ان العراق في يوم 28 نيسان من كل عام يحتفل بعيد ميلاد الرئيس السابق، شئنا ام ابينا كنا نحتفل والذي لا يحتفل فسيحتفل به خصوصا كنت في ذلك الوقت طالبا طيلة فترة وجود النظام السابق، لكن وبفضل الاحتلال الامريكي تخلصنا الكثير من العادات والاحتفالات المفروضة علينا وان لم نحتفل بها تهلكنا. ولى ذاك الزمان ووصلنا لحقبة اصبحت فيها الاحتفالات اكثر وتوزعت حسب القوميات والديانات والطوائف والكل يريد ان يحتفل وهذا حق مشروع لأننا كفلناه في دستورنا وليس بفرض علينا لكننا الى الان لا نعرف طرق الاحتفال وذلك كوننا جدد على الاحتفالات وطرقها ولأننا حرمنا منها لفترات طويلة حيث لا نحتفل الا بالرئيس وذكريات الرئيس وما يعجب الرئيس.
كنت قد التقيت الرئيس مام جلال اليوم وفرحت جدا بلقائه وهنيته بعيد ميلاده وقلت له 80 عاما الان من الكفاح والنضال والصراع حول السلطة والحرية والديمقراطية الف مبروك لك عيد ميلادك سيادة الرئيس. كان بحالة صحية جيدة جدا وبادرني بالسلام واستقبل التهاني بابتسامته الجميلة وطلب مني البقاء لتناول الفطور معه لكني وبجهلي وتسرعي رفضت حفاظا على صحته المتدهورة ولم اشأ ان ازعجه ولا ارغب ان يتهموني بموته من جراء لقائي به.
كان يدور في ذهني سؤال منذ اليوم الاول الذي استلم مام جلال الرئاسة والى الان فطلبت منه ان لا نزعج من سؤالي لكنه يأكل فيني وفي نفس الكثير من العراقيين.
-فقال لي اسأل
– سيادة الرئيس مام جلال لماذا لا لم اراك منذ اليوم الاول في حكم كرئيس للعراق؟
– كيف لم تراني؟
– سيادة الرئيس لم اراك يوما تزور مدينتي وتتفقد احوالنا ؟ ولم اراك تزور ميسان او الانبار او المثنى او ديالى؟
– كاكا اني كثير شغل عندي وكبير بالسن كاكا ما يكدر اسافر هواي.
– مام جلال يعني من تسافر لاوربا وتتمتع هنا ومن تسافر لكركوك وكردستان وبغداد مو سفر قومي وصراع حول كركوك ؟
– كاكا ليش يروح بالك بعيد وانت بعد شاب؟ وليش انت تعتب هواي عليه؟
– مام جلال والله كنت اتصور ان في يوم حكمتنا كرئيس وانك تعرف معنى الظلم والعوز والفقر سوف تحكم بالعدل وستكون مناضلا مستمرا لاستقرار العراق وبنائه بما يستحق. وللأسف يا مام جلال ان العراق وصل الى هذا الحال بسببك وسبب كل العراقيين في السلطة الان.
فاستفيضت على رنين جرس المنبه لاستعد للذهاب الى عملي اليوم والذي اعيش صراع معه.
فكل عام وانت بخير يا من لم نجده الى الان
فكل عام وانت بخير يا من باختفائه حير العراق
ولد الرئيس جلال الطالباني في يوم 12 تشرين الثاني 1933. فاليوم هو عيد ميلاد رئيسنا المفقود منذ اكثر من ستة اشهر واصبح ثمانون عاما.
وبمناسبة عيد ميلاد الرئيس الجديد وتيمنا بالاحتفالات انطلقت حملة على الفيس بوك النعمة التي حررت بعضنا ووجدت طريقا سهلا الينا حيث نستطيع التعبير عن ما يجول ويدور بخاطرنا، وطرح الافكار البناءة وغيرها.
كنت قد كتبت في مقالا سابق عنوانه ” ثواني ام سرقة بالكواني” وشرحت فيه المواعيد العراقية وطرقها لا ضير اذكر بعضها “لقد عرفنا نحن العراقيين بمصداقيتنابالمواعيدفاذا قلت لك ثواني وجايك ( سآتي) يعني تقريبا فد ربع الى نص ساعة واكمل شغل واذا قلت لك دقائق وجايكفتأخذ بالساعات واذا ساعة يعني باليوم واذا فد كم يوم وانت احسبها وكلنا ندري كيف هو الموعد.”
يعني اذا على حسابنا العراقي صار الرئيس 6 اشهر مختفي ولا نعرف شيئا عنه ولسبب ظروف العراق الحالية مع مواعيدنا فالمعطيات تقول ان 6 اشهر زمن طويل لرسم خارطة طريق مختلفة عن السياسات المرسومة وستبدل كثيرا حيث ان الرئيس وحسب الدستور العراقي له صلاحيات تغيير الوضع السياسي واتفاقات حزبية تلعب دورها في رسم مستقبل العراق. فاذن العراق مفقود اكثر من 6 اشهر فعلا.
ولو حسبنا مخصصات ورواتب الرئيس المختفي وما يكلف ميزانية العراق ولطيلة المدة المختفي فيها فاعتقد اننا في مصاريف غامضة لانه تكلفت العلاج ايضا محسوبة واعتقد وانه مصاريف الاختفاء ايضا سيدفعها العراق.
كنت قد كتبت يوما الصراع الداخلي على الهوية ومغزاها والوطن والعشيرة والشرف وغيرها من المواضيع التي تتعلق بالساحة العراقية ووصلت اليوم الى صراع الكرسي والكثير من كتب عنه لكن صراع الرئاسة هي مشكلة من المشاكل الحقيقة التي نغفل عنها.
فالمادة (75( من الدستور العراقي تقول:
اولا : لرئيس الجمهورية تقديم استقالته تحريريا إلى رئيس مجلس النواب ، وتعد نافذة بعد مضي سبعة ايام من تاريخ ايداعها لدى مجلس النواب .
ثانياً: يحل نائب رئيس الجمهورية محل الرئيس عند غيابه .
ثالثاً: يحل نائب رئيس الجمهورية محل رئيس الجمهورية عند خلو منصبه لاي سبب كان وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوما من تاريخ الخلو .
رابعاً: في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية يحل رئيس مجلس النواب محل رئيس الجمهورية في حالة عدم وجود نائب له على ان يتم انتخاب رئيس جديد خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوما من تاريخ الخلو، وفقا لأحكام هذا الدستور .
والحمدلله الى الان منذ اكثر من 6 اشهر لا نعرف اين الرئيس فبادرت بذهن احد الناشطين على الفيس بوك بنشر حملة اين الرئيس ؟
خرج ولم يعد
شارك معنا في هذه الحملة
اعمل مشاركة معنا في نشر هذه الصورة
ليف السؤال كل ارجاء المعمورة
عسى وان يجبنا احد؟!
الحملة الثانية
جلال طالباني 80 عاما يرتدي بدلة سافر الى المانيا ولم يعد؟
دستوريا الحكومة الان غير رسمية وذلك لخلو منصب رئيس الجمهورية وحسب المادة اعلاه وشئنا ام ابينا فنحن في طريق الى الدكتاتورية وصراع الرئاسة والولاية الثالثة والتخبطات على رسم الانتخابات القادمة ولو طبق فعليا الاحصاء القادم بنزاهة لوجدت الانتخابات فاشلة ويجب اعادتها لانها لم تصل للنصاب الحقيقي الفعلي.
