23 ديسمبر، 2024 6:27 م

لقتل الفشل… الانسحاب هو السلاح!!

لقتل الفشل… الانسحاب هو السلاح!!

يروي احد الجنود: (أيام زمان, في ساحة العرضات العسكرية, كان القائد يتجول, ليطلع على التدريب, وهو يحمل عصا التبختر تحت ابطه, وبعد ثواني يرمي بنفسة على الأرض, ويزحف فأندهش الجنود من هذا الفعل, فسألوا الضابط المراقب عليهم, لماذا فعل هكذا القائد؟ فأخبرهم انه اوقع عصا التبختر, لذلك عاقب نفسة, لأنها تعتبر شرفة,) فيقول هذا الجندي: ان هذا الفعل كان لنا به درسين؛ الأول ان سلاحنا شرفنا, والدرس الثاني؛ ان ارتكبت خطأ فعاقب نفسك علية.
كذلك في العمل السياسي, فهو شبيه بالعمل العسكري, حيث ان السياسي؛ الذي يتسنم موقع معين, في مرافق الدولة, ولم ينجح في أدارة هذا المرفق, سيقوم بتقديم استقالة من عملة, لأنه لم ينجح, لكي يعطي الفرصة لغيره, لأداره هذا المرفق.
أن هذه الحالة؛ تحدث في الدول المتقدمة, التي لها ثقافة سياسية, والشعور بالمسؤولية, وحب الوطن ومؤسساته.
لكن؛ ما يجري بالعراق, هو عكس هذا المبدأ, حيث ان وجود اشخاص بمناصب كبيرة, رغم أدارتهم الفاشلة لها, لكن لم يعاقبوا أنفسهم, على هذا الفشل حتى وان كان بالاستقالة, كما أننا نجد الفشل, في كثير من مرافق الدولة, ولم توضع الحلول له, حيث لم نستخدم مبدأ, وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
العراق؛ حتى على مستوى كبار الدولة, الذين يديرون عدة مناصب مهمه في الدولة, و بعضهم تسلم اكثر من منصب, حيث أخذها بالوكالة, لكن إدارتهم لم تكن ناجحة, فقد بائت بالفشل ولم يعترفوا بذلك, لكي يكسبوا ثقة المواطنين, ويحافظوا على أدارة البلد, بإدارة ناجحة, خالية من الانتكاسات والفشل.
ان انسحاب أسامة النجيفي, رئيس مجلس النواب السابق, من ترشيحه للمنصب بالدورة الجديدة, قد يكون مفاجئة, لكنه يعد خطوة ناجحة, وقوية, وملفتة للنظر, لكي يعطي درس, لأقرانه من السياسيين, ان من لم يستطيع, أدارة مرفق حساس بالدولة, فعلية ان يقدم استقالة, حتى وان كان على مستوى ترشيحه, لمنصب ما, يعتقد بانه لا يستطيع أدارة, أدارة ناجحة, نتمنى ان يحذوا السياسيين, هذا الحدوا اذا ما اثبت فشلهم, في أدارة المنصب الذي يديرونه, وكما يقول المثل العربي (اياك اعني واسمعي يجاره).