرانية من كادر البغدادية العامل في العراق… و هناك سوابق عن تعرض كادر البغدادية للإغتيال (  اطلاق الرصاص على الاعلامي عماد العبادي )  عدا تعرض مكاتب القناة للإغلاق بين فترة و اخرى … أو إقتحامها و تدمير محتوياتها و غير ذلك من انتهاكات …  و عندما يطالب الشعب باقالة المحمود لدوره المخزي في خراب البلد … فمن الطبيعي أن كل من يدافع عن المحمود يضع نفسه في خانة اعداء الشعب … و لا و لن يختلف اثنان على هذه الحقيقة … و هذه الزيارة المشؤومة للمحمود لا تشكل مفاجأة  … المفاجأة تكمن في التوقيت و العلنية و الصلافة …  بعد ان أصر الشعب على قلع المحمود من كرسيه … فسارع المنتفعين من حماية المحمود الى طمأنته بأنه باق في منصبه و انهم سيضربون كل من يحاول ازاحته …  و هم في الحقيقة مرعوبين من خسران نفوذهم بزوال المحمود قبل أي شيء آخر  …  و الكثير من العراقيين كان مخدوعا بإن العامري كان يحارب دفاعا عن الشيعة … و هذه الزيارة كشفت بما لا يقبل الشك ان العامري ليس مع الشيعة بل ضدهم  …  بدليل ان المحافظات  المطالبة بقلع المحمود محافظات شيعية .
        لا  عتاب و لا لوم على الحمداني لعدم التطرق  لهذه الزيارة ، رغم انه أشار اليها بشكل غير مباشر ، أو قل مباشر ، عندما أكد على إقالة المحمود مباشرة بعد الزيارة موجها رسالة ضمنية ذكية للعامري و المهندس دون ان يذكر اسمائهم ، و لو كان قد ذكر  الأسماء فمن المحتمل ان يتعرض كادر البغدادية داخل العراق  للإغتيالات … و ما أسهل ذلك عند المليشيات الايرانية التي يغمض حيدر العبادي عينيه عنها … و لا يزال حادث تعرض دار الاعلامي نجم الربيعي لإطلاق نار قبل أيام طريا في الذاكرة … و واقع الحال يشير الى أن هذه المليشيات قد بدأت حملة التصفيات الجسدية تجاه رموز الثورة العراقية  … حيث قتل لحد الآن تسعة من هذه الرموز  …  شهداء سيذكرهم و يخلدهم التاريخ … في ظل صمت حكومي مشين … يا سيد واثق الرماحي علينا ان ننظر لصورة ما يجري بالكامل  … لا أن نركز على جانب أو زاوية و نترك بقية الصورة …  وإن كانت الناس تمدح الحمداني أو  الدكتور عون الخشلوك فهذه ليست بالمسألة المهمه و لا تستحق التوقف عندها … و الناس المبتلين بألف بلوى و بلوى غير مصدقين ان هناك قناة فضائية اعطتهم فرصة مفتوحة لعرض بلاويهم و مشاكلهم على الحكومة … و لكي يسمعها ايضا ملايين العراقيين … و اذا كان ٩٠ بالمئة من القدح مملوء فلماذا نركز على ال ١٠ بالمئة منه ؟
            السيد واثق الرماحي ، من خلال اطلاعي على آرشيفك في موقع    ”  كتابات ” المحترم عرفت بانك قد كتبت ما يقارب  ١٤٥  مقال ، وهذا يعني انك مهتم  و متابع و حريص على متابعة الشأن العراقي بدليل عدد مقالاتك ، و نحن جميعا ككتاب تحصل عندنا بعض الهفوات عند تناول هذه القضية أو تلك ، فالكمال لله  وحده ، و ذلك لن يقلل من سمو الهدف و  صدق المقاصد في ما نكتب ، و الغرض من كتابتي لهذا المقال هو  لتوضيح ما قد يلتبس على القاريء من فهم لسبب او لآخر ، و ليس الغرض هو مدح انور الحمداني أو البغدادية ، رغم انهما يستحقان المديح و الثناء ، و العبد لله قد كتب مقالين قبل أشهر في موقع (  كتابات ) موجها النقد فيهما للبغدادية في موضوعين مختلفين يمكنك قرائتهما ان احببت ذلك.
اخيرا … شكرا لك لقراءة المقال … مع خالص الود .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب