يفرح بعضهم ويصاب بالغبطة حين يقبض عزرائيل أرواح خصومه، وتُقدم النذور في حضرته حين يفعلها، ويتضرع لديه الرجال كما النساء أملين منه إنهاء بعض الأرواح التي يعتقدون أنها شريرة، فقد فرح بعض العراقيين بخبر الموت الكاذب للسيدة كونداليزا رايس مستشارة الامن القومي في الدورة الاولى في عهد الرئيس بوش الابن ووزيرة الخارجية في الدورة الثانية، وينتابني تساؤل لماذا نفرح حين يموت الآخر؟ لماذا ننتظر من عزائيل حل مشكلاتنا؟ فهل أن كوندليزا رايس هي وراء مصائبنا لكي نفرح بموتها؟ هل أن رايس هي من اقترحت إلغاء قانون الخدمة الجامعية أم أنها وراء سوء الخدمات؟ ووصل بهم الأمر إلى شتم رايس ولعنها وكأنها هي من شرع قانون التأمنيات الاجتماعية، وهي من تسبب في هدر مليار ونصف دولار على مشروع ماء بغداد الموحد والذي لم يغطي نسبة (10%) من طاقته التصميمة ولم تزل مناطق شرق بغداد تعاني من شحة الماء، ويا للأسف دائما نصدر مشكلاتنا إلى الرب حين نعجز عن حلها، والرب ينظر اليها ولا يحلها لأنه جل وعلا يعرف اننا قدريون.
كونداليزا رايس ليست من عشيرتي ولا هي عشيقتي، وياليتها كانت، واكيد أنها لا تعلم أن هناك مخلوقا في هذا الكون اسمه غالب الدعمي ومثله الالاف ينتابهم القلق يوميا خشية على رزقهم من تشريعات ارتجالية وقوانين مستعجلة تفتقر إلى نقاشات صحيحة يقودها خبراء بحسب التحصيل العلمي والكفاءة كما هو معمول به في دول العالم، ففي بريطانيا مثلا يكون راتب التدريسي الحاصل على شهادة الماجستير في الاختصاصات الانسانية(3000) باون الذي يساوي (4500) دولار أمريكي يُستقطع منه بحدود (500) باون يدفع للضمان التقاعدي وضرائب على الدخل مع شموله بالتأمين الصحي الكامل وتوافر الخدمات الأخرى، كما أن الطالب الذي يقبل في الجامعة فأن الشركات تمنحه قروض كبيرة لدفع نفقات الدراسة وتوفير السكن على أن يسددها بعد تخرجه، فضلا عن أنخفاض أسعار الغذاء، بمعنى أن هناك توازن بين الرواتب التي يستلمها الموظف والخدمات التي تقدمها الدولة وتستقطع ثمنها من المواطن إلا في العراق فأن الأمر غريب وعجيب تضاعف اسعار الخدمات، وتخفض رواتب موظفيه في قوانين قاصرة عن معالجات جوهرية لمعاناته.
الدولة دفعت المليارات لبناء محطات تصفية المياه لكنها فشلت في توافر الماء، ودفعت المليارات لانشاء محطات الكهرباء ولغاية كتابة مقالي هذا فأن معدل برنامج القطع ساعة واحدة كهرباء مقابل اربع ساعات قطع، ودفعت المليارات للاستثمار في مجالي النفظ والغاز وهي تستورد الغاز والبانزين من ايران، ومع كل هذه الاخفاقات تأتي الحكومة لتجهض على آخر حقل بقي يقاوم الفشل ويعمل على رفع مستوى التعليم في العراق.
واليوم أعلن عن فشلي في معالجة حالي وعدم قدرتي على الخروج الى ساحات التظاهرات وعدم تمكني من الضغط على حكومتي لذا احول قضيتي إلى عزرائيل لعله يتمكن من أخذ ارواح الشعب جميعاً ومنهم التدريسيون والصحفيون والمعلمون والمدرسون والمحامون والفقراء ويترك فقط أعضاء الرئاسات الثلاث ومنهم العبادي ووزراؤه ومعصوم ونوانبه ومستشاريه ورئيس مجلس القضاء الاعلى واعضاء المحكمة الاتحادية ومجلس شورى الدولة والمحكمة الادارية واعضاء مجالس المحافظات والمحافظون وزوجاتهم وصديقاتهم البلاروسيات ومؤسسو الجامعات الأهلية في العراق وانا مستعد أن اقدم النذور يوميا لعزرائيل لو فعلها وخلصنا من شوشرة انفسنا واصحاب الكفاءات الذين يرهقون موازنة الحكومة بقبض ارواحهم في حملة واحدة تريحنا وتريح الحكومة.