اليوم وانا اعيد مشاهدة المسلسل المصري القديم رأفت الهجان من خلال شاشة الموبايل وبالتحديد لقطات لقاء بطل الشخصية مع عائلته في مصر بعد عودته لهم.. ومع التحفظ على صحة قصة المسلسل وبطله الحقيقي وكل ما يجري من احداث سواء كانت من ملفات المخابرات المصرية السرية ام هي من نسيج خيال كاتب مصري اجاد في صياغة الكلمات وامتعنا بعدة حلقات من مسلسل تلفزيوني مازال في ذاكرة كل مواطن عربي ومازلنا نتأثر ونشد الحماس له.. ومع كل هذا وذاك ومع الذكريات الجميلة والوقت الذي تم عرض حلقات المسلسل فيه على شاشة التلفزيون العائلية….
ان كل متابع عربي لهذا المسلسل في كافه انحاء الاقطار العربية تجده يشد الحماس الى هذا الموقف البطولي الذي قام به مواطن مصري عربي لخدمة بلاده وخاصة اذا ما عرفنا ان جمهورية مصر العربية كانت الخصم الاول للكيان الصهيوني وكان المحتل قد اغتصب جزء من اراضيها الحدودية….
لقد قدم لنا كاتب السيناريو قصة ممتعة تشوقنا الى متابعتها حتى وصلنا الى نهايتها في اخر حلقة من المسلسل.. ومازلنا بين الحين والاخر نستمتع لإعادة مشاهدة حلقاته….
هذا من ناحيه مسلسل تلفزيوني وسيناريو وملف مخابراتي قدمته المخابرات المصرية العامة…
ولكننا لننظر الى الابعاد التي حملها معه هذا المسلسل وخاصة المبادئ التي يحملها كل مواطن عربي في ذلك الوقت والروح الوطنية التي يحملها كل انسان شريف يحب وطنه فاين رافت الهجان من كل السياسيين العرب اليوم اين من ضحى من اجل وطنه ولم يفكر يوما بانه سوف يعود الى بلاده ليستلم منصب في احد حكوماتها ورغم كل المساوئ لبطل المسلسل التي كانت قد عرضها كاتب السيناريو عن حياته الا انه اثبت لنا شخصية المواطن العربي الغيور على بلده….. فاين نحن اليوم ممن ضحى من اجل هذا الوطن وممن يريد ان يبيع هذا الوطن اي نوع نحن اليوم من رافت الهجان ونحن نرى كل الطبقات السياسية التي تحكم اوطاننا مشغولة بالفساد والسرقات العامة وبعيده كل البعد عن المبادئ الوطنية هذه المبادئ التي تعودنا عليها منذ نعومة اظافرنا والتي مازلنا نحملها في قلوبنا تجاه اوطاننا ولا نقبل المساومة عليها مهما عصفت بنا عاديات الزمن….
لقد نزلت دموعي اليوم وانا اتابع هذا المسلسل ووجدت فيه مصداقية المواطن العربي الذي يحب وطنه مثل ما يحب عرضه ودينه هكذا كانت هي الامة العربية مجيدة بأبنائها الوطنيون الذين حملوا لواء المجد لنصرتها والذين لم يقبلون المساومة على شبر واحد من ترابها المقدس لقد قدمنا لأوطاننا الانهار من الدماء من اجل المحافظة على كرامة وحدود بلادنا وما نشاهده اليوم من الذين ابتعدوا عن المبادئ الوطنية واصبحوا يعطوها رموزا اخرى لانهم توغلوا في نهر الخيانة الى اعلى رؤوسهم…
فكم نحن اليوم بحاجه الى رافت هجان جديد والى مواطن عربي نظيف في كل مبادئه ولا يقبل المساومة على بلاده.. لقد ابكيتنا يا رافت الهجان ونحن نتابع لقائك مع اهله وانت تتحفظ وتبعد عنهم موضوع ونوع عملك لسريته التامة…متمسكاً بوصية مراجعك العليا…..