يعيش الساسة في العراق .. ما بين الجهل واللامبالاة ، ومابين الغطس في مستنقع الخيانة والعمالة ، بينما الفرصة الأخيرة الممنوحة للعراق قد إنتهت وبدأت خطوات وضع اليد عليه من قبل الدول الكبرى وتحديدا أوروبا وأميركا ومن خلف الستار محور دول الخليج العربي إسرائيل .
إقدام الاتحاد الأوروبي على وضع القطاع المصرفي العراقي في خانة تمويل الإرهاب ، وإستدعاء واشنطن لمصطفى الكاظمي للمجيء على عجل ، وزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الى بغداد .. هذه الخطوات منسقة هدفها مسك أدلة على العراق تؤكد ان المجتمع الدولي قد حذر من خطورة تحوله الى دولة مشاركة في رعاية وتصدير الإرهاب الإيراني من خلال سيطرة الميليشيات على الدولة العراقية وثرواتها وما تشكله من خطر على أمن دول الخليج وإسرائيل والعالم ، وطبعا المجتمع الدولي يعلم تماما ان العراق سيفشل في وقف الإحتلال الإيراني وتصدير الإرهاب ، لكنه من باب القاء الحجة ورفع العتب قام بهذه التحركات تمهيدا للتحرك نحو الخطوة اللاحقة .
ستكون الخطوة اللاحقة التي سيتخذها المجتمع الدولي هي إعلان العراق دولة فاشلة ترعى الإرهاب وتشكل خطرا على الأمن والسلم في العالم .. لذا يجب وضع اليد على العراق ومنعه من التصرف بأمواله حتى لاتذهب الى القوى الإرهابية التابعة لإيران ، وتشكيل حكومة بأشراف دولي تحكمه ، و في حالة حصل إنقلاب شبيه بإنقلاب الحوثيين في اليمن بأوامر إيرانية .. فإن العراق سيتعرض الى حصار عسكري وسياسي واقتصادي ، وستعم فيه الإضطرابات والحروب والمجاعة والأمراض والخراب .
لو أبعدنا عواطفنا الوطنية وآمالنا بإصلاح الأمور … وواجهنا الواقع كما هو سنجد ان العراق يسير بخطوات حتمية نحو حفته وخرابه ولايوجد خلاص مما ينتظره من كوارث فلا يوجد قوى وطنية فاعلة لديها القدرة على إنقاذ البلد ، وحتى ثوار تشرين ظهرت لنا سذاجتهم وقلة وعيهم السياسي عندما طالبوا بإجراء إنتخابات نزيهة مستحيلة في بلد الميليشيات ، وفشلوا في تشكيل قوة رادعة لحماية أنفسهم من القتلة ، وإيران وعملاؤها لا يتنازلون عن العراق ، أولا للبقاء في السلطة ونهب الثروات ، وثانيا إستخدامه ورقة لمساومة دول الخليج وأميركا وسائر المجتمع الدولي ، لاحظوا كيف دمرت إيران لبنان واليمن ، فماالذي ستخسره لو تدمر العراق على يد عملاؤها.. ومن المؤسف لدرجة الفجيعة ان المستقبل ألاسود الذي تقطر منه الدماء ينتظر العراق !!