كنتُ أتكهن بما سيحصل فأطلقتُ النداءات المخلصة الكثيرة للحزب الشيوعي لكنه للاسف لم يستجب …. فحصل ماحصل !
لقد طالبتُ مرارا وتكرارا القائمين على الحزب الشيوعي بالتواصل مع عامة الناس وعمل الندوات والتحرك بين صفوف المجتمع واظهار الوجه الناصع والحقيقي للحزب وعقد اللقاءات في الاماكن العامة وفي الهواء الطلق وطرح بدائل للقوانين الحالية وبيان برامج مُحدثة تنسجم مع المراحل الحالية ونحن نعرف ان الحزب فيه شخصيات مبدعة وعالِمة ومثقفة وتحمل الافكار الرائعة ولمعظمها تفكير خارق لكنهم متقوقعون حول انفسهم وعندما تسألهم يقولوا لك بان هنالك دكتاتورية تُمارس ضد افكارهم وان الحزب ونواته ومقراته اصبح حكرا على مجموعة من الوصوليين تدعمهم اللجنة المركزية والقياديين في الحزب واذا استجابوا لك فان رأيك او طلبك يبقى مركونا لايتحرك ولم يتفاعلوا معه وحتى الانتخابات تجري وفق قياسات تتحكم فيها العلاقات ولم تكن فيها الكفاءة او المؤهلات معيارا مطلوبا وان القائمين على الحزب قد اصبح هدفهم هو الحصول على المكاسب الشخصية من اقصر الطرق متغافلين عن مباديء الحزب التي اصبحت لاتعني لهم شيء لذا فانهم اندفعوا بالاتجاهات الخاطئة ومنها سقوطهم في مطب خطير حينما تحالفوا مع مقتده ظنا منهم بانه الطريق الذي يوصلهم الى غاياتهم بعد ان تعهد لهم بمنحهم مقعد على اقل تقدير من اصوات اتباعه حتى لو لم يكسبوا الجولة في الانتخابات وكان هذا من الاخطاء القاتلة التي ارتكبها الحزب والذي جعلهم يعيشون في عزلة عن جماهيرهم فضلا عن الشرخ الكبير الذي حصل حتى بين صفوف الحزب نفسه حينما اعترض الكثيرون على هذه الخطوة غير الموفقة وذهب الحزب الى تمييع مواقفه المبدئية وخذلان مجتمعه وترك المشاركة في الحراك الشعبي بل ذهب الى ابعد منه حينما اعتبرهم من المندسين وارتكز على رؤى آنية في دعمه للنائبة هيفاء في جميع مساراتها بصرف النظر عما يصاحبها من اخطاء وهذا هو الخطأ بعينة لانه كان من الاجدر له ان يفصل بين السياسي الشيوعي والحزب فان السياسي قد يخطأ وعليه ان يتحمل خطأه وهو لديه الحصانة ويحتمي بقوانين الدولة وعنده كفاية من المستشاريين مسؤولين عن تسديد خطواته لذا كان من المفروض ان يترك النائبة هيفاء تتحمل مسؤولية تصرفاتها وان لايقحم نفسه معها وان لايسمح لها ان يكون مكتبها داخل مقر الحزب الشيوعي فهنالك من الشيوعيين انفسهم لايتفقون معها بينما مقر الحزب هو لعامة الناس بما فيهم غير الشيوعيين ونحن نعلم ان الدولة تمنح النواب الرواتب والامتيازات وبدلات الايجارات لمكاتيهم وسكنهم وحماياتهم فهي لها المقدرة ان تستأجر مكانا اخر ليكون مكتبا لها وتبعد الحزب عما سيحصل وبالفعل قد حصلت اشياء كان يجب ان لاتحصل وذهب القائمين على الحزب الى زج انفسهم في مشاكل وقضايا محاكم هم في غنى عنها … وقد خسر الحزب أعظم مرحلة كان له ان يكسب جميع الشعب فيها وهي المرحلة الحالية التي يتطلع فيها الناس الى حزب نظيف لم يتلوث بفساد السلطة والحكم والبرلمان والتحالفات لكي يلتف حوله ويبحث عن برنامج لحزب يحقق آماله ويبحث عن حزب يؤيد تحركه ويتعاطف معه وهذا لم يجده في الحزب الشيوعي حاليا بعدما انجرف مع الاخرين واصبح ينظر الى الشعب نظرة فوقانية …. لو كان الحزب الشيوعي قد حافظ على مواقفه الصحيحة لكان قد كسب جميع الشعب وكانت فرصة لنا للخروج من التكتلات الحزبية للاحزاب الاخرى وكان لنا أملا في انقاذ العراق وشعبه ولكن وللاسف كان الحزب الشيوعي في مواقفه الاخيرة قد انحدر مع الاحزاب الاخرى وأضاع الفرصة الذهبية والهدف الأسمى بسبب سوء تصرف رجالاته ومسؤوليهِ بالرغم من النداءات الكثيرة التي اطلقناها وكنا نتنبأ بما يحصل ولكنه لم يكلف نفسه بالاستماع اليها او مناقشتها او الاستجابة اليها …. وفعلا جاءت لحظة الحقيقة ….