19 ديسمبر، 2024 12:01 ص

لخص لنا الدكتور محمد الدوري الصراع الذي استمر لعقود بين أمريكا والنظام السابق ساعة احتلال بغداد 2003 بجملة مازالت تمثل لغزا لم يفسره لنا وهو ما زال على قيد الحياة

(( انتهت اللعبة!!))

واليوم يتكرر المشهد في وسط بغداد لكن هذه المرة عن صراع دام لستة عشرعاما بين المحتلين الأمريكي والإيراني من جهة والشعب العراقي بكل اطيافه من جهة أخرى ويلخصها لنا الشعب العراقي مرة أخرى

(( إنتهت اللعبة!!))

ولقد اداروا الملف بحنكة وحبكة بإطالة مدة الحكم على هذا المنوال للفترة المنصرمة وكانوا يخططون له لعقود لاحقة لكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ..

ومنذ اليوم الأول لاحتلال العراق كنا نحذر العامة من خبث الامريكان وعدم الانجرار ورائهم لمنح الثقة العمياء والركون لحكم الملالي والمعممين والوقوف بالضد من الاستكانة لنصائحهم بتسليمهم مقاليد الحكم ومن كلا المذهبين الرئيسيين في العراق وكان فضح ذلك المخطط مقدما على مقاومة المحتل فقطع اذرع المحتل كان يجب ان يسبق المقاومة .

فالشعب العراقي يتعاطف مع دينه الحنيف ورموزه لكن يستحيل له ان يرضخ لحكم ديني من أي مذهب كان, ليس تمردا على الدين وتعاليمه بل لان زمن الأنبياء والاولياء قد انقضى لغير رجعة وان كل من ينصب نفسه حاكما بامر الله أو وكيلا للمهدي المنتظر فما هو الا شيطان مارد وفتنة كبيرة تفضي الى احتراب ومقتلة عظيمة وطائفية مقيتة, وهذا ما حصل فعلا . فالعراق وشعبه لم يحكم دينيا منذ فتحه ودخوله الإسلام بل منذ فجر التاريخ لم يعط ولائه لسلطان ولا لحاكم على خلفية دينيه ومذهبه لغاية يوم الاحتلال المشؤوم , واليوم انكشفت لعبة أمريكا في العراق بعد ستة عشر عاما من التضليل والتزوير بتسليم مقاليد الحكم للأحزاب الدينية ,وقد تعمدت أمريكا وباصرار تدوير تلك الوجوه الكالحة وتلاعبت بإرادة الشعب العراقي من اجل ابقائهم لاطول فترة ممكنة في حكم العراق واجهضت واوصدت الباب بالتفاوض مع أي جهة تحمل مشروعا ونفسا وطنيا يرعى مصالح العراق وشعبه ولو بالحد الأدنى, لان ذلك لا يصب في مصلحة المحتل واطماعه.

وبعد تحليل ودراسة معمقة من دوائر القرار الامريكي سبقت قرارالاجتياح ايقنت أمريكا ان الجهة الوحيدة التي تؤمن مصالحها وتجعلها مقبولة لدى عامة العراقيين لا خاصتهم هي الجهة الدينية لما لها من تأثير عاطفي جياش في الشارع وخاصة الشارع الشيعي الذي يقدس مراجعه وينزلهم بمنزلة الأنبياء والمعصومين , حيث تمكنت من تسخير المؤسسة الدينية لتكون غطاء للطبقة السياسية المولودة من رحم الأحزاب الدينية وتبعها تأسيس المليشيات وتسليحها وعمل الجميع على ملاحقة وتصفية كل نفس وطني او مقاوم للاحتلال فضلا عن تمزيق النسيج الاجتماعي وبث الكراهية والطائفية . وفعلا نجحت أمريكا ايما نجاح وبسطت نفوذها في كل ارجاء العراق بفضل تلك الأحزاب وتعاون وفتاوى المعممين ,

ستة عشر عاما ونفس الوجوه الفاسدة والملطخة ايديها بالدم الزكي العراقي التي أعدتها المخابرات الامريكية والاوربية والإيرانية تتداول السلطة رغما عن انف الشعب العراقي تحت مسمى الديمقراطية و الانتخابات والتزوير والضحك على الذقون , والعراق ينحدر من سيء الى اسواء الى ان طفح الكيل ونفذ صبر العراقيين وهم يرون بأم اعينهم خيراتهم تنهب وبلادهم تغرق في الفقر والعوز والفوضى والجهل والإرهاب والبطالة تعم البلاد, فاخذ زمام المبادرة شباب بعمر الزهور لم يعاصروا البعث حتى يقال عنهم من ازلام النظام, وليسوا من المحافظات السنية المنكوبة لينعتوا بالوهابية وتنظيم داعش الإرهابي !!

بل اغلبهم من الشباب الشيعة العروبيون الذين ابهروا العالم بوعيهم وتنظيمهم وسلميتهم وهم عابرون للطائفية كانهم خلية نحل متناسقة عنوانهم واحد وهدفهم واحد يبحثون عن وطن ولا يساوموا لاجل ذلك الا بازاحة النظام وهم يعلمون حقا ان جميع الوعود كذب ومراوغة!!

هذا هو جيلكم الذي ولد وترعرع في فترة حكمكم الأغبر والذين فشلتم في كسبهم واحتوائهم ليقلبوا الطاولة على راسكم جميعا , وواهم جدا من يتوقع ان تتمكن أمريكا وذيولها وايران وكلابها من اخماد تلك الانتفاضة فقد انتهت اللعبة وللحديث بقية …