22 ديسمبر، 2024 8:27 م

لقاء سري في باريس بين الأتراك والأرمن!!

لقاء سري في باريس بين الأتراك والأرمن!!

تُركيا تُحاولُ جاهِدةً تصفيرُ مشاكِلها مع جاراتِها الشرقيّة والغربيّة والجنوبيّة لتعود عليها بالمكاسب الاقتصاديّة وبالتالي دفع عجلة اقتصادِها المُتدهور واعادة عصرِها الاقتصادي الذهبي ورقمُ ترتيبِها الاقتصادي السابع عشر – حسب ترتيب صندق النقد الدولي في عام 2013 – واللقاءات التي تُنظمها بعض الدول تلعبُ دوراً مُهماً في تقريب وجهات نظر الخُصوم. والدوائر السياسيّة في تُركيا تتحدثُ اليوم عن لقاءاتٍ سريةٍ جمعت الطرفين الأرمني والتُركي على أعلى المُستويات في بلدٍ غربي لتطبيع الأوضاع بين البلدين دون التّطرق إلى أسم الدولة. وهنا تذكّرتُ وتتانسوخ بيلدا القائم بالأعمال التُركيّة في باريس خلال التسعينات من القرن الماضي الذي تطرق في مُذكراتِه إلى مثل هذه اللِقاءات وهو يقول: “زيارة ألب أسلان تُوركيش زعيم الحركة القوميّة التُركية إلى باريس في أذار 1993 كانت بِمثابة مُفاجئة بالنسبة للكثِرين. مُهمة ألب أسلان تُوركيش لم تكن عاديّة بل كانت سريّة للغاية وعلمتُ به بعد مُكوثهِ في محل إقامته.

وفي اليوم التالي قام بزيارة الرئيس الأرميني في فندق كيرلون (Crillon) وبحث معه مساعي إنهاء حربِهِم مع أذربيجان وقدم له بعض الحُلول المُقترحة بحُضوري وحُضور المُستشار الرئيس الأرميني للشؤون السياسيّة ليبريان ووزير خارجيّة أرمينيا بابازيان. الساسة الأرمينيين استمعوا وبشغف إلى تُوركيش لشخصيته الجذّابة وزعامته للحزبٍ قومي لها ثقلها في السياسيّة التُركيّة. الجانب التُركي والأرميني لم يتطرّقا إلى مُشكلة قره باغ فحسب بل اتّفقا على إقامة مأدبة عشاء في السفارة التُركيّة في باريس تجمعُ رِجالُ أعمال تُركيا برئاسة نجل الأكبر لتوركيش طُغرل ورِجالُ أعمال أرمينيا. وحسب علمي قد أتفقا الطرفين في لقائِهم الأول على تدشين مشاريع اقتصاديّة تتجاوز قيمتها 600 مليون دولار. وتُوركيش وهو في باريس هاجم الجماعات الأرمينيّة المُسلحة والمعروفة بطشناق ممر لجين فعُلّق معها الاتفاقات الاقتصاديّة.Aslan Bulut, Sınırsız Ermanistan – Türkiye!, Yeniçağ, 16 Aralık 2021)) والسؤال المُهم الذي يدورُ في خُلدي: هل المُباحثات الجّاريّة بين الأتراك والأرمن حول فتح الحُدود البريّة والتجاريّة بين البلدين ستُكتبُ لها النجاح أم أنّها ستفشل كما فشلت في باريس؟”