15 أبريل، 2024 3:30 م
Search
Close this search box.

لقد حسم العراقين أمرهم، اختاروا العشيرة ورفضوا الحكم المدني

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ ان فتحنا عيوننا في هذا البلد، لم تكن العشيرة بهذه السطوة والطغيان !!
حتى عندما بدأت الهجرة من الريف الى المدينة وجاء الفلاحون من كل انحاء العراق للاستيطان في بغداد وباقي المدن، وجدوا امامهم دولة ومؤسسات وقوى أمنية ، فاستسلموا لهذه الترتيبات المدنية ولم يَتَحَدّوها
واحتفظوا بأرثِهِم وسلوكهم العشائري
في حدود مناطق سكناهم وفيما بينهم وبحدود ضيقة ، لانهم فهموا قواعد اللعبة الجديدة ولم يحاولوا تحدّي الدولة ومؤسساتها.
في زمن البعث ،وفي بداية السبعينينيات، تم منع الالقاب العشائرية وحظر استخدامها ..
في الحرب مع ايران تم استدعاء العشيرة لاغراض التعبئة والتحميس والرقابة الأمنية من قبل رؤوساء العشائر ، بعد ان وجدت الدولة نفسها في ورطة الحرب غير المدروسة التي انهكتها وجعلتها تلجأ للاساليب القديمة والمهجورة.
لكنها مع ذلك ظلّت تحت هيمنة الدولة التي كانت تعاقب بشدة من يتجاوز الحدود المسموحة.
بعد الاحتلال عام ٢٠٠٣، حصل انفجار في النزعة العشائرية مثل انفجار البركان المكبوت ، كما لو كان المجتمع بانتظار سقوط النظام ليعلن عن رغبته الحقيقية في العودة الى الوراء مئتي سنة واقامة حكم العشيرة واستعادة الدور المفقود لشيخ العشيرة الطاغية الذي له حرس وسجن ويستطيع الحكم والمعاقبة !!!
كانت تلك العودة بمثابة حنين مرضي الى ماضٍ جميل المطلوب استعادته بأي ثمن !! انها نوع من النوستالجيا ( nostalgia) الغريبة …
حتى بعض المثقفين سارع الى اعلان لقبه العشائري في حالة من الزهو وخاصة اذا كان يتشارك اللقب مع أحد الاشخاص النافذين في الحُكُم.
سألت أحد الاصدقاء والذي لم اكن اعرف لقبه وقوميته وطائفته مع اني اعرفه من اربعين سنة ، لماذا تُجاهِر بعشيرتك ؟ اجابني : لغرض الحماية ولغرض الردع الاستراتيجي تجاه العشائر الاخرى !!
تأتي الانتخابات فيمنحوا اصواتهم للعشيرة وليس للبرنامج !!
فكرة الانتخابات ضد فكرة العشيرة،
والاولى يفترض ان تُطيح بالثانية .
لكن الذي يحصل هو ان الثانية تُطيح بالاولى ..
اقترِح توزيع مقاعد البرلمان بين العشائر بحيث يُمنح لكل عشيرة عدد من المقاعد حسب عدد اعضائها وثقلها في المجتمع على ان يقوم شيخ العشيرة باختيار من يمثل عشيرته في ذلك البرلمان..
وبذلك يُحسَم الموضوع بدون عملية تصويت لامعنى لها وبدون تكاليف الانتخابات وبدون مفوضية انتخابات تقوم على المحاصصة وبدون قضية السلاح المنفلت وغيره وبدون حملات انتخابية تلوّث الجدران بصور قبيحة ..
وبدون برامج انتخابية مكررة وانشائية ومُستَفِزّة وبدون شخصيات تافهة تظهر على التلفزيون لكي تعلن برائتها من الواقع وتمنح الجمهور وعوداً لن يستطيع تحقيقها فلاديمير پوتين وستالين وهتلر وجورج بوش وريغان حتى لو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب