18 ديسمبر، 2024 9:31 م

(“دع مايريبك….” و “استفتِ قلبك…”)
حديثنا هذا يجمع بين السياسة و الدين ، و من قال لك ان الدين لاعلاقة له بالسياسة فقد اوهمك ، فالدين هو الذي يسوسنا الى الصلاح في دنيانا و النجاة في اخرتنا ، و مايسوسنا السياسيون و المتنطعون الا الى الخراب في الدنيا و الخسران في الاخرة .
و بالعودة مرة اخرى الى مناقشة نظرية المؤامرة التي لا اناقش فيها انا و لا اجادل و لا اشك بصحتها قيد شعرة ، و لكني اناقش مع المتشككين لاجل العقل و العلم و المنطق ، فاذا كانت المؤامرة في السياسة و الاقتصاد تخفى على الكثيرين حيث لادليل ملموس عليها و ان ضجّت جنبات العالم كله بنتائجها ، فان المؤامرة في شؤون الصحة و الطب عليها مئة دليل ، و فيها الف خيط للمتبصر و المتابع .
فاذ مازالت الشكوك و الروايات تحوم حول فايروس كورونا الخطير من حيث تصنيعه او عدمه، فقد ظهرت الان موجة الجدل و الشكوك حول لقاحه المرتقب بل و المنتج فعليا الان من جهات عديدة .
فان كان الفايروس غير مصنع فان اللقاح مصنع حيث لابد ان يكون ، و هنا تكمن المشكلة في عالم اليوم مابعد كورونا ، الشك العلمي ليس من عندي بل من العلماء المختصين ، اما انا فلا ادلة عندي تعضده الا ادلة المنطق و العقل المستنبطة من المتابعة و الاطلاع و تحليل المعلومات حيث لم نعد نملك غيرها في عالم ليس من صنعنا .
في البداية ، يقول احد الستراتيجيين الاسرائيليين : (عندما ينتج الامريكيون و الاسرائيليون اللقاح ليس على العرب و من مثلهم الا ان يكشفوا عن مؤخرتهم لتلقي الحقنة)!
كلام مهين طبعا و قد اعتدنا على ذلك بقيادة زعماء الامة ، و لكن الاهانة شيء و التغيير الجيني و السيطرة البايولوجية على خلق الله بواسطة لقاح يدخل الجسم و الى الابد شيء آخر .
من الاستدلال العقلي و الذي منطلقه من التشكيك بصدق نوايا المساعدة و البر و الاحسان ، شركة دوائية عالمية حكم عليها عشرات المرات بتعويضات و غرامات بالمليارات في قضايا تزوير نتائج تجارب الادوية لتسويقها و قضايا استخدام اطفال كخنازير تجارب دون علم اولياءهم و قضايا افساد ادوية المنافسين و تعريض الملايين من المستفيدين للخطر من اجل السيطرة على سوق الدواء ، كيف يمكن لي ان اصدق انها تنتج لقاحا ينقذ البشرية لتوزعه مجانا او باسعار رخيصة و بمليارات الجرعات و على عجالة ، و تبدا بالشعوب الفقيرة و التي لاحكومات حقيقية لها !
لماذا لم ينقذوا هؤلاء الفقراء من الجوع و العطش دون تكلفة و لا اختراعات ، مجرد مضخات ماء و موارد غذاء ! لماذا لم ينقذوهم من البراميل المتفجرة و النابالم و اضطهاد الانظمة العنصرية ضد الدين و العرق ! اذن الامر ابعد من كونه (اعمال خيرية) او (انقاذ للبشرية) !
و ايضا ، كانوا قد تنبأوا بموجة ثانية من الفايروس اشد وكنت كتبت في حينها انه طبقا لنظرية المؤامرة فانهم سيطلقون الموجة و يتبعونها باللقاح ليكون الناس مضطرين لقبوله و بلهفة ، و قد صدقت “نبوءتهم ” و صدق حدسي ايضا . فلم ينتظروا حلول الشتاء الحقيقي بل استعجلوا و كذلك استعجلوا انتاج اللقاح ، و بدات معارك التنافس .
يقول العلماء المختصون من الفريق المضاد ان اللقاح انتج على عجل و انه غير معروف النتائج السلبية او الاثار الجانبية على المدى الطويل . و يقول المتشككون منهم (و في فديوات مصورة) (ان الامر فيه غاية اخطر و ان (لقاحا) بعينه منتج في امريكا يحوي تركيبة تؤثر على جينات الجسم الذي تدخله فتغير كثيرا من طبيعة البشر (روحيا و اخلاقيا) او تمكن من السيطرة عليهم لصالح جهات شيطانية) . هذا كلامهم و لا ادري مدى صدقيته علميا و ليس بامكان طبيب او بايلوجي بسيط من ضمن الملايين حول العالم ان يدري فكلنا في هذا الجهل سواء ، و انما هو امر لايعرف كنهه الا علماء مختصون ، و حيث صرح الكثير منهم بذلك ، بل و شككوا بمكوناته المجهولة و سرعة اطلاقه قبل التاكد من تجريبه فالامر اذن يتطلب وقفة ، اما انا فاقول ربما صنع من قبل و جرب و ماكان التاخير البسيط الا لانتظار اللحظة المناسبة ، و اقول مايقوله المحايدون من العلماء ان الجسم لايحتاج لقاحا ضد فايروس من فصيلة الانفلونزا و افسادا لخلاياه و اضعاف مناعته ، فما وضعه الله فيه من مقاومة كفيلة مع طرق الوقاية الصحيحة من وقف الفايروس و سيختفي كغيره ان لم يكن مصنعا او معدلا .
ستقول : يا اخي سنترك الامر ببساطة و لانحقن اللقاح ، و هذه هي المشكلة التي اظنهم وجدوا لها حلا ، (التلقيح الاجباري) نعم ، فقد لاتدري ان شعوب الدول الاوربية و بعض صحفهم بدات حملة مناهضة ضد التلقيح الاجباري بل و ضد الاغلاق التام و حتى سبل الوقاية المبالغ بها، و قد تعرض بعض الاطباء المعارضين والصحفيين و البرلمانيين ايضا للمضايقة و الاغتيال و الفصل من وظائفهم .
الامر ليس طبيعيا و قد انطلق بشكل اسرع بعد خلع ترامب الذي يبدو انهم تخلصوا منه بالقوة لعدم مسايرته هواهم في بعض الامور و ليس لانه معتوه فقط .!
فبايدن وعد ان ينشر اللقاح في كل مكان حال تسلمه و قد فعل . فكيف سيكون اجباريا !؟ اقول لك، بعد تلقيح المتلهفين و المغرر بهم و المحتاجين الخائفين من الفايروس ، سنبقى انا و انت عندها سيقولون انكم الحلقة الاضعف لنقل الفايروس من جديد فاما ان تلقحوا او تحاسبوا او نلقحكم اجباريا على يد الشرطة !
لذا تحاول الشعوب الواعية الان ان تطلق حملات للتوعية والوقوف بوجه الوجبة الاولى من اللقاح حتى لايحصل هذا الاحتمال الاخير .
و هنا لابد من ملاحظة و هي ان الامر (التشكيك و الاتهام) لايشمل جميع الشركات او الجهات المنتجة للقاح ، بل شركات بعينها يسيطر عليها روتشلد و روكفلر و ماشابه من المتهمين بقيادة العالم الشيطاني السفلي !
الامر يتعلق بافساد الفطرة و صناعةً المرض و الخوف ثم السيطرة على البشر ، و هذه طرق الشيطان ، فالقرن الماضي كان افساد الطبيعة و الزراعة . وهذا القرن افساد فطرة الانسان والاتي اعظم .
و على امتنا الخروج من جحر الضب الذي حذر منه الرسول الكريم و التوقف عن اتباع اثار امم الضلالة ، ليس هناك حسم للجدل بحقيقة ناصعة الى الان ، ولكن وعندما يكون الامر مريبا فالقانون بسيط ف “دع مايريبك الى مالايريبك” و “استفتِ قلبك ياوابصة و استفت نفسك ثلاث مرات فالبر ما اطمانت اليه النفس و الاثم ماحاك في النفس و تردد في الصدر وان افتاك الناس و افتوك” صدق رسول الله عليه الصلاة و السلام .
ملحوظة : كُتب المقال بمعاونة الباحث الاسلامي و الخبير الانثروبولوجي و تاريخ الاديان الدكتور سعدون مشكور العيساوي حفظه الله .