28 مايو، 2024 12:34 م
Search
Close this search box.

لقد .. أتعبتمونا ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

مفارقات  عجيبة  غريبة  .. التي تحصل في عراق مابعد التغيير  ..  وبأيدي المتصدين للشان السياسي  في هذا البلد .. من الذين وجدوا  أنفسهم في لحظة صادمة أنهم في مواقع القرار بدلا من موقع المعالرضة  ! .. والمفارقة الاكثر غرابة  من غيرها .. سلوك اخوتنا في شمال الوطن .. فهم منذ عشر من السنين  .. يٌسًوّقوا  أنفسهم بأنهم بيضة القبان  في العملية السياسية  , وأنهم يسعون الى ترسيخ الحكم  العادل والرشيد  .. وفق الدستور – الذي صيغ وفق مزاج كوردي بأمتياز –  ولكن الذي يتّفًحص ما يطفوا عمليا  من اجراءات قادتهم  على ارض  الواقع .. يرى العكس تماما  .. ويبدوا ان هناك ثوابت في عقل العوائل  الحاكمة  في شمال الوطن .. تًتصوّر  أن بغداد  ( وان كان رئيس الجمهورية منها ) عدو يجب اضعافه , او إلغائه من الوجود .. وباية وسيلة  – وان كانت غير مشروعة – والانكى ان عملية سحب البساط من تحت ارجل الحكومة المركزية .. لم تتوقف عند حد من الحدود .. مراعاة  للظرف الصعب والقاس جدا في بعض الاحيان الذي تتعرض له  .. من هجمة شرسة للارهاب  , ومؤامرات  الجيران ودول الاقليم …  فلقد اصبح معتادا  – بعد كل نازلة –   على راس الحكومة  في المركز .. يأتي وفد من شمال الوطن ليعرض قائمة طلبات  او حلا لمشكلات  .. وبسقوف مرتفعة  ..  للضغط على الحكومة ..   لكي تقبل وان كان بما لايعقل .. والشواهد على هذا السلوك الغريب كثيرة  جدا ..  فحين تمنع قوى الامن في المركز من دخول  شماله  لضبط الحدود مع سوريا , وتقف ميليشيا البيشمركة بمواجهة  جيشه  – قوات دجلة  مثالا –  ويمنع الجيش من دخول اراضي العراق المتنازع على عراقيتها  .. فيمايعرف بالمتنازع عليها … ولا ننسى تجاوزات إقليم شمال الوطن على صلاحيات حكومة بغداد , يإدارة  المطارات والمنافذ الحدودية  والاستيلاء على ايراداتها ..  والتعاقد مع الشركات النفطية  في الاستكشاف والاستخراج  والتصدير  وعلى رغم انف الحكومة المركزية  .. إن مسلسل انتهاك القيادة الكوردية لصلاحيات الحكومة المركزية كثيرة جدا .. ففي كل سنة  .. يتًعًرقل إقرار قانون  الموازنة الاتحادية  بسبب التجاوزات المالية لحكومة شمال الوطن  … ولاإتفاق على صيغة  لقانون النفط والغاز لكي  تبقى الامور عائمة في بحر من الفوضى … واما التجاوز الذي لا يمكن  ان يٌغتًفَر .. حين يتعرض  وجود الوطن باكمله  للتهديد من اشرس قوة ارهابية  على ارض المعمورة – داعـش –  يحدث صمت  تشفي غير مبرر لقادة الشمال  .. الذي هم لم ينصروا الحق .. ولكنهم  لم يخذلوا الباطل   أيضا .. فحين يذهب السيد المالكي لواشنطن او لموسكو في مهمة لتسليح الجيش  .. يذهب بعده رئيس إقليم الشما ل لكي يعرقل مهمته .. وحين تختلف بغداد مع يعض الجيران , يٌعًمّق  إقليم الشمال العلاقة معها نكاية بالمركز وعلى طريقة  : عدو عدوي صديقي  .. وإن استرسلنا بمواقف العداء  ومحاولات الاضعاف لحكومة بغداد  فإنا سوف نملئ الكثير من الصفحات .. وفي هذه الايام الصعبة على بغداد والعراق باكمله  .. حين يستولى الارهاب على الانبار … يتم  اعلان  تصدير نفط الاقليم  – المخالف للدستور – في فرصة يعتبرها اقليم الشمال لا تعوض  .. وكذلك المماطلة في توضيح  مايخص الاقليم من بيانات مالية  تخص الموازنة الاتحادية  .. مما يساهم في عرقلى عملية التنمية في البلاد  برمتها  .. ختاما اقول : لقد خططتم ونفذتم اسس اقتصادية لدولة مستقلة فلماذا لا تعلنوا انفصالكم  وتريحون هذا البلد ؟!  لقد أتعبتمونا  وكثرت جراحاتكم فينا .. السلام عليكم .
ضمير مستتر : لايعاب المرء بتأخير حقه .. وإنما يعاب من اخذ ماليس له ( علي ع ) .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب